هو الله الباسط القابض
الباسط والقابض اسمان من أسماء الله تعالي ولم يرد في القران اسمين بهذه الصيغة وإنما وردا فعلين كما سوف يتبين ذلك القاريء , وقد وردا في السنة الصحيحة وقد ذكرهما غير واحد من العلماء كأبن القيم وأبن العثيمين .
- المعني اللغوي :
جاء في لسان العرب بتصرف:
الباسط: في أسماء الله تعالى: الباسط، هو الذي يبسط الرزق لعباده ويوسعه عليهم بجوده ورحمته ويبسط الأرواح في الأجساد عند الحياة. والبسط: نقيض القبض، بسطه يبسطه بسطاً فانبسط وبسطه فتبسط
القابض: القبض: خلاف البسط، قبضه يقبضه قبضاً وقبضه؛ الأخيرة عن ابن الأعرابي؛ وأنشد: تركت ابن ذي الجدين فيه مرشة، يقبض أحشاء الجبان شهيقها والانقباض: خلاف الانبساط، وقد انقبض وتقبض. وانقبض الشيء: صار مقبوضاً. وتقبضت الجلدة في النار أي انزوت. وفي أسماء الله تعالى: القابض، هو الذي يمسك الرزق وغيره من الأشياء عن العباد بلطفه وحكمته ويقبض الأرواح عند الممات.
*من دلائل الاسمان في القران :
قوله تعالي : " والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون"البقرة/245
قال ابن كثير في تفسيره: الجزء :1/ الصفحة :400
قوله "والله يقبض ويبسط" أي أنفقوا ولا تبالوا, فالله هو الرازق يضيق على من يشاء من عباده في الرزق, ويوسعه على آخرين, له الحكمة البالغة في ذلك "وإليه ترجعون" أي يوم القيامة.اهـ
وقال البغوي : الجزء : 1/ الصفحة :293
" والله يقبض ويبسط " .. قيل يقبض بإمساك الرزق والنفس والتقتير ويبسط بالتوسيع وقيل يقبض بقبول التوبة والصدقة ويبسط بالخلف والثواب، وقيل هو الإحياء والإماتة فمن أماتة فقد قبضه ومن مد له في عمره فقد بسط له، وقيل هذا في القلوب، لما أمرهم الله تعالى بالصدقة أخبر أنهم لا يمكنهم ذلك إلا بتوفيقه، قال: يقبض بعض القلوب فلا ينشط بخير ويبسط بعضها فيقدم لنفسه خيراً ككما جاء في الحديث " القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء "الحديث.
" وإليه ترجعون " أي إلى الله تعودون فيجزيكم بأعمالكم، قال قتادة : الهاء راجعة إلى التراب كناية عن غير مذكور، أي من التراب خلقهم وإليه يعودون.اهـ
- ومن دلائل الاسمان في السنة الصحيحة :
- ما أخرجه أبو داود بإسناد صحيح عن أنس قال (غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله سعر لنا فقال إن الله هو المسعر القابض الباسط الرزاق وإني لأرجو أن ألقى ربي وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة في دم ولا مال)
- ومن أقوال أهل السنة والجماعة :
قال القرطبي في الأسني في شرح أسماء الله الحسني (1/360) :
قال الحليمي: في معني الباسط أنه الناشر فضله علي عباده يرزق من يشاء ويوسع ويجود ويفضل ويمكن ويخول ويعطى أكثر مما يحتاج إليه .
وقال في معني القابض : يطوي بره ومعروفه عمن يريد ويضيق ويقتر أو يحرم فيفقر , وقال الخطابي: وقيل هو الذي يقبض الأرواح بالموت الذي كتبه الله تعالي علي العباد
وقيل : يقبض الصدقات ويبسط الجزاء عليها قال : ولا ينبغي أن يدعي ربنا جل جلاله باسم القابض حتي يقال معه الباسط,
قال ابن الحصار : وهذان الاسمان يختصان بمصالح الدنيا والآخرة , قال الله العظيم ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء ) الشوري /27
وذلك سيتضمن قوام الخلق باللطف والخبرة وحسن التدبر والتقدير والعلم بمصالح العباد في الجملة والتفاضل , وبحسب ذلك يرسل الرياح ويسخر السحاب فيمطر بلداً ويمنع غيره وُيِقِلّ ويكُثر وكذلك يُصرف الأسباب إلي احاد العباد كما يصرف جملة العوال لجملة العالمين اهـ