الشيخ سيد Ù…Ø¨Ø§Ø صاحب الموقع
عدد الرسائل : 2210 العمر : 63 العمل/الترفيه : كاتب اسلامى تاريخ التسجيل : 07/12/2008
| موضوع: علاج داء الحسد..علاج داء الحسد يوليو 6th 2009, 10:33 pm | |
|
- داء الحسد
وهو داء يجب أن يحترز منه المسلم لأن الحسد اعتراض على قسمة الله على عباده ..
قال تعالى : (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا ورَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِياً ورَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (32)) (الزخرف) .
ولقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسد فقال : " لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً " . أخرجه مسلم في البر ح/2559
قال النووي في شرح الحديث:
قوله صلى الله عليه وسلم : التدابر المعاداة , وقيل : المقاطعة ; لأن كل واحد يولي صاحبه دبره . والحسد تمني زوال النعمة , وهو حرام . ومعنى ( كونوا عباد الله إخوانا ) أي تعاملوا وتعاشروا معاملة الإخوة ومعاشرتهم في المودة والرفق , والشفقة والملاطفة , والتعاون في الخير , ونحو ذلك , مع صفاء القلوب , والنصيحة بكل حال . قال بعض العلماء . وفي النهي عن التباغض إشارة إلى النهي عن الأهواء المضلة الموجبة للتباغض .اهـ
أقسام الحسد :
اعلم أن الحسد قسمان :
أولهما : أن يتمنى المرء زوال النعمة من مال أو علم أو جاه أو غير ذلك لتحصل له .
وثانيهما : وهو شرهما أن يتمنى زوال النعمة عن غيره ولو لم تحصل له .
وليس من الحسد الاغتباط وهو تمنى حصول نعمة مثل نعمة غيره من علم أو مال أو صلاح بدون تمني زوالها وهو المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها" –أخرجه البخاري في الزكاة ح/1409 ومسلم في صلاة المسافرسن ح/816
وفي رواية أخري : " لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار"
ولزيادة بيان اليك ما قاله شيخ الإسلام ط ابن تيمية –رحمه الله- قال:
فهذا الحسد الذى نهى عنه النبى إلا فى موضعين هو الذى سماه أولئك الغبطة وهو أن يحب مثل حال الغير ويكره أن يفضل عليه فإن قيل إذا لم سمي حسدا وإنما أحب أن ينعم الله عليه قيل مبدأ هذا الحب هو نظره إلى إنعامه على الغير وكراهته أن يتفضل عليه ولولا وجود ذلك الغير لم يحب ذلك فلما كان مبدأ ذلك كراهته أن يتفضل عليه الغير كان حسدا لأنه كراهة تتبعها محبة وأما من أحب أن ينعم الله عليه مع عدم التفاته إلى أحوال الناس فهذا ليس عنده من الحسد شئ
ولهذا يبتلى غالب الناس بهذا القسم الثانى وقد تسمى المنافسة فيتنافس الاثنان فى الأمر المحبوب المطلوب كلاهما يطلب أن يأخذه وذلك لكراهية أحدهما أن يتفضل عليه الآخر كما يكره المستبقان كل منهما أن يسبقه الآخر والتنافس ليس مذموما مطلقا بل هو محمود فى الخير قال تعالى" إنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ (26) -المطففين "
فأمر المنافس أن ينافس فى هذا النعيم لا ينافس فى نعيم الدنيا.اهـ-انظر مجموع الفتاوي 10/113
مواعظ الصالحين من خطورة داء الحسد :
أدرك الرعيل الأول خطورة الحسد علي صحة الإيمان وطهارة القلب فكانوا أبعد الناس عنه وأليك بعض مواعظهم.
قال أبو الدرداء : ما أكثر عبد ذكر الموت إلا قل فرحه وقل حسده .
وقال رجل للحسن : هل يحسد المؤمن ؟ قال : ما أنساك بني يعقوب .. نعم ولكن غمه في صدرك فإنه لا يضرك ما لم تعد به يداً ولا لساناً.
وقال ابن سرين : ما حسدت أحداً على شئ من أمر الدنيا لأنه إن كان من أهل الجنة فكيف أحسده على الدنيا وهي حقيرة في الجنة , وإن كان من أهل النار فكيف أحسده على أمر الدنيا وهو يصير إلى النار .
وقيل عن الحسد هذا البيت من الشعر : كل العداوات قد ترجى إماتتها إلا عداوة من عداك من حسد
أسباب داء الحسد :
ذكره أبو حامد الغزالي في الإحياء/ج 5 :
( أن من أسباب الحسد : العداوة , والتكبر , والعجب , وحب الرياسة , وخبث النفس وبخلها , والعداوة والبغضاء فإن من آذاه إنسان بسبب من الأسباب وخالفه في غرضه أبغضه قلبه ورسخ في نفسه الحقد ) أ هـ .
ولا ريب أن مثل هذه المعاصي وغيرها من الأسباب تؤدي إلي سقم قلب العبد وبالتبعة بعده عن الله تعالي ومخالفة سنة رسوله e .
والعلاج من الحسد:
أن يتجنب العبد الوقوع في الأسباب المؤدية إليه التي ذكرناها أنفاً ومجاهدة النفس علي ذلك وليعلم أن علاج الحسد يكون بعدة أمور وسأذكر أثنين فيهما الكفاية :
1-القناعة والرضا بقضاء الله تعالى : لقوله e : " قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنعه الله بما آتاه " – أخرجه مسلم في الزكاة ح/1054 , والترمذي في الزهد ح/2348 والقناعة تجعل العبد راضياً بما أعطاه الله من رزق شاكراً إياه ولا يطمع فيما رزق غيره حتي لا يزدري نعمة الله عليه . قال ابن القيم –رحمه الله : أن الرضى يثمر سرور القلب بالمقدور في جميع الأمور وطيب النفس وسكونها في كل حال وطمأنينة القلب عند كل مفزع مهلع من أمور الدنيا وبرد القناعة واغتباط العبد بقسمه من ربه وفرحه بقيام مولاه عليه واستسلامه لمولاه في كل شيء ورضاه منه بما يجريه عليه وتسليمه له الأحكام والقضايا واعتقاد حسن تدبيره وكمال حكمته ويذهب عنه شكوى ربه إلى غيره وتبرمه بأقضيته ولهذا سمى بعض العارفين الرضى : حسن الخلق مع الله فإنه يوجب ترك الاعتراض عليه في ملكه وحذف فضول الكلام التي تقدح في حسن خلقه فلا يقول : ما أحوج الناس إلى مطر ولا يقول : هذا يوم شديد الحر أو شديد البرد ولا يقول : الفقر بلاء والعيال هم وغم ولا يسمى شيئا قضاه الله وقدره باسم مذموم إذا لم يذمه الله سبحانه وتعالى فإن هذا كله ينافى رضاه , وقال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله : أصبحت ومالي سرور إلا في مواقع القدر وقال ابن مسعود رضي الله عنه : الفقر والغنى مطيتان ما أبالي أيهما ركبت إن كان الفقر فإن فيه الصبر وإن كان الغنى فإن فيه البذل اهـ-انظر كتاب مدارج السالكين 3/130 2- الزهد في الدنيا : لو علم المرء أن الدنيا فانية والآخرة خير وأبقى ما طمع بشئ من حطامها وما حسد إنسان على ما هو فيه من نعم زائفة . قال تعالى : (ومَا هَذِهِ الحَيَاةُ الدُّنْيَا إلاَّ لَهْوٌ ولَعِبٌ وإنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64)) ( العنكبوت /64) .. ومعنى الحيوان : أي الحياة الحقيقية الكاملة .. وقال صلى الله عليه وسلم : " تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض|"-أخرجه البخاري في الرقاق ح/6435
قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث ما مختصره: قوله ( تعس ) بكسر العين المهملة ويجوز الفتح أي سقط والمراد هنا هلك , وقال ابن الأنباري : التعس الشر , قال تعالى ( فتعسا لهم ) أراد ألزمهم الشر , وقيل التعس البعد أي بعدا لهم . . قوله ( عبد الدينار ) أي طالبه الحريص على جمعه القائم على حفظه , فكأنه لذلك خادمه وعبده . قال الطيبي : قيل خص العبد بالذكر ليؤذن بانغماسه في محبة الدنيا وشهواتها كالأسير الذي لا يجد خلاصا , ولم يقل مالك الدينار ولا جامع الدينار لأن المذموم من الملك والجمع الزيادة على قدر الحاجة . وقوله " إن أعطى إلخ " يؤذن بشدة الحرص على ذلك . وقال غيره : جعله عبدا لهما لشغفه وحرصه , فمن كان عبدا لهواه لم يصدق في حقه ( إياك نعبد ) فلا يكون من اتصف بذلك صديقا . قوله ( والقطيفة ) هي الثوب الذي له خمل " والخميصة الكساء المربع " اهـ [/size][/right][/size][/right][/right][/right] [/size][/right] [/size][/right] [/size]
عدل سابقا من قبل الشيخ سيد مبارك في أكتوبر 12th 2010, 11:57 pm عدل 1 مرات | |
|