الشيخ سيد Ù…Ø¨Ø§Ø صاحب الموقع
عدد الرسائل : 2210 العمر : 63 العمل/الترفيه : كاتب اسلامى تاريخ التسجيل : 07/12/2008
| موضوع: لوجودية والعبث وانتفاء الحياء في الأدب: إبداع فني أم سقوط فكري وأخلاقي د. أحمد إبراهيم خضر مارس 2nd 2012, 7:45 am | |
| في كتابة " تأملات في عالم نجيب محفوظ " يقول "محمود أمين العالم" في ص 116: "ولكن البداية والنهاية في أدب "نجيب محفوظ" كله هو الطريق.. البحث عن طريق.. التبشير بطريق... الدعوة إلي طريق... وهكذا ظل "نجيب محفوظ" يكتب بإخلاص وتفان وموهبة خلال ما يقرب من ثلاثين عاما".
ويستطرد "أمين العالم" متحدثا عن أدب "نجيب محفوظ" فيقول: ".. وهو أدب يمتزح فيه نجيب محفوظ الفنان بنجيب محفوظ المفكر بنجيب محفوظ الإنسان إمتزاجا غريبا رائعا ولا يكاد يترك لناقد فرصة للتعقيب علي ما يكتب".
ويمكننا هنا تحديد معالم هذا الطريق الذى دعا اليه “ نجيب محفوظ “على النحو التالى:-
أولاً: الفصل بين المادة والروح:-
يعتقد "نجيب محفوظ" في الفصل الحاد بين المادة والروح، وهو فصل أدى في نظر الدكتور: "عبد المحسن بدر" إلي الحكم علي البشر وتقسيمهم بصورة آلية وميكانيكية إلي أغلبية ساحقة تعيش حياة مادية حيوانية وقلة نادرة تحاول أن تعيش حياة روحية إنسانية. ويرجع السبب في اعتقاد "نحيب محفوظ" بهذا الفصل إلي فيلسوفه المفضل "برجسون" الذى وجد في فلسفته تعبيرا عن هذه الثنائية وخاصة بصورتها المتناقضة العدائية التي أثرت علي كثير من أفكاره. وقد ظل "برجسون" يحتل مكان الصدارة فيما يسميه "محفوظ" بالفلسفة الروحية، ويفضل "محفوظ" هذا الفيلسوف ويقدمه علي غيره من الفلاسفة ويفرد له المقالات ويعتبر أن صوته هو الصوت الأخير والحكم النهائي، كما يعتبر أقواله وفلسفته مضرب المثل حين يحتاح إليها.
وتختلف نظرة الإسلام للعلاقة بين المادة والروح اختلافا جذريا عن نظرية "نجيب محفوظ" وفيلسوفه المفضل "برجسون" حيث ترفض التعارض بينهما أو ترجيح أحدهما وتخفيض وزن الآخر. وقد أدى تبني هذا الفصل السائد في بلاد الغرب وحمله إلي بلادنا إلي زعزعة عقيدة المسلمين بالإسلام لأنه يقيس الإسلام بالمسيحية علي طريقة القياس الشمولي. فالإسلام يرى أن الأشياء التي يدركها الحس هي أشياء مادية والناحية الروحية هي كونها مخلوقة لخالق. والروح هي إدراك الإنسان صلته بالله وعلي ذلك لا توجد في الإسلام ناحية روحية منفصلة عن الناحية المادية. ومزج المادة بالروح أمر ليس بالممكن فقط ولكنه واجب أيضاً. ولا يجوز أن يفصل أى عمل عن تسييره بأوامر الله ونواهيه بناء علي إدراك الصلة بالله. وهذا الفهم للعلاقة بين المادة والروح لا يؤمن به "محفوظ" ولا أستاذه "برجسون".
ثانياً: الإفادة من الماركسية والتوفيق بينها وبين العقيدة الدينية.
لا يختلف "محفوظ" مع الماركسية إلا في شقها الفلسفي المادى، لكنه يدعو إلي التوفيق بين الاشتراكية والعقيدة الدينية ويرى أن ذلك هو قدر منطقة الشرق الأوسط كما جاء في حديثه إلي جريدة المساء المصرية في 31/1/1962.
ويقول الدكتور "رجاء عيد" فى كتابه "دراسة فى أدب نجيب محفوظ" في ص 119 " بل أن نجيب يدفع إلي الإفادة من الفكر الماركسي في (السكرية) حين يقول عدلي كريم "حين تدرسوا الماركسية تذكروا أنها وإن تكن ضرورة تاريخية إلا أن حتميتها ليست من نوع حتمية الظاهرات الفلكية. إنها لن توجد إلا بإرادة البشر وجهادهم فواجبنا الأول ليس أن تنفلسف كثيرا ولكن أن نملأ وعي الطبقة الكادحة بمعني الدور التاريخي الذى عليها أن تلعبه لإنقاذ نفسها والعالم جميعا.. المجتمع الفاسد لن يتطور أبدا إلا باليد العاملة وحين يمتلىء وعيها بالإيمان الجديد ويمسي الشعب كله كتلة واحدة مع الإرادة الثورية فهنالك لن تقف في سبيلها القوانين الهمجية والمدافع".
ويقول "غالي شكرى" في هذا الصدد: "وكان اليسار الإيجابي المتكامل هو الحل الذى يراه نجيب محفوظ كي ينقذ مصر من أزمتها الإجتماعية. كان هذا اليسار رؤيا ضبابية غائمة في (بين القصرين).. ثم جاء هذا اليسار في (السكرية) واقعا حيا متطورا مع أحداث الفن والتاريخ".
هذا وقد حاول الدكتور" محمد حسن عبدالله " فى كتابه " الإسلامية والروحية فى أدب نجيب محفوظ " أن يدافع عن موقف "محفوظ" من الاشتراكية وبرر له ذلك بقوله في ص21:".. غاية الأمر أن الفتي - أى "نجيب محفوظ" قد أعجب بطرافة المصطلح الجديد الذى اقتحم علي الناس حياتهم عقب انتصار الثورة في روسيا فراح يردده دون أن يحدد مجالات الفوز وهذا يعني أن الاشتراكية ستفوز في أرضها أو أرضنا ". أما "مصطفي التواتي" فقد حدد محتوى الاشتراكية الحقيقية التي يبشر بها "نجيب محفوظ" فيقول: " أما محتوى الاشتراكية التي يبشر بها أبطال "نجيب محفوظ" والتي تمثل المادة الأساسية لروايتي "اللص والكلاب" أو " الشحاذ " بصفة خاصة فهو مزيج من الليبرالية والنزعة الإنسانية والمذهب الفوضوى والاشتراكية البرودنية ونتفات عديدة من الوجودية. هذه هي اشتراكية "نجيب محفوظ" التي يرغب في التوفيق بينهما وبين العقيدة الدينية.
وأيا كانت تحليلات النقاد حول رأى "نجيب محفوظ" فى الماركسية ودعوته إلى التوفيق بينها وبين العقيدة الدينية. فإن عقيدة التوحيد فى الإسلام ترفض ذلك جملة وتفصيلا، فهى عقيدة لا تقبل لها فى القلب شريكا، ولا ترضى إلا بشعارها المفرد الصريح.وترى أن "الماركسية" وغيرها من الأنداد التى تشدد فى التخلص منها حتى تخلص عقيدة التوحيد وتصبح نقية واضحة. كما أنها ليست من أعمال الشارع مما يقضى بأنها غير مشروعة، وغير المشروع باطل. والقاعدة الأساس التى تقوم عليها عقيدة الإسلام هو أنه " ليست هناك مناهج متعددة للمؤمن أن يختار منها أو يخلط واحدا منها بالآخر. وليس هناك حل وسط ولا منهج بين بين، ولا خطة نصفها من هنا ونصفها من هناك، إنما هناك حق وباطل، وليس بعد الحق إلا الضلال.
ثالثاً: الوجودية والعبث:
يقول "التواتي": "ومهما برأ النقاد نجيب محفوظ في التأثر بالوجودية فإن رواياته التي ندرسها تؤكد أنه تأثر إلي حد بعيد بهذه المقولات الوجودية الفرنسية وبآراء "ألبير كاموس" علي وجه الخصوص في إلحاحه علي فكرة العبث. كما رأينا تأثره بآرائه حول البطل المتمرد ولو بصورة اتفاقية، والواقع أن التأزم والتفرد والغربة التي رأينا عليها أبطال نجيب محفوظ ترشحهم لأن يكونوا أبطالاً وجوديين".
أما أهم المقولات الوجودية التي عبر عنها "نجيب محفوظ" فى رواياته فقد استعرضها "التواتي" على النحو التالى:-
1- أن الإنسان قد ألقي به في هذا العالم وحيدا غريبا لا نصير له ولا معين.
2- أن الآخرين يمثلون جحيما يعوقنا عن تحقيق أهدافنا.
3- أن الإنسان مسؤول أو يتحمل عبء حريته التي هي أساس وجوده.
4- أن هذا الوجود ضرب من العبث وعلي الإنسان أن يجعل له معني أو بعبارة أخرى عليه أن يحقق وجوده بأن يحوله من الكينونة إلي الوجود.
ويضرب "التواتي" الأمثلة علي انعكاس هذه المقولات علي روايات "نجيب محفوظ" فيقول عن رواية "اللص والكلاب" بأن هذه الرواية ركزت علي مفهوم تفرد الإنسان في الكون وحده، لا معين ولا نصير وقد أعاد فيها "نجيب محفوظ" رأى الوجودية الفرنسية من أن "الله" ألقي بالإنسان في هذا الكون ثم أهمله ولذلك لم يعد في حاجة إليه وعليه أن يحقق وجوده بمجهوده الخاص".
ويعلق "التواتي" علي الرواية فيقول: ".. غير أن القدر الذى أعمي رصاص سعيد مهران وألقي بصابر الرحيمي إلي السجن وكذلك الفشل الذى منيت به تجارب عمر الحمزاوى إلي جانب العناصر المذكورة سابقا تجعل من الوجود ضربا من العبث وهي إحدى المقولات الوجودية التي أشرنا إليها أعلاه والتي عالجها وقننها ألبير كاموس في كتابية " أسطورة سوزيف" و"الغريب" فرواية "اللص والكلاب" علي وجه الخصوص هي "الغريب" في الأدب العربي. وهي رواية من روايات العبث حتي وإن لم تبلغ من التجريد واللامعقول ما بلغته كتابات "بيكات" مثلا. ورغم أن عبارة "عبث" لم تتكرر فيها إلا اثنتي عشرة مرة فإنها ذكرت في الشحاذ واحدا وعشرين مرة وفي الطريق إحدى عشرة مرة،فإن كل شىء فيها ينطق بالعبث".
ويستطرد "التواتي" قائلا: " إن العبث ينشأ من اللامعقول ومن صميم الكون وصمته من حول الإنسان، ومن هذه الوحدة القاتلة والغربة التي يحس بها. وكأن نجيب محفوظ قد ترجم هذه الآراء النظرية في أحداث روائية فكانت "اللص والكلاب" و"الطريق" و"الشحاذ". وقد رأينا السمات الوجودية التي يتسم بها أبطال هذه الروايات وهي سمات جعلت شعورهم بالعبث يطبق عليهم فيحول الحياة إلي ظلام ممتد، فهم جميعا غرباء.. وإذا كان – "البير كاموس" قد قدم الانتحار حلا من الحلول وجعل الموت كما رأينا نهاية للعبث فقد اختار صابر وسعيد مهران هذا الحل أيضاً ".
رابعاً: اللهو والطرب والجنس واحترام المومسات:
ذكر "سليمان الخراشى" اعترافات لنجيب محفوظ ملخصها أنه كان يتعاطى الخمر، وأن الذى يمنعه من الاقتراب من الخمر هو السكر فقط. وعن رأى " محفوظ " فى حل المشكلة الجنسية فينقله الخراشى على النحو التالى:" أما عن حل المشكلة الجنسية في مجتمعنا فأنا لا أستطيع أن أقوله، ولا أنت تكتبه ! ولكنني أستطيع أن أقول: أوروبا تمكنت من حل المشكلة الجنسية بطريقتها الخاصة، تجد أن البنت عمرها 15-16 تلتقي في حرية تامة مع أي شاب، لا مشكلة جنسية ولا مشكلة عفاف ولا بكارة، وحتى إذا أثمرت العلاقة طفلاً، فالطفل يذهب إلى الدولة كي تربيه إذا كانت أمه لا تريد".
وتحت ستار تسجيل "نجيب محفوظ" لحقبة معينة من تاريخ مصر يقول "رجاء عيد" في ص 167 من كتابه سالف الذكر:
"الطرب في أدب "نجيب محفوظ " لوحة عريضة تزخر جنباتها بألوان عديدة تتجد فيها حياة الطرب واللهو والإقبال المائع علي الحياة، حيث تفيض فيها ريشة نجيب محفوظ على (حقبة زمنية).. وإذ بها منتصبة حية أمامنا كأننا نحن اللذين نعايشها بالبسمة الواعدة والضحكة المفردة حيث ترصد الريشة الماهرة تلك الليالي الطروب التي ترقص للنغم وتغني للوتر في جرأ ة تخجل الجراءة منها.
وتطالعنا من الأغنيات ما قد يخدش (الحياء) ولكن أهل هذه المدينة القديمة لم يروا عيبا في أغانيهم فمنهم يستمع إلي:
1- خدني في جيبك بقى... بين الحزام والمنطقة.
2- أبيع هدومي عشان بوسة.. من خدك القشطة يا ملبن، يا حلوة زى البسبوسة.. يا مهلبية كمان واحسن.
3- من يوم ما عضتني العضة.
4- أمانة يا رايح يَمُّه.. تبوس لي الحلو في فَمُّه.. وقل له عبدك المغرم ذليل ".
ويقول "رجاء عيد" في ص169 " وراء عالم العوالم عالم الجرى وراءهن ومجالس اللهو بينهن.. وكأن ريشة (نجيب) وهي ترسم غمست في مباهج تلك الحياة اللاهية فانتشي خط وغرد لون حتي جنت اللوحة من (السكر) وانتشت من (الضحكة الطروب) وثملت من الغنوة اللعوب ".
ويجيد " نجيب" تشريح الغرائز النهمة التي راحت تثوب في مسرى دماء (أحمد عبد الجواد) الذى راح يحدث نفسه.. " هي موفورة الحسن وإنها لشهية لطيفة وبها من طيات اللحم والدهن ما يدفئ المقرور في زمهرير الشتاء ".
ولننظر إلى هذه الفقرة الخالية من الحياء فى رواية " بداية ونهاية ". يقول "محفوظ": " ما أجمل هذه الفيلا. النوم فوق هذه الفتاة ليست شهوة فحسب ولكنها قوة وعزة. فتاة تتجرد من ثيابها وترقد بين يدى في تسليم مسبلة الجفون وكأن كل عضو من جسدها الساخنة يهتف بي قائلا (سيدى) هذه هي الحياة ".
وفي الحكاية رقم 2 في رواية (حكايات حارتنا).. يقول " محفوظ": ".. أرى تحت المنور مباشرة ست أم زكي عارية تمام تجلس علي كنبة تتشمس وتمشط شعرها عارية تماما.. منظر غريب وباهر.. وتستلقي علي بطنها وتقول: دلك لي ظهرى..".
هذه الأمثلة توضح أنه لا مجال للحياء أبدا في أدب "نجيب محفوظ" وقد عبر عن ذلك هو بنفسه في رواية "السكرية" علي لسان أحمد وهو يخاطب نعيمه وعائشة (الحياء كاذب.. الحياء موضة قديمة، ينبغي أن تتكلمي وإلا ضاعت منك الحياة).
ويقول التواتي بصراحة كاملة: " ولابد من الإشارة في هذا الباب إلي ما يكنه نجيب محفوظ من عطف واحترام للمومسات، فالمومس لا تكاد تخلو منها رواية من رواياته......إنها أحد أشخاصه الأليفين وهي دوما بعكس الفكرة السابقة عنها. إنها رقيقة وخيرة وشريفة بل أنه يقدمها أشرف من النساء اللاتي تظن أنهن شريفات ففي حين تفرض علينا المومس احترامها تدعونا الشريفات إلي احتقارهن والاستخفاف بهن، فنحن لا يسعنا إلا أن نعجب بشخصية وردة ونقدر فيها إخلاصها ومحبتها وإنسانيتها، إذ كثيرا ما حاولت تنبيه عشيقها إلى واجباته الزوجية والعائلية. ولكن الشخصية التي تحتل مكانه خاصة فهي ولا شك شخصية نور هذه المرأة التعيسة المخلصة في حبها لسعيد مهران رغم خيانة الجميع. لقد كانت له جنة كما يقول وسط جحيم الرصاص والكلاب. إنها أكثر شخصيات الرواية قربا إلي قلب القارىء الذى لابد أن يشعر بما شعر به سعيد مهران من حزن وألم لما قد يكون أصابها".
والإدعاء بأن كل ذلك لا يعنى انتفاء الحياء عند " نجيب محفوظ " وأن الأمر ليس إلا مجرد تسجيل فني إبداعي لحقبة معينة من تاريخ مصر، ولا يعبر عما فى داخل "محفوظ " ذاته، فمردود عليه هنا بإجابة "سعيد بن ناصر الغامدى" على سؤال طرحه هو:"هل يعتبر قول أشخاص الرواية قولا للكاتب؟ " يقول " الغامدى :" من المتقرر شرعاً وعرفاً وعقلاً وقانوناً أن اللفظ دليل مادي قائم على حقيقة اللافظ، والروائى يدس فكره بين شخصيات روايته، ويوصل رأيه من خلال الحوارات والمواقف العديدة " ويستشهد " الغامدى" برأى " محفوظ " ذاته الذى يقول فيه:" أن الأديب يختار شخصياته لأنه وجدها صالحة للتعبير عن شيء ما في نفسه، كأن يجد شخصية تتسم بالضياع، وكان الأديب وقتها يشعر بالضياع، أو شخصية ثائر وكان وقتها يعاني من ثورة مكبوتة...، المهم أن الرواية ككل يجب أن تعبر عن وجهة نظري". ويستطرد "الغامدى" قائلا " يؤكد الكاتب الحداثي "غالي شكري" في دراسته عن نجيب أن الرواية وشخوصها ومسارها يصبح منهجا لمؤلفها " كما يؤكّد "غالي شكري" أن "نجيب" استعار الهيكل العظمي لـ(الأسطورة) أي قصة نبيّ الله من وجهة نظرهم، ثمّ يكسوها بما لديه من لحم ودمّ وأن ذلك يمثّل وجهة نظر الكاتب الفكرية.
خامساً: تشويه الدين والحط من قدسيتة وهيبته ومزج رموزه بالخمر والجنس والنساء.
لم يكتف " نجيب محفوظ" بالتعدى على الله والأنبياء، كما أشرنا فى مقالة سابقة، لكنه تمادى إلى الحد الذى لم يقصر فيه العبث على ماهو متعارف به من حدوده، بل امتد به إلى الدين ذاته. والأمثلة على ذلك ما يلى:
(1) الله والخمر:
يقول "التواتي": " إذا ربطنا بين الخمر والبحث عن الوالد أى " الله " فإننا نتذكر أقصوصة (زعبلاوى) التي أشرنا إليها في موضع سابق حيث اكتسبت الخمر معني صوفيا باعتبارها مخدرة للحواس ومحققة للروح من روابطها الجسدية الدنيوية فتسمو وتتجلي أمامها الحجب حتي يشف الوجود وترى من خلاله الله. فالإنسان لا يتصل بحبيبه (الله) في حالة عشق إلا إذا كان في حالة يشبه حال السكر. فهو يجمع أى " محفوظ " بين نشوة العشق ونشوة السكر بمفهومها الصوفى، إذ لا نشوة حقيقية إلا تلك النشوة الصادرة عن الله. وهذه الخمرة التي نجدها في "الطريق" تكتسب أهم صفات الخمر الصوفية مثل القدم والعتاقة والجودة إذ أهدى الرحيمي "أى الله" الشخص الضرير الذى كان يعرفه رغم عماه الحسي علي الأصح (صندوقا من الخمر المعتقة).... تعالي الله عما يقولون.
(2) القرآن والويسكي:
يقول "رجاء عيد" في ص185:" وتستمر العبثية الكونية التي أصبح المال سيدها فيباع القرأن بجوار الويسكي، وأسماء كبار المفسرين تجاور أسماء أنواع الخمر وكلاهما في صراع من أجل الذهب ففي مشهد ساخر أخر يخرج من وراء الستار رجلان.. يحمل أولهما كتبا ويحمل الآخر قواريرا.. ثم قال حامل الكتب بصوت عريض رنان (من ذخائر التراث تفسير القرآن طبعة أنيقة مع تعليمات بأقلام كبار الأساتذة) الثمن جنيه واحد وردت منها كميات محدودة بأسماء محدودة ومعقولة تتراوح بين أربعة وخمسة جنيهات".
(3) الخلافة والجنس:
وردت هذه العبارات في رواية بين القصرين:
(ولكي تفسخ له قامت نصف قامة فانحسر الفستان الأحمر علي ساق لحمة بيضاء مشربة بلون وردى من أثر الحف والنتف ورأى بعضهم ذلك المنظر فصاح بصوت كالرعد.
• تحيا الخلافة:
وكان السيد يغمز ثديي المرأة بعينيه مهتفا وراءه.
• قل يحيا الصدر الأعظم.
(4) الجنة والعالم الأخر والمرقص والمعلمة:
يسخر نجيب محفوظ من الجنة ومن العالم الآخر ويرى أنها مفاهيم زائفة وأن الجنة الحقيقية والسعادة الحقيقية هي اللذة والمتعة. يقول في ذلك " رجاء عيد " في ص181:
" في مجموعته القصصية المسماه (شهر العسل) نأخذ علي سبيل المثال قصة (العالم الآخر) حيث تطالعنا قهوة ترقص فيها فتاة تتبع (المعلمة) التي تبيع المتعة لمن يطلبها.. ثم يأتي شاب يطلب المشاركة. ومن الحوار الذى يدور بين تابع المعلمة والشاب ندرك أن العالم الآخر يعني الحياة التي انفصل عنها هذا الشاب.. ويقول تابع (المعلمة) للشاب (إني أكره العالم الذى جئت منه هجرته للأسف.. وما إن اهتديت إلي هذا المكان حتي ادركت أنني ولجت أبواب الجنة فيتساءل التابع... الجنة ، أى جنة؟ فيرد الشاب: هنا يتقرر مصيرك بقوة رأسك ويتحدد مركزك المالي بجرأتك وتتقرر سعادتك بطاقة حيويتك لا زيف علي الإطلاق ".
(5) مناداة الله والتغزل الصارخ في أجساد النساء:
الفقرة التالية وردت في رواية بين القصرين علي لسان (ياسين) مخاطباً (زنوبة):
(ألم يئن الأوان يا بنت المركوب.. ذبت يا مسلمين ذبت كالصابونة ولم يبق منها إلا رغوة.. فردة ثدى من صدرك تكفي لخراب مالطة وفردة إليه تطير مخ هندنبرج.. عندك كنز، ربنا يلطف بي وبكل مسكين مثلي يؤرقه الثدى الناهد والعجيزة المدقلجة و والعين المكحولة.. أه لو تغوص بي الأريكة في الأرض (رباه) أن وجهها أسمر ولكن لحمها المكنون أبيض البطن يا هوه.. (يا لطيف.. يا لطيف)..يا لطيف.. يا منقذ.. وتحت القبة شيخ وإني مجذوب لهذا الشيخ.. أما الملاءات اللف.. والأرداف الثقيلة فمنها جميع استعيذ (بواهب النعم).
(6) ما شاء الله والعشيق:
في الحكاية رقم (61) من رواية (حكايات حارتنا) اختار نجيب محفوظ للمرأة التي كانت تطارح الغرام مع عشيقها إسم (الست ما شاء الله).
(7) الشيخ يغني عاريا:
في الحكاية رقم (44) من رواية (حكايات حارتنا) وبعد أن قص "نجيب محفوظ" أن رجلا اسمه (محمد الزمر) تبرع لبناء زاوية واختار لها الشيخ (أمل المهدى) إماما، ارتكب (محمد الزمر) جناية قتل لامرأة بعد أن اعتدى عليها ولم يشاهده إلا الشيخ الذى لم يعترف عليه لكنه حبس نفسه في الزاوية يومين. رامزا إلي ضعف الدين أمام القوة. جعل " نجيب محفوظ " الشيخ في أخر الحكاية يظهر في شرقة المأذنة عار تماما وبدور في الشرفة متبخترا ويغني بصوت متحشرج: " أما أنت مش قد الهوى.. بس بتعشق ليه ".
هذا لو ركزنا علي رواية واحدة فقط من روايات "نجيب محفوظ" لكشفنا فيها دون جهد هذا التعدى الصريح علي الدين والله والرسول والأئمة والمشايخ. وسنضرب هنا أمثلة محدودة من رواية (حكايات حارتنا) التي يستيطع القارىء أن يربط ما يقوله الكاتب بأحداث لها دلالتها وتحظي باحترام وقدسية في نفوس المسلمين لكن "نجيب محفوظ" أثر التعدى عليها والنيل منها. يقول الكاتب رامزا إلي الرسول صلي الله عليه وسلم في الحكاية رقم 50.
(... وهو يهزأ من التقاليد الراسخة فلا يتردد علي إجبار شخص علي تطليق زوجته ليتزوجها (وهو هنا يتعرض لمسالة زواج النبى صلى الله عليه وسلم من السيدة زينب بنت جحش)، وهو كثير الزواج والطلاق ولا يجرؤ أحد علي الزواج من إحدى مطلقاته فيلقين الحياة وحيدات يتسولن أو ينحرفن) يعني قوله تعالي: ﴿ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ ﴾ [الأحزاب: 53]... فلما برأ من مرضه أمر بألا يحتفل أحد بعيد الفطر المبارك حتي (زيارة المقابر حرمت علينا).
ثم يصف " محفوظ" زمن بطل حكايته رامزا إلي الرسول عليه الصلاة والسلام (أيامه كانت أيام رعب وجبن وذل ونفاق أيام الأنات المكتومة، أيام الشياطين والأساطير المخزية، أيام التعاسة واليأس والطرق المسدودة). وفي القصة رقم (57) يصف البطل بأنه (فتوة) وأنه خاتم الفتوات الكبار فمن بعده لم تقم للفتونة قائمة تذكر (يعني أن النبي كان خاتم الرسل). الفتونة هي الفتونة فكلمته هي الأولى والأخيرة في أى أمر من الأمور.. إنه يحذر الرجال من العربدة، ويمنع النساء من الزينة المفرطة، ويقيد حرية الغلمان في لعبهم، ويغالي في التدخل فيما لا يعنيه، ويبطل الزواج الذى يراه غير متكافىء والطلاق الذى لا يعجبه وإن رضي به الطرفان.. (وهذه كلها رموز لا تحتاج إلي مزيد إيضاح. أما رأى الأديب في ذلك فهو يقول في الرواية (وفي كلمة كبلنا بالأغلال رغم حسن نواياه وطيبة خلقه).
وبعد أن يتحدث علي ثورة المثقفين علي الدين يقول في نفس الحكاية (ويسود التذمر في الحارة وسريان روح التمرد.. وتتابع أحداث مؤسفة ودامية ولكنها تفضي في النهاية علي تراث خطير وتفتح الأبواب لعصر جديد.
هذا المعني الذى انتهي إليه " محفوظ" في الرواية السابقة هو نفس المعني الذى قاله علي لسان أحد أبطاله في رواية أخرى (العظمة الحقيقية للدين لا تتجلي إلا عندما تعتبره لا دينا).
سادسا: احترام اليهود:
"نجيب محفوظ " معجب باليهوديات منذ عام 1947 أى قبل ثلاثين سنه من أول زياة له لإسرائيل، ففي روايته (زقاق المدق) كان يتحدث عن أن الإقتداء باليهوديات يحول عاملات المشغل في (الرواية) من حال إلي حال من الشبع بعد الجوع ومن الكساد بعد العرى ومن الإمتلاء بعد الهزال، وقال علي لسان أم أحدى بطلات الرواية (إن حياة اليهوديات هي الحياة حقا). وقد أشار "أحمد أبوزيد " فى كتابه " الهجوم على الإسلام فى الروايات الأدبية " ص 82 إلى أن السيدة " عطية الله إبراهيم" زوجة "نجيب محفوظ" يهودية الأصل، لكن " عزمى بشارة" عضو الكنيست الإسرائيلى، النصرانى الديانة، والماركسى التفكير، سخر من هذا الاتهام وأنكره بشدة.
يقول سعيد بن ناصر الغامدى:" بدأ نجيب محفوظ غزله مع اليهود منذ كتب رواية " خان الخليلي " أي منذ عام 1365 هـ 1946 م ومنحوه رضاهم قبل أن يمنح الجائزة، بدأ الغزل مع اليهود من قبل أن يقوم كيانهم فى فلسطين".
عبر" محفوظ" عن إعجابه باليهود واهتمامه بهم في رواياته فصورهم في صورة جذابة طيبة ذكية وجميلة، كل ذلك في رواياته من " خان الخليلي " حتى " المرايا " حتى " زقاق المدق " حتى " الحب تحت المطر " و " قلب الليل". جاء ذكر اليهود في روايات " نجيب محفوظ " بشكل عابر للغاية. فلا نجد شخصية يهودية في هذه الأعمال , وإنما صور عابرة لليهودي هنا وهناك عبر السرد أو خلال حوار وبشكل يخلو من أدنى افتعال. وبالرغم من هامشية هذه الصور، فهي لا تحول دون ملاحظة ميله المتسامح تجاه اليهود، حتى بعد عدوان 1956 الذي غزت فيه إسرائيل سيناء المصرية للمرة الأولى. ففي روايته (قصر الشوق) الصادرة في العام التالي صور لليهود (على لسان السيد أحمد عبد الجواد) باعتبارهم مؤمنين بالله ومفضلين بالتالي لدى مسلمي مصر على من يؤمنون بنظرية دارون. وحتى الصفات غير الحميدة المنسوبة لليهود مثل البخل والإستغلال، فقد وردت في أعمال محفوظ بما يدل عليها دون أدنى إهانة أو عنصرية , وبصورة أكثر تسامحا بكثير مما جاء في بعض أعمال شكسبير مثلا.
يقول " الغامدى" أن محفوظ " هو صاحب مبادرة التطبيع مع اليهود. ونقل عنه قوله:" في أعقاب نكسة 1967 م جمع د. ثروت عكاشة “ وزير الثقافة حينذاك ” بعض المثقفين، وأصحاب الرأي لتبادل الأفكار وكان رأيي الذي أعلنته وقتها ضرورة العودة إلى الديمقراطية تمهيداً للتفاوض مع إسرائيل ثم ناديت بالسلام مع إسرائيل فى ندوة عقدت بجريدة الأهرام، حضرها العقيد القذافي في أواخر 1970 م في بداية حكم السادات".
يقول الدكتور " وحيد عبد المجيد " فى 5/9/2006 فى صحيفة الحقائق الإلكترونية: " كان الراحل الكبير نجيب محفوظ يحيل من يطلب رأيه السياسي في قضية أو حدث إلى أعماله:(ما أريد قوله أقوله في أعمالي). ولكنه خرج على هذه القاعدة التي وضعها لنفسه , وهي أن يكون حضوره الإبداعي غالبا على ما عداه. أيد " محفوظ" معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية في عام1979،وكان موقفه هذا هو الأكثر وضوحا على الإطلاق، من بين المواقف السياسية القليلة التي اتخذها وعبر عنها في شكل مباشر وليس عبر إبداعه الأدبي. فهو لم يكتف بإعلان مساندته لتلك المعاهدة، التي نزلت على معظم العرب بمن فيهم غير قليل من المصريين نزول الصاعقة , وإنما التقى بمثقفين إسرائيليين في بداية التطبيع وقبل أن يتبين أن ما يحدث بين القاهرة وتل أبيب لن يجعل السلام الحقيقي أقرب منالا..........مازال الإسرائيليون يذكرون له مساندته عملية السلام ويشيدون بموقفه حينئذ. ولهذا لقي نبأ رحيله اهتماما بالغا في الدوائر الإعلامية والثقافية الإسرائيلية. فقد أفردت الصحف الإسرائيلية له مساحات كبيرة بدءا من الصفحة الأولى وحتى الملاحق المخصصة للمنوعات والثقافة. وصفته "معاريف" مثلا بأنه (الصوت المعتدل.. كبير أدباء مصر والمؤيد للسلام مع إسرائيل). فيما قالت " يديعوت أحرونوت" عنه في أحد عناوينها (دعمه للسلام مع إسرائيل كاد يتسبب في مقتله). كما كتب بعض المثقفين الإسرائيليين الذين التقوا به في القاهرة عن ذكريات لقاءاتهم معه , مثل "إيلي عمير" و"سمدار بيري" وغيرهما.
ويذكر "سليم بن حبولة" أن " ميتيتيا هوبيلد" وهو الجنرال الإسرائيلي الذي شارك في قتل الفلسطينيين وتهجيرهم من أوطانهم كان قد حصل على الدكتوراة من جامعة كاليفورنيا عن أطروحته بعنوان "عقيدتي" دراسة في أدب نجيب محفوظ"، كما قام " ساسون سوميخ " بكتابة "دنيا نجيب محفوظ". ويكاد " بن حبولة " يجزم بان الدراسات و البحوث التي وضعها اليهود حول نجيب محفوظ هي التي فرشت له الأرض للحصول على جائزة نوبل للآداب.
هذا هو أدب "نجيب محفوظ" الأديب العظيم سيد الرواية كما يصفه مريدوه. لا إسلامية ولا روحية فيه، تعد على الله تعالى وعلى أنبيائة، وجودية وعبث وانتفاء للحياء. إنه على حد قول - المفكرين الإسلاميين - هو أحد القيادات الفكرية التى أدت لأعداء الإسلام من الخدمات مالا يملك هؤلاء الأعداء أن يؤدوه ظاهرين. تقوم هذه القيادات بتلبيس الحق بالباطل كالدس واللبس فى التاريخ الإسلامى وأحداثه ورجاله، وفى الحديث النبوى وفى نصوص القرآن وكذلك فى التفسير القرآنى بحيث يفقد الباحث عن الحقيقة الطريق الصحيح. قيادات أخذت على عاتقها مهمة خلخلة العقيدة فى النفوس بشتى الأساليب، فى صورة أدب وفن وغير ذلك ، تعمل من خلاله على توهين قواعد هذه العقيدة وشريعتها من الأساس، وتأويلها وتحميلها مالا تطيق، والدق المتصل على رجعيتها، والدعوة للتفلت منها، وإبعادها عن مجالات الحياة، وابتداع تصورات ومثل وقواعد للشعور والسلوك، تناقض وتحطم أسس العقيدة ذاتها، كما تقوم بتزيين تلك التصورات المبتدعة بقدر تشويه أمور العقيدة، كما تقوم كذلك بالدعوة إلى إطلاق الشهوات، وسحق القاعدة الخلقية التى تقوم عليها هذه العقيدة بالإضافة إلى تشويه التاريخ وتشويه النصوص.
ويمكن تفسير "الرمزية " التى لجأ إليها " نجيب محفوظ" فى ضوء تحليلات المفكرين الإسلاميين لسمات المنافقين. يقول - المفكرون الإسلاميون:" أن هؤلاء المنافقين لم يعرضوا عن الهدى ابتداء ولم يصموا آذانهم عن السماع، وعيونهم على الرؤية , وقلوبهم عن الإدراك، كما يصنع الكافرون، ولكنهم استحبوا العمى عن الهدى بعد ما استوضحوا الأمر وتبينوه، وهم يعيشون فى حالة تيه واضطراب وقلق يتأرجحون بين لقائهم بالمؤمنين، وعودتهم للشياطين، حائرون لا يدرون أين يذهبون.
وهم يتميزون بالآتى:
1- فى طبيعتهم آفة وفى قلوبهم علة،لا يجدون فى أنفسهم الشجاعة والجرأة على مواجهة الحق بالإنكار الصريح.
2- يحاولون أن يكسبوا لأنفسهم مقاما زائفا فى أعين الناس. إنهم يدعون الإيمان بالله واليوم الآخر، وهم فى الحقيقة ليسوا بمؤمنين، وإنما هم منافقون لا يجرؤون على الإنكار والتصريح بحقيقة شعورهم فى مواجهة المؤمنين.
3- يتميزون وخاصة الكبراء منهم بصفة العناد وتبرير ما يأتون من الفساد، والتبجح حتى يأمنون أن يؤخذوا بما يفعلون. " ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 11-12]. والذين يفسدون أشنع الفساد، ويقولون أنهم مصلحون، كثيرون جدا فى كل مكان. وهم لا يتوقفون عند حد الكذب والخداع، بل يضيفون إليها السفه والإدعاء ".... إنما نحن مصلحون ".
4- يأنفون من الاستسلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويرونه خاصا بأراذل الناس ولا يليق بالعلية ذوى المقام ".
6- من سماتهم الضعف واللؤم والتآمر فى الظلام، يتظاهرون بالإيمان عند لقاء المؤمنين، ليتقوا الأذى، وليتخذوا هذا الستار وسيلة للأذى.
7- متحالفون مع اليهود يجدون فيهم سندا وملاذا ويجد اليهود فيهم أداة لتمزيق المسلمين.
| |
|