3-عدم السمع والطاعة له فيما أباحه الشرع
السمع والطاعة للزوج أمر حث عليه الشرع مالم يكن في معيصية الله: لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ) ..
ولا تستقيم الحياة الزوجية إلا بقوامة الرجل فلو سلبت الزوجة منه القوامة ولم تسمع له وتطيع فقد أختل الميزان وفي هذا فساد لايخفي..
ومن الأهمية بيان الأحوال التي يجب علي الزوجة أن تستأذن فيها زوجها وهاهي بعضها والله المستعان:
1- عدم الخروج من البيت إلا بأذنه لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَمْنَعُوا النِّسَاءَ حُظُوظَهُنَّ مِنْ الْمَسَاجِدِ إِذَا اسْتَأْذَنُوكُمْ فَقَالَ بِلَالٌ وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ أَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ أَنْتَ لَنَمْنَعُهُنَّ ) رواه مسلم وتخرج للضرورة
2-طاعة الزوج أولي من أداء النوافل فلا يصح صيامها أو صلاتها النوافل إلا بأذنه لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لا تَصُومُ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ) متفق عليه
-الإسراف والتبذير في ماله بلا طائل
والإسراف مذموم شرعا سواء من الزوج أو الزوجة , وكثيرا من البيوت تنوء بالديون في ميزانيتها بسبب السرف والتفاخر فيما لا ينفع ولا يضر..
قال تعالي: { يا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) الأعراف
وليرجع إلي ماذكرناه في هذه الوسيلة في أول الكتاب عند الحديق عن القواعد العامة منعاً للتكرار هنا والله المستعان.
4-الخلوة بمن لا يحل لها مما يؤدي للشك والغيرة
ماأكثر الجرائم التي ارتكبت بسبب الخلوة المحرمة بالمرأة سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة فالأمر سيان ..لان الخلوة بالمرأة بلا محرم مصيبة متعددة النواحي والمصائب.. وللأسف الشديد الخلوة بالمرأة الأجنبية شائع في المجتمع بطريقة يندي لها الجبين خجلا ,وسبب ذلك دياثة الكثير من الرجال وعدم غيرتهم علي نسائهم .
وينبغي علينا أن تتجنب هذا الفعل المحرم حتي لا تتعرض لسخط الله تعالي ولا ندع الشيطان يزين لنا الأمر لأنه ثالثهما!!
قال الله تعالى: " تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14)- النساء
- وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -": إياكم والدخول على النساء ! فقال رجلٌ من الأنصار: أفرأيت الحمو ؟ قال: الحمو الموت ! ( مسلم في السلام ح/2172)
الحمو قريب الزوج كأخيه، وابن أخيه، وابن عمه.
- وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -"وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون أحدكم بامرأةٍ إلا مع ذي محرمٍ "( البخاري في النكاح ح/5233)
5-الحدة والعصبية في مناقشته لمشكلة من المشاكل
ثبت في الطب الحديث أن خلايا الإنسان في الجلد والعضلات والعظام والعيون كلها تتجدد كل سبع سنوات مرة واحدة ما عدا الخلايا العصبية فإنها تتوقف عن النمو للإنسان عن السنة السابعة تقريبا حيث إن 9 / 10 من المخ ينمو في تلك الفترة . وإلاّ فلو تغيرت الخلايا العصبية لتغيرت شخصية الإنسان ولكان له عدة تصرفات في يوم واحد ...
ومن هنا فأن العصبية الذائدة عن الحد عند حدوث مشكلة وأتهام طرف للآخر بالتقصير ليس مبرر لنضر بالخلايا العصبية في اجسادنا, ومافي هذا من فساد وأفساد,لان كل ما زاد عن حده أنقلب إلي ضده..
وينبغي لكل من الزوجين معالجة مشاكل البيت والأولاده بكل حنكة وحكمة..وعليهم بالرفق فالشدة والعصبية لاتبني بيتاً سعيداً , ولذالك قال النبي لعائشة رضي الله عنها:
" ان الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه "
6-مخالفته والسخرية من رأيه أمام أفراد الأسرة
لايصح أطلاقاً أن تسخر الزوجة من زوجها أو تحاول تسفيه رأيه أمام أولاده فضرر ذلك لايخفي علي اللبيب, وينبغي لها أن تسمع له وتطيع فأن رأت كلامه يخلو من الحمة والمنطق فلتنتظر حتي تخلو به وتوضح ماتراه حسناً .
ولتتذكر قول النبي e :" الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة "
7-إهمالها لنظافة البيت بحجج واهية
الزوجة الصالحة تتقرب إلى الله جل وعلا بخدمة زوجها،..
ولا تتحجج بالعمل ومركزها الأجتماعي ..الخ
ولتعلم أن نساء الصحابة رضي الله عنهم كن مجاهدات عاملات في خدمة الأزواج، صابرات على المشقة والتعب ابتغاء وجه الله عز وجل،ولها في أسماء بنت أبي بكر رضى الله عنهما قدوة حسنة،
فقد كانت دائماً في خدمة زوجها الزبير بن العوام رضي الله عنه، كانت تنقل النوى من أرض بعيدة عن منزلها، وتخرز الغرب، وتستقي الماء، وتعجن وكل ذلك بيدها، والحمل على ظهرها ورأسها، وهذا يدل على قوة عزيمتها، ورغبتها فيما عند الله عز وجل.
قلت:فلماذا لا تحرص الزوجة على خدمة زوجها، وهو جنتها ونارها؟! كما في حديث حصين بن محصن : ( أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت من حاجتها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أذات زوج أنت؟ قالت: نعم.
قال: كيف أنت له؟ قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه -أي لا أقصر في طاعته وخدمته- قال: فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك ) أخرجه أحمد في المسند و ابن أبي شيبة وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ،
قال المناوي في شرح هذا الحديث: (انظري أين أنت منه) أي: في أي منزلة أنت منه، أقريبة من مودته، مسعفة له عند شدته، ملبية لدعوته، أم متباعدة من مرامه، كافرة لعشرته وإنعامه.
(فإنما هو جنتك ونارك) أي: هو سبب لدخولك الجنة برضاه عنك، وسبب لدخولك النار بسخطه عليك، فأحسني عشرته، ولا تخالفي أمره فيما ليس بمعصية.
اهـ.