أسماء الله الحسني وشرحها
1- هو الله
2- هوالإله* المعني اللغوي:
جاء في لسان العرب مادة:الإله بتصرف:
الإله الله عز وجل، وكل ما اتخذ من دونه معبوداً إله عند متخذه، والجمع آلهة. والآلهة: الأصنام، سموا بذلك لاعتقادهم أن العبادة تحق لها، وأسماؤهم تتبع اعتقاداتهم لا ما عليه الشيء في نفسه، وهو بين الإلهة والألهانية
قال ابن الأثير: هو مأخوذ من إله، وتقديرها فعلانية، بالضم، تقول إله بين الإلهية والألهانية، وأصله من أله يأله إذا تحير، يريد إذا وقع العبد في عظمة الله وجلاله وغير ذلك من صفات الربوبية وصرف وهمه إليها، أبغض الناس حتى لا يميل قلبه إلى أحد.
وقال الأزهري: قال الليث بلغنا أن اسم الله الأكبر هو الله لا إله إلا هو وحده: قال: وتقول العرب لله ما فعلت ذاك، يريدون والله ما فعلت.
وقال الخليل: الله لا تطرح الألف من الاسم إنما هو الله عز ذكره على التمام؛ قال: وليس هو من الأسماء التي يجوز منها اشتقاق فعل كما يجوز في الرحمن والرحيم. وروى المنذري عن أبي الهيثم أنه سأله عن اشتقاق اسم الله تعالى في اللغة فقال: كان حقه إلاه، أدخلت الألف واللام تعريفاً، فقيل ألإلاه، ثم حذفت العرب الهمزة استثقالاً لها، فلما تركوا الهمزة حولوا كسرتها في اللام التي هي لام التعريف، وذهبت الهمزة أصلاً فقالوا أللاه، فحركوا لام التعريف التي لا تكون إلا ساكنة، ثم التقى لامان متحركتان فأدغموا الأولى في الثانية، فقالوا الله، كما قال الله عز وجل: لكنا هو الله ربي؛ معناه لكن أنا، ثم إن العرب لما سمعوا اللهم جرت في كلام الخلق توهموا أنه إذا ألقيت الألف واللام من الله كان الباقي لاه، فقالوا لاهم؛ وأنشد: لاهم أنت تجبر الكسيرا، أنت وهبت جلةً جرجورا ويقولون: لاه أبوك، يريدون الله أبوك، وهي لام التعجب
..تفرد سبحانه بهذا الاسم لا يشركه فيه غيره، فإذا قيل الإلاه انطلق على الله سبحانه وعلى ما يعبد من الأصنام، وإذا قلت الله لم ينطلق إلا عليه سبحانه وتعالى، ولهذا جاز أن ينادي اسم الله، وفيه لام التعريف وتقطع همزته، فيقال يا ألله، ولا يجوز يالإله على وجه من الوجوه، مقطوعة همزته ولا موصولة، قال: وقيل في اسم الباري سبحانه إنه مأخوذ من أله يأله إذا تحير، لأن العقول تأله في عظمته. وأله ألهاً أي تحير، وأصله وله يوله ولهاً. اهـ
هذا وليعلم القاريء الكريم أن أسم الله هو لفظ الجلالة الدال علي الذات المقدسة الجامعة للصفات الإلهية والمنفرد بالوجود والوحدانية لا يسمي به أحدا غيره تضاف الأسماء إليه ولا يضاف إلي الأسماء , أي يقال الله الرحمن , والله العليم وهلم جرا .. ولا يقال الرحمن الله ,أو العليم الله .. وقد ذكر في القران الكريم (980) مرة
** من دلائل الاسم في القران الكريم:
أكتفي هنا للدلائل علي لفظ الجلالة في القران بالبسملة وهي تتكرر في بداية كل سورة عدا التوبة والله المستعان
قال تعالي " بسم الله الرحمن الرحيم"الفاتحة/1
قال البغوي في تفسيره (1/49):لأسم (( الله جل جلاله )) قال الخليل وجماعة: هو اسم علم خاص لله عز وجل لا اشتقاق له كأسماء الأعلام للعباد مثل زيد وعمرو. وقال جماعة هو مشتق ثم اختلفوا في اشتقاقه فقيل: من أله إلاهة أي عبد عبادة وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما " ويذرك وآلهتك " ( 127- الأعراف ) أي عبادتك - معناه أنه مستحق للعبادة دون غيره وقيل أصله إله قال الله عز وجل: " وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق " ( 91- المؤمنون ) قال المبرد : هو من قول العرب ألهت إلى فلان أي سكنت إليه قال الشاعر: ألهت إليها والحوادث جمة
فكأن الخلق يسكنون إليه ويطمئنون بذكره، ويقال: ألهت إليه، أي فزعت إليه قال الشاعر: ألهت إليها والركائب وقف
وقيل أصل الإله (( ولاه )) فأبدلت الواو بالهمزة مثل وشاح واشاح، اشتقاقه من الوله لأن العباد يولهون إليه أي يفزعون إليه في الشدائد، ويلجؤون إليه في الحوائج كما يوله كل طفل إلى أمه، وقيل هو من الوله وهو ذهاب العقل لفقد من يعز عليك.اهـ
*ومن دلائل الاسم في السنة : -
ما أخرجه مسلم عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول" لا إله إلا الله وحده أعز جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده "اهـ
قال النووي في شرح مسلم :
قوله صلى الله عليه وسلم : ( وغلب الأحزاب وحده ) أي : قبائل الكفار المتحزبين عليهم وحده , أي : من غير قتال الآدميين , بل أرسل عليهم ريحا وجنودا لم تروها . قوله صلى الله عليه وسلم : ( فلا شيء بعده ) أي سواه .اهـ
قلت : ولا خلاف أن لفظ " اللهم " معناها " يا الله " ولهذا لا تستعمل إلا في الطلب فلا يقال : اللهم غفور رحيم , بل يقال اغفر لي وارحمني كما قال صاحب كتاب جلاء الأفهام
وإذا علم هذا أدركت أن قولك " اللهم أني أسألك كذا " معناه إني أسألك يا الله بأسمائك الحسني وصفاتك العليا , وفي السنة الصحيحة مالا يحصي من أدعية النبي صلي الله عليه وسلم يطلب فيها من الله جل جلاله ما شاء من خير الدنيا والأخرة