الشيخ سيد Ù…Ø¨Ø§Ø صاحب الموقع
عدد الرسائل : 2210 العمر : 63 العمل/الترفيه : كاتب اسلامى تاريخ التسجيل : 07/12/2008
| موضوع: كيف تستمر المحبة بين الزوجين؟ يونيو 26th 2009, 5:09 pm | |
|
فتور المحبة بين الزوجين
لو سألت أي زوجين بعد زواج دام عشر سنوات مثلاً عن شعور كل منهما نحو الطرف الأخربعد هذه المدة الطويلة ....
وهل هو نفس الشعور خلال فترة الخطوبة وبداية الزواج ؟!
الجواب قطعاً لا...
والسبب في ذلك فتور المحبة ...
وسببها الانشغال الدائم في العمل وفي رعاية الأولاد, وعدم الانفراد العاطفي بينهما خارج البيت ,أو حتي داخله وبث ما في القلب , وإهمال المناسبات السعيدة بينهما وإهمال التزين والتجمل , و غيرذلك ...
وبدل الشعور بالحب نجد الرحمة والشفقة هي التي تغلف تصرفات كل من الزوج وزوجه...
ولكن الرحمه والشفقه والإحساس بالأمان مع شريك الحياة قد لا يصمد أمام الفتن التي زادت ,والاختلاط بين الجنسيين بلا رادع من دين أو حياء الذي عم أرجاء الحياة المعاصرة .
والذي من أعظم أسبابه تبرج المرأة وابتذالها وهي من أخطر الفتن علي الإطلاق والذي أنتشر انتشار النار في الهشيم ,وغير ذلك من الفتن .
كل هذا جعل كل من الزوج أو زوجه بحاجة إلي شعور عاطفي قوي يربطه بشريكه حتي لا ينهار أحدهما ويغرق مع تيار لم يتعود علي رده وصده..
ومن ثم ينبغي للزوجين من أجل إحياء روح الشباب وعودة الترابط العاطفي بينهما لتستمر الحياة الزوجية ترتوي من ينبوع هذا الترابط وترتقي إلي أعلي درجات السمو الروحي والعاطفي بعيداً عن رياح التجديد والفتن التي فترت علاقتهما القلبية بكثرة الهموم والغموم !!
ولذلك انصح كل من الزوج وزوجه بأمرين علي الأقل:
** الأمر الأول: التزين والتجمل كل منهما للأخر:
أن مما يسعد قلب الزوج أن يعود فيجد زوجته في أبهي صورة وأطيب ريح مرحبة به وبكلمات طيبة مشجعة تنسيه همومه ومشاكله في يومه هذا وهو بين يديها.
فكثير من المشاكل تنشأ لإهمال الزوجة هذا الجانب الحيوي تحت عنوان راح الشباب وانقضي !!
لا أيتها الزوجة المحبة أن الحياة الزوجية واستمرارها تحتاج إلي تضحيات وإنكار ذات, ولك ان تتصوري زوجك المسكين الذي مازال ينبض قلبه ويتعطش للمسة حنان منك لا يجد منك كلما عاد إلي بيته إلا الإهمال والتجاهل ,ووجدك رثة الثياب ..مشغولة دائما في أعمال المطبخ والغسيل وفض مشاجرات الأولاد .
وهو الذي تقع عينه بقصد أو بدونه علي زميلاته في العمل أو المتبرجات من النساء التي تسلب لبه فيبدأ المقارنة بينك وبينهن!!
وكوني علي يقين ان كفتهن أرجح واخطر , وان كان زوجك يخاف الله ويغض بصره ولا يخونك ويخاف من الحرام فهذا أمر يحسب له لا لك..
لكن ما يكبته في قلبه وتعطشه للغذاء العاطفي الذي يرويه ولا يجده منك سيجعله حتما يخرج عن صمته كرد فعل لإهمالك إياه..
وربما يغضب لأسباب تافهه أو يتلفظ بالطلاق بمناسبة وغير مناسبة...
أنت طالق أن خرجت .. أنت طالق آنت ذهبت لفلان.. أنت علي حرام وهكذا,
ويبدأ من جهتك الشك في تصرفاته ويلعب الشيطان لعبته في إيقاد نار اشك في هذا التغيير ويوسوس لك بوجود امرأة أخري !!
وتبدأ المشاجرات من هي ومتي وأين عرفتها ؟!!
وما أغناك عن كل ذلك بان تهتمي بنفسك قليلا فان لزوجك عليك حقا فليكن بيتك جنتك ومصدر سعادتك , كوني أمامه في أجمل صورة وأطيب ريح وسوف ترين العجب !!
يقول الإمام السيوطي في كتابه "الإيضاح في علم النكاح":
إن الفقهاء أكثروا من نصح النساء باستكمال زينتهن داخل المنازل , وذلك بتسريح الشعر وتزيينه ,والتطيب بالطيب أمام الزوج ليطيب قلبه.اهـ
وعلي الزوج أيضا إلا يهمل هذا الجانب فالزوجة يسعدها أن تجد زوجها في صورة ورائحة طيبة , وله في ابن عباس رضي الله عنهما قدوة فقد روي إنه قال([1]):
إني لأتزين لزوجتي كما تتزين لي وما أحب أن أستنظف كل حقي الذي لي عليها فتستوجب حقها الذي لها علي لأن الله تعالي قال: (ولَهُنَّ مِثْلُ الَذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ )-228 البقرة
** الأمر الثاني:فتح جسر بينهما للتفاهم والتشاور:
الحاجز النفسي الذي أوجده إهمال كل منهما للأخر بسبب كثرة مشاكل الأولاد وتربيتهم ورعايتهم والهموم والغموم لتي تحيط بالأسرة ,ومرور الأعوام وفتور العاطفة.الخ
لابد لهذا الحاجز من هدمه وبناء جسر من التفاهم والانسجام بينهما قوامه راعاية كل منهما حقوق الآخر.
حتى يكون التآلف والتآزر بينهما قائم على أساس المعروف لا على أساس الهوى والنزوة.
فلا يهمل الزوج حقوق زوجته لمجرد خطأ منها أو شيء يكرهه فيها وكذلك لا تهمل الزوجة حقوق زوجها لبخل منه أو أذي بدر منه لسوء فهم أو سرعة غضب أو غير ذلك
نعم ...ينبغي لكل من الزوجين التجاوز عن أي هفوة أو زلة من الطرف الآخر ولا يطلب من شريكه أن يكون مثاليا خالياً من العيوب, ولهذا أوصي النبي e الرجل بتجاوز بعض الهفوات من الزوجة لضعفها فقال :
" لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر أو قال غيره([2])
قال النووي في شرح الحديث:
قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر أو قال : غيره ) يفرك بفتح الياء والراء وإسكان الفاء بينهما قال أهل اللغة فركه بكسر الراء يفركه إذا أبغضه ( والفرك ) بفتح الفاء وإسكان الراء البغض..
ثم قال –رحمه الله-
أي ينبغي أن لا يبغضها , لأنه إن وجد فيها خلقا يكره وجد فيها خلقا مرضيا بأن تكون شرسة الخلق لكنها دينة أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به أو نحو ذلك . اهـ
وأوصي أيضا بغض النظر عن هفوات الزوج وابتغاء مرضاته فقال e:
[ ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة ؟ النبي في الجنة والصديق في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله عز وجل ونساؤكم من أهل الجنة : الودود الولود العؤود على زوجها ؛ التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول : لا أذق غمضا حتى ترضى ]
ونكتفي هنا بما ذكرناه من وصايا لحل مشاكل الزواج ,ونطرح في الصفحات الباقية الوصايا الذهبية لحل مشاكل الأمومة ومسئولياتها
[1] - أنظر الجامع لأحكام القران للقرطبي 3/88
[2] - أخرجه مسلم في الرضاع ح/1469
| |
|