هو الله الباعث
المعني اللغوي :
جاء في اللسان مادة بعث: بعثه يبعثه بعثاً: أرسله وحده، وبعث به: أرسله مع غيره. وابتعثه أيضاً أي أرسله فانبعث.
والبعث أيضاً: الإحياء من الله للموتى؛ ومنه قوله تعالى: ثم بعثناكم من بعد موتكم: أي أحييناكم. وبعث اللموتى: نشرهم ليوم البعث. وبعث الله الخلق يبعثهم بعثاً: نشرهم؛ من ذلك. وفتح العين في البعث كله لغة. ومن أسمائه عز وجل: الباعث، هو الذي يبعث الخلق أي يحييهم بعد الموت يوم القيامة
*من دلائل الاسم في القران
قوله تعالي : " ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون " : البقرة/56
- قال الشوكاني في فتح القدير : الجزء1/137
والمراد بقوله: "ثم بعثناكم" الإحياء لهم لوقوعه بعد الموت، وأصل البعث الإثارة للشيء من محله، يقال: بعثت الناقة: أي أثرها،
وإنما عوقبوا بأخذ الصاعقة لهم لأنهم طلبوا ما لم يأذن الله به من رؤيته في الدنيا. وقد ذهبت المعتزلة ومن تابعهم إلى إنكار الرؤية في الدنيا والآخرة، وذهب من عداهم إلى جوازها في الدنيا والآخرة ووقوعها في الآخرة. وقد تواترت الأحاديث الصحيحة بأن العباد يرون ربهم في الآخرة، وهي قطيعة الدلالة لا ينبغي لمنصف أن يتمسك في مقابلها بتلك القواعد الكلامية التي جاء بها قدماء المعتزلة، وزعموا أن العقل قد حكم بها دعوى مبينة على شفا جرف هار، وقواعد لا يغتر بها إلا من لا يحظ من العلم النافع بنصيب، اهـ
- ومن دلائل الأسم في السنة الصحيحة:
ما أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها( 2866):
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة)
- ومن أقوال أهل السنة والجماعة :
- قال ابن العثيمين في شرح الوسطية عن مدلول هذا الاسم الكريم:
البعث بمعنى الإخراج، يعني: إخراج الناس من قبورهم بعد موتهم.
وهذا من معتقد أهل السنة والجماعة.
وهذا ثابت بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين، بل إجماع اليهود والنصارى، حيث يقرون بأن هناك يوماً يبعث الناس فيه ويجازون:
- أما القرآن، فيقول الله عز وجل: ]زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن[ [التغابن: 7] وقال عز وجل: ]ثم إنكم بعد ذلك لميتون (15) ثم إنكم يوم القيامة تبعثون[ [المؤمنون: 15-16].
- وأما في السنة، فجاءت الأحاديث المتواترة عن النبي r في ذلك.
- وأجمع المسلمون على هذا إجماعاً قطعياً، وأن الناس سيبعثون يوم القيامة ويلاقون ربهم ويجازون بأعمالهم، ]فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره (7) ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره[ [الزلزلة: 7-8].
]يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه[ [الانشقاق: 6]، فتذكر هذا اللقاء حتى تعمل له، خوفاً من أن تقف بين يدي الله عز وجل يوم القيامة وليس عندك شيء من العمل الصالح، انظر ماذا عملت ليوم النقلة؟ وماذا عملت ليوم اللقاء؟ فإن أكثر الناس اليوم ينظرون ماذا عملوا للدنيا، مع العلم بأن هذه الدنيا التي عملوا لها لا يدرون هل يدركونها أم لا؟ قد يخطط الإنسان لعمل دنيوي يفعله غداً أو بعد غد، ولكنه لا يدرك غداً ولا بعد غد، لكن الشيء المتيقن أن أكثر الناس في غفلة من هذا، قال الله تعالى: ]بل قلوبهم في غمرة من هذا[ [المؤمنون: 63] وأعمال الدنيا يقول: ]ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون[ [المؤمنون: 63]، فأتى بالجملة الاسمية المفيدة للثبوت والاستمرار: و]هم لها عاملون[، وقال تعالى: ]قد كنت في غفلة من هذا[ [ق: 22]: يعني: يوم القيامة وقال تعالى: ]فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد[ [ق: 22].
هذا البعث الذي اتفقت عليه الأديان السماوية وكل متدين بدين هو أحد أركان الإيمان الستة وهو من معتقدات أهل السنة والجماعة ولا ينكره أحد ممن ينتسب إلى ملة أبداً. اهـ