هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الموقع الشخصي للكاتب المصري سيد مبارك ( بث مباشر للقنوات الإسلامية - مواقع إسلامية - مكتبة إسلامية شاملة - برامج أسلامية - القرأن الكريم وعلومه)
مؤلفات الشيخ سيد مبارك أطلبها من المكتبة المحمودية بالأزهر الشريف- مكتبة أولاد الشيخ بفيصل- مؤسسة قرطبة بالهرم...مؤلفات الشيخ سيد مبارك أطلبها من المكتبة المحمودية بالأزهر الشريف- مكتبة أولاد الشيخ بفيصل- مؤسسة قرطبة بالهرم
نسخة الإمام الصنعاني من صحيح البخاري وقيمتها العلمية د. أحمد بن فارس السلوم
كاتب الموضوع
رسالة
الشيخ سيد Ù…Ø¨Ø§Ø صاحب الموقع
عدد الرسائل : 2210 العمر : 63 العمل/الترفيه : كاتب اسلامى تاريخ التسجيل : 07/12/2008
موضوع: نسخة الإمام الصنعاني من صحيح البخاري وقيمتها العلمية د. أحمد بن فارس السلوم أبريل 24th 2012, 6:35 am
ثمت نسخ من صحيح البخاري اشتهرت بأسماء أصحابها فلا يذكرون إلا بها، وإنما اشتهرت هذه النسخ عما سواها من نسخ الصحيح الكثيرة لصحتها، والثقة بأصحابها، ولقوة الاعتماد على ما فيها.
وهذه النسخ على نوعين:
الأولى: منها ما هو نسخة راو واحد:
كنسخة أبي زيد المروزي، وهو يروي الصحيح عن الفربري عن البخاري، وكنسخة أبي محمد الأصيلي وهو يروي عن أبي زيد المذكور، وكان عند القاضي عياض تلك النسخة التي بخط الأصيلي واستفاد منها فوائد عظيمة، وكنسخة أبي سهل الحفصي، وهو يروي الصحيح عن الكشميهني عن الفربري عن البخاري، وهو صاحب مجلس سماع صحيح البخاري المشهور، المسمى: بالجمع الكبير في بغداد سنة 465، وقد طالعها الحافظ واستفاد منها في مواضع في شرحه.
الثانية: ومنها ما جمع أصحابها فيها عدة روايات:
وأقدمها على الإطلاق نسخة أبي ذر الحافظ، حيث جمع في نسخته رواياته عن شيوخه الثلاثة المستملي والحمويي والكشميهني، وكالنسخة اليونينية، وهي من أشهر النسخ التي جمعت عدة روايات للصحيح.
إلا أن أحدا من أصحاب هذه النسخ لم يتيسر له الاطلاع على أصل الفربري الذي كان يحدث منه، اللهم إلا الحافظ الصغاني الذي اطلع على هذا الأصل وقابل عليه نسخته، ولذلك فإن نسخة الصغاني تعتبر من أعلى النسخ إسنادا وإن كان صاحبها متأخر الوفاة!!.
الصغاني:
هو الإمام العلامة رضي الدين، أبو الفضائل وأبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن علي بن إسماعيل البغدادي القرشي العمري، الصغاني المحتد، اللهوري المولد، الفقيه، المحدث، حامل لواء اللغة في زمانه.
ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة (577) بلهور، بالهند، ونشأ بغزنة، ودخل بغداد سنة خمس عشرة(615)، ثم ذهب رسولاً من الخليفة إلى ملك الهند سنة سبع عشرة (617)، فبقي مدة، ثم قدم سنة أربع وعشرين(624)، ثم أعيد إليها رسولاً لسنته، فما رجع إلى سنة سبع وثلاثين (637) وحج، ودخل اليمن، ثم عاد إلى بغداد، ثم إلى الهند، ثم إلى بغداد.
قال عبد المؤمن بن خلف الدمياطي: كان شيخاً صالحاً صدوقاً صموتاً إماماً في اللغة والفقه والحديث، قرأت عليه الكثير، توفي في تاسع عشر شعبان سنة خمسين وست مئة (19/8/650)، وحضرت دفنه بداره بالحريم الطاهري، ثم نقل بعد خروجي من بغداد إلى مكة فدفن بها، كان أوصى بذلك، وأعد لمن يحمله خمسين دينارا أ.هـ.
وله من التصانيف: " مجمع البحرين " في اثني عشر سفراً، " والعباب " وصل فيه إلى فصل " بكم " ومات، وفيه قيل:
إن الصَّغَاني الذي حازَ العُلومَ والْحِكَمْ
كان قُصارَى أَمْرِهِ أنِ انْتَهَى إلى بَكَمْ
و" الشوارد في اللغات "، " توشيح الدريدية "، " التراكيب "، " فعال "، " وفَعْلان "، " التكملة على الصحاح "، " كتاب الافتعال"، " كتاب مفعول"، " كتاب الأضداد"، " كتاب العروض"، " كتاب في أسماء الأسد"، " كتاب في أسماء الذئب"، " كتاب الأسماء الفاذة"، " كتاب مشارق الأنوار" في الحديث، " شرح البخاري"، مجلد، " ذر السحابة في وفيات الصحابة"، " مختصر الوفيات"، " كتاب الضعفاء"، " كتاب الفرائض"، " كتاب شرح أبيات المفصل"، " نقعة الصديان"، وله غير ذلك.
نسخة الصغاني:
نسخة الصغاني من صحيح البخاري تسمى: النسخة البغدادية، لأنه ضبطها هناك وتلقاها بالإسناد عن أصحاب أبي الوقت السجزي عنه، عن الداودي، عن الحمويي، عن الفربري، عن البخاري، وهذا أشهر أسانيد صحيح البخاري في بغداد، بل هو أشهر أسانيد البخاري في الأثبات والمعاجم، وهي كذلك من أصح النسخ، ذلك لأنه قابلها على نسخة الفربري الأصل، التي هي بخط الفربري، وأثبت ما في نسخة الفربري من تهميشات وزيادات وسؤالات.
وقد وقعت النسخة إلى الحافظ ابن حجر، فاستفاد منها أيما فائدة، ونبه على فضلها، وأرشد على أهميتها، وبحق لولا الحافظ ابن حجر لم تعرف قيمة هذه النسخة، ولما اشتهرت هذه الشهرة، مع أن ابن حجر احتفل بنسخة أبي ذر، واحتشد لها، إلا أنه كما ظهر لي من شرحه أكثر اعتماداً على هاتين النسختين - نسخة أبي ذر ونسخة الصغاني - مما سواهما.
وقد ترك الحافظ في شرحه - في أماكن عدة - وصفاً دقيقاً للنسخة البغدادية، يبين هذا الذي ذكرته من أهميتها وفضلها، وهو وصف على غرار ما يفعله المحققون في زماننا من وصف النسخ المخطوطة المعتمد عليها!.
قلت: والحديث بإسناده قدر صفحة، وقد سقط من النسخ المطبوعة كلها، إلا النسخة الهندية المأخوذة عن النسخة المصطفائية، والله أعلم.
2- زوائد الأسانيد:
في الحديث المشهور في باب: الكفالة في القروض...
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ، فَقَالَ: ائْتِنِي بِالشُّهَدَاءِ أُشْهِدُهُم... الحديث.
هكذا جاء معلقاً في أكثر الروايات، وقد زعم المهلب بن أبي صفرة أن البخاري عوجل عن وصله بوفاة أو شغل أو نحو ذلك، ووعد أن يصله بإسناد، فهو معدود من أشهر معلقات البخاري، قال ذلك في أول كتابه النصيح بتهذيب الجامع الصحيح.
لكن وَقَعَ هُنَا فِي نُسْخَة الصَّغَانِيِّ: " حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن صَالِح حَدَّثَنِي اللَّيْث"، فالحديث إذاً موصول ليس بمعلق، وهو قاطع للنزاع الدائر حول رواية البخاري في صحيحه عن كاتب الليث.
وقد أشار الذهبي في السير في ترجمة أبي صالح كاتب الليث أنه هكذا روي موصولاً في نسخ عتيقة صحيحة، كأنه يشير إلى ما هاهنا، والله أعلم.
ولكن في الحقيقة لم تنفرد النسخة البغدادية بمثل هذا الإسناد، فهو موصول في رواية غيره أيضاً في غير هذا المحل ففِي " بَاب التِّجَارَة فِي الْبَحْر " ذكره البخاري هناك كما ذكره هنا في أكثر الروايات. ولكن وصله أَبَو ذَرّ وَأَبَو الْوَقْت فِي آخِره، أي بعد أن ساقه البخاري معلقاً أتبعاه بقوله: قال البخاري: " حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن صَالِح حَدَّثَنِي اللَّيْث بِهِ ".
وهذا عادة للبخاري إذا ساق المتن ثم أتبعه بالسند فإنه يعني أن الحديث ليس من شرط الكتاب أصالة، وتبعه عليه تلميذه ابن خزيمة، وللبخاري موضع آخر صنع فيه مثل ذلك، حيث ساق الحديث ثم أعقبه بالإسناد، وذلك في كتاب التفسير، حديث المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قصة الرجل الذي أشكلت عليه أشياء في القرآن العزيز، وهو حديث مشهور.
قلت: وليس لهذين الحديثين ثالث في الصحيح، والله أعلم.
ويمكننا بعد هذا أن نقول:
إن أحاديث البخاري على ثلاثة أنواع: المسندة، وهي شرط الكتاب، ودونها وهي التي يؤخر فيها الإسناد عن المتن، وهي أخف من حيث شرط الصحة، ثم المعلقات وهي أقل من هذه درجة وقد يكون فيها الصحيح عند غيره أو الضعيف وما بينهما.
3- التعلية في الإسناد:
والمراد بالتعلية أن يروي الراوي دون البخاري حديثاً للبخاري من غير طريقه بعلو درجة أو درجتين. وقد سن ذلك الفربري لما علا درجة في حديث علي بن خشرم أول الصحيح.
قال الذهبي: قد علا في أوائل " الصحيح " حديث موسى والخضر، فقال: حدثناه علي بن خشرم، حدثنا سفيان بن عيينة، وهذا ثابت في رواية ابن حمويه دون غيره أ.هـ.
قلت: وفي النسخة البغدادية تعلية أخرى: ففي كتاب الحج باب طواف القارن، قال الحافظ:
قلت: من مقارنة النصوص ظهر أن للصغاني عناية برواية النسفي، فلا يبعد أن يكون هو المقصود والله أعلم، ولا سيما أن للنسفي سماع مشهور من قتيبة وابن رمح، بخلاف الفربري، فقد أخطأ من زعم أنه سمع من قتيبة، هكذا قال الذهبي في السير، وأظن أنه أراد هذا الموضع، فقد يكون بعضهم ظن أن التعلية من الفربري، وهو خطأ لأن الفربري لا رواية له عن قتيبة، أما النسفي فله رحلة ورواية وسماع، والله أعلم.
4- زوائد أخرى عن البخاري:
وهذه الزوائد كثيرة، وقد اخترت منها هذه النماذج: في حديث البخاري (5963) قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَرَّةِ الْمَدِينَةِ فَاسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ...، الحديث.
في باب التعجيل إلى الموقف: فقد ثبت لِلْأَكْثَرِ هَذِهِ التَّرْجَمَة بِغَيْر حَدِيث، وَسَقَطَ مِنْ رِوَايَة أَبِي ذَرٍّ أَصْلًا، لكن وَقَعَ فِي نُسْخَة الصَّغَانِيّ هُنَا مَا لَفْظُهُ: يَدْخُلُ فِي الْبَاب حَدِيث مَالِك عَنْ اِبْن شِهَاب وَلَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُدْخِلَ فِيهِ غَيْرَ مُعَادٍ أهـ.
أراد بحديث مالك عن ابن شهاب: الَّذِي رَوَاهُ عَنْ سَالِم وَهُوَ الْمَذْكُورُ فِي الْبَاب الَّذِي قَبْلَ هَذَا، وهذا شيء يفيدنا في منهجية البخاري في المكرر، وللمهلب هيام بهذا التكرار، نبه على فوائده في أول نصيحه.
قال الحافظ: يَعْنِي حَدِيثًا لَا يَكُونُ تَكَرَّرَ كُلُّهُ سَنَدًا وَمَتْنًا.
وهذا التوجيه حسن من الحافظ إن كان صدر عن تتبع واستقراء، فإن البخاري قد كرر أحاديث عدة في مواضع عدة بسند واحد لكن بمتن مختلف، وظهر لي في بعض هذا التكرار باختلاف اللفظ أنه مبني على حاجته للاستدلال، فإذا كان محتاجاً في الترجمة لهذه الاستدلال جلاه في موضعه بروايته بالمعنى، والبخاري ممن يـجيز الرواية بالمعنى للحافظ الفقيه.
ومنها: في بَاب مَنْ نَحَرَ هَدْيَهُ بِيَدِهِ: هكذا ترجمة بلا حديث، لم يذكره صاحب اليونينية في الأصل، وذكره في الهامش ورمز له: لأبي ذر والمستملي.
وهذا يرد على تلك المقولة الشاذة التي رواها الباجي في أول كتابه التعديل والتجريح: قال: وقد أخبرنا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي الحافظ - رحمه الله -، حدثنا أبو إسحاق المستملي إبراهيم بن أحمد قال: انتسخت كتاب البخاري من أصله كان عند محمد بن يوسف الفربري، فرأيته لم يتم بعد، وقد بقيت عليه مواضع مبيضة كثيرة، منها تراجم لم يُثبت بعدها شيئا، ومنها أحاديث لم يترجم عليها، فأضفنا بعض ذلك إلى بعض.
ومما يدل على صحة هذا القول أن رواية أبي إسحاق المستملي ورواية أبي محمد السرخسي ورواية أبي الهيثم الكشميهني ورواية أبي زيد المروزي؛ وقد نسخوا من أصل واحد؛ فيها التقديم والتأخير، وإنما ذلك بحسب ما قَدَّرَ كل واحد منهم في ما كان في طرة أو رقعة مضافة أنه من موضعٍ مَا فأضافه إليه، ويبين ذلك: أنك تجد ترجمتين وأكثر من ذلك متصلة ليس بينهما أحاديث أ.هـ.
فالبخاري - رحمه الله - كان يكتفي بالإشارة في تراجم ذكرها لم يرو تحتها حديثاً، إما لأن الحديث ليس على شرطه، فيذكره معلقاً أو يشير إليه ولو من بعد، وإما لأن الحديث الخاص بالترجمة مكرر وهو يفر من التكرار ما استطاع إلى ذلك سبيلاً أعني التكرار الخالي من الفائدة كما نقلناه آنفا - وإما لأن الباب ليس فيه حديث مرفوع.
وقد يفطن لذلك بعض الذين انتسخوا من نسخة الفربري كالصغاني، وقد لا يفطن له آخرون، وقوله: انتسخت كتاب البخاري من أصله كان عند محمد بن يوسف الفربري، لعله يريد الأصل الذي كتبه الفربري بخط يده، وهو الذي طالعه الصغاني لا أن البخاري دفع أوراقه وكتابه للفربري، هذا شيء لم يسمع به، ولا ادعاه أحد، فأين وراقه الذي كان يورق له، ثم الفربري انتهى سماعه سنة 252 كما قال أبو نصر الكلاباذي.
وقد ثبت في تاريخ غنجار بروايته عن الكشاني عن الفربري أن البخاري حدث بصحيحه إلى سنة 255، وهذا إسناد صحيح يرد ما تفرد بروايته الباجي عن أبي ذر وجعله الحافظ قاعدة يلوذ إليها بين الفينة والأخرى، مع أن للأندلسيين من البخاري موقفاً لا يخلو من جفاء، وليس محل ذكره هنا.
ومنها في شرح حديث: "لَا رِبًا إِلَّا فِي النَّسِيئَةِ" (2032): وَقَع فِي نُسْخَة الصَّغَانِيّ هُنَا " قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه: سَمِعْتُ سُلَيْمَان بْن حَرْب يَقُولُ: لَا رِبًا إِلَّا فِي النَّسِيئَةِ هَذَا عِنْدَنَا فِي الذَّهَبِ بِالْوَرِقِ وَالْحِنْطَةِ بِالشَّعِيرِ مُتَفَاضِلًا، وَلَا بَأْسَ بِهِ يَدًا بِيَد، وَلَا خَيْر فِيهِ نَسِيئَة أ.هـ. هذه الزيادة ثابتة في النسخة المصطفائية التي طبعت عنها النسخة الهندية.
ومنها تعقيب للبخاري بعد أول حديث ورد في سنده ذكر معلى بن منصور، وللمعلى في الصحيح حديثان بيع النخل قبل أن يبدو صلاحها(2047)، وتخفي في نفسك الآية (4413)، والمعلى من كبار شيوخ البخاري إلا أنه في الجامع روى عنه بواسطة.
وَقَعَ فِي نُسْخَة الصَّغَانِيّ مَا نَصُّهُ: قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه: إِذَا قَالَ الرَّجُل لِلرَّجُلِ أَشْرِكْنِي فَإِذَا سَكَتَ يَكُونُ شَرِيكه فِي النِّصْفِ أ.هـ، قلت: ثبت هذا في النسخة الهندية كذلك فقط.
ومنها في باب الشركة في الطعام عقب حديث (2320) وَقَعَ فِي نُسْخَة الصَّغَانِيّ زِيَادَة نصها: قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه: كَانَ عُرْوَة الْبَارِقِيّ يَدْخُلُ السُّوق وَقَدْ رَبِحَ أَرْبَعِينَ أَلْفًا بِبَرَكَةِ دَعْوَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْبَرَكَةِ حَيْثُ أَعْطَاهُ دِينَارًا يَشْتَرِي بِهِ أُضْحِيَّةً، فَاشْتَرَى شَاتَيْنِ فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ وَجَاءَهُ بِدِينَار وَشَاة، فَبَرَّك لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – أ.هـ.
ومنها في باب أم الولد بعد حديث عائشة في اختصام عتبة وعبد بن زمعة - رضي الله عنهم - (2348)، وَقَعَ فِي نُسْخَة الصَّغَانِيّ: قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه يَعْنِي الْمُصَنِّف: سَمَّى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أُمّ وَلَد زَمْعَة أَمَة وَوَلِيدَة فَلَمْ تَكُنْ عَتِيقَة لِهَذَا الْحَدِيث، وَلَكِنْ مَنْ يَحْتَجُّ بِعِتْقِهَا فِي هَذِهِ الْآيَة: (إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) يَكُونُ لَهُ ذَلِكَ حُجَّة أ.هـ.
ومنها ما عقب به البخاري على حديث مسدد (2494) في الإصلاح بين الناس: فقد وَقَعَ فِي نُسْخَة الصَّغَانِيّ فِي آخِر الْحَدِيث مَا نَصّه: قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه هَذَا مَا اِنْتَخَبْته مِنْ حَدِيث مُسَدَّد قَبْل أَنْ يَجْلِس وَيُحَدِّث أ.هـ. ومنها في قصة تميم وعدي بن بداء (2572) ففي إسناد الحديث: مُحَمَّد بْن أَبِي الْقَاسِم يُقَال لَهُ الطَّوِيل وَلَا يُعْرَف اِسْم أَبِيهِ، وَثَّقَهُ يَحْيَى بْن مَعِين وَأَبُو حَاتِم وَتَوَقَّفَ فِيهِ الْبُخَارِيّ مَعَ كَوْنه أَخْرَجَ حَدِيثه هَذَا هُنَا، فَرَوَى النَّسَفِيُّ عَنْ الْبُخَارِيّ قَالَ: لَا أَعْرِف مُحَمَّد بْن أَبِي الْقَاسِم هَذَا كَمَا يَنْبَغِي.
وَزَادَ فِي نُسْخَة الصَّغَانِيّ أَنَّ الْفَرَبْرِيّ قَالَ: قُلْت لِلْبُخَارِيّ رَوَاهُ غَيْر مُحَمَّد بْن أَبِي الْقَاسِم؟ قَالَ: لَا، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو أُسَامَة أَيْضًا لَكِنَّهُ لَيْسَ بِمَشْهُورٍ أ.هـ، قلت: فهذه يعلل لك لم قال في الحديث: قال لي علي، ولم يقل حدثنا، فهذا الحديث قد نزل عن شرط الصحيح درجة، كما ذكرته آنفا في أنواع أحاديث البخاري الثلاثة.
ومنها في الفرس القطوف(2655): وَقَوْله: "لَا يُجَارَى"، فقد زَادَ فِي نُسْخَةِ الصَّغَانِيّ "قَالَ أَبُو عَبْد اَللَّه أَيْ لَا يُسَابَقُ".
ومنها في الكلام بالفارسية ذكر حديث أم خالد (2842): "قَالَ عَبْد اللَّه: فَبَقِيَتْ حَتَّى ذَكَرَ".
ومنها في حديث (6653) في باب الإمام يأتي قوماً فيصلح بينهم: وَقَعَ فِي نُسْخَةِ الصَّغَانِيِّ فِي آخِر هَذَا الْحَدِيث قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه لَمْ يَقُلْ هَذَا الْحَرْف: ((يَا بِلَال فَمُرْ أَبَا بَكْر))، غَيْر حَمَّاد أ.هـ.
5 - تهميشات على النسخة:
وهي إما أن تكون من كيس الصغاني أو أنه ينقلها عن غير الأصل، فمنها في حديث ابن عمر في شرح فأتوا حرثكم (4136): فِي نُسْخَة الصَّغَانِيِّ: " زَادَ الْبَرْقَانِيُّ يَعْنِي الْفَرْج أ.هـ.
فقد صرح الصغاني أن الزيادة ليست عن المصنف، فإن النسخ متفقة على أن البخاري لم يزد على قول ابن عمر في شيء، إلا أن بعضهم قال: إن البخاري بيض لما بعده، أي ترك بياضاً قدر كلمة. والبخاري حذف ذلك متعمداً، اكتفاء بشهرة ذلك عن ابن عمر.
وقد وقع له في نسخته أخطاء يسيرة مغمورة في بحر جودته وإحسانه، فقد ذكر الحافظ بعد حديث لولا أن أشق على أمتي، في باب ما يجوز من اللو (6699) أنه وَقَعَ هُنَا فِي نُسْخَة الصَّغَانِيِّ: تَابَعَهُ سُلَيْمَان بْن الْمُغِيرَة عَنْ ثَابِت عَنْ أَنَس، قال: وَهُوَ خَطَأ، وَالصَّوَاب مَا وَقَعَ عِنْد غَيْره ذَكَرَ هَذَا عَقِبَ حَدِيث أَنَس الْمَذْكُور عَقِبَهُ أ.هـ. المصدر موقع الألوكة
نسخة الإمام الصنعاني من صحيح البخاري وقيمتها العلمية د. أحمد بن فارس السلوم