عدم الانفراد بالرأي في حل المشاكل والأزمات
الحياة الزوجية لا تخلو قط من المشاكل والأزمات التي قد تعصف بها .. ومما يفسد العلاقة الزوجية ويذهب ببهائها وسعادتها الانفراد بالرأي وتسفيه أراء الطرف الآخر وتجاهله ومخالفته حتي لو كان علي صواب كبراً وعلواً..
والزوج بصفة خاصة بما أعطاه الله من القوامة عليه أن يراعي هذا الأمر , ويجعل لزوجته الحق في إبداء ما تراه من حلول في مشاكل البيت التي لا تنتهي ابدأ ..
ولا يتحجج الزوج بقول النبي e عن النساء أنهن" ناقصات عقل ودين "([1]).. فهذ لا يعيبها لأن نقصان العقل سببه فوران العاطفة وليس الغباء وعدم تقديرها للأمور فلا حجة به البتة , ونقصان الدين سببه ما كتبه الله عليها من حيض ونفاس يصيبها لحكمته تعالي فيها فتمتنع بأمره وأمر رسوله e عن الصلاة والصيام وغير ذلك مما هو معروف في كتب الفقه مدة العذر وليس لها في ذلك من الأمر شيء. أما الاستشهاد بأحاديث مثل حديث"هلكت الرجال حين أطاعت النساء " أو حديث:" شاوروهن وخالفوهن " فالأول ضعفه الألباني والثاني قال –رحمه الله –لا أصل له " انظر السلسلة الضعيفة (1/ ص625 )
وأما حديث" لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " الذي أخرجه البخاري في صحيحه فهو واقعة حال وليس علي إطلاقه أي لا يلزم لكل النساء ..قال الألباني:
_ "والحديث ليس معناه صحيحا على إطلاقه فقد ثبت في قصة صلح الحديبية من صحيح البخاري أن أم سلمة رضي الله عنها أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم حين امتنع أصحابه من أن ينحروا هديهم أن يخرج صلى الله عليه وسلم ولا يكلم أحدا منهم كلمة حتى ينحر بدنه ويحلق ففعل صلى الله عليه وسلم فلما رأى الصحابة ذلك قاموا فنحروا . ففيه أنه صلى الله عليه وسلم أطاع أم سلمة فيما أشارت به عليه فدل على أن الحديث ليس على إطلاقه . ومثله الحديث الذي لا أصل له شاوروهن وخالفوهن "([2]) ومن ثم فأن المشاركة في الرأي ينمي الإحساس بالمسئولية وهي مسئولية ليس هينة وكل من الزوج وزوجه عليهما أثم التفريط فيها ودليل ذلك قوله e:
" ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته "([3])
[1] - جزء من حديث أخرجه البخاري في الحيض ح/304 , ومسلم في الإيمان ح/80 [2] - أنظر السلسلة الضعيفة للألباني ح/436 [3] - أخرجه البخاري في الوصايا ح/ 2751