موقع الكاتب المصري سيد مبارك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الموقع الشخصي للكاتب المصري سيد مبارك ( بث مباشر للقنوات الإسلامية - مواقع إسلامية - مكتبة إسلامية شاملة - برامج أسلامية - القرأن الكريم وعلومه)
 
الكاتب والداعيةالرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل
ouuouo10.jpgouuou_10.jpgououoo10.jpgoouo_o10.jpgouuuus10.jpguoou_u10.jpguusu_o10.jpguo_ooo10.jpguooooo10.jpguu_uou10.jpg
مؤلفات الشيخ سيد مبارك أطلبها من المكتبة المحمودية بالأزهر الشريف- مكتبة أولاد الشيخ بفيصل- مؤسسة قرطبة بالهرم...مؤلفات الشيخ سيد مبارك أطلبها من المكتبة المحمودية بالأزهر الشريف- مكتبة أولاد الشيخ بفيصل- مؤسسة قرطبة بالهرم


 

 الشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ سيد مباØ
صاحب الموقع
صاحب الموقع
الشيخ سيد مباØ


عدد الرسائل : 2210
العمر : 63
العمل/الترفيه : كاتب اسلامى
تاريخ التسجيل : 07/12/2008

الشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: الشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله   الشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله Emptyمارس 11th 2012, 8:15 am







نسبه
هو الشيخ العلامة المحدث / مقبل بن هادي بن قايدة12 الهمداني الوادعي الخلالي من
قبيلة آل راشد


بداية طلبه العلم
بدأ شيخنا رحمه الله تعالى طلب العلم في المكتب فتعلم فترة ثم انقطع عن مواصلة
العلم والسبب في ذلك أنه لم يجد معيناً يعينه على مواصلة طلب العلم.
قال 13رحمه الله درست في المكتب14 ثم ضاع من العمر ما شاء الله في غير طلب لأنه ما
كان هنالك من يرغب أو يساعد على الطلب .


سفره إلى أرض
الحرمين ونجد
ثم سافر شيخنا إلى أرض الحرمين ونجد وسكن بنجد قدر شهر ونصف فتغير عليه الجو
بالرياض فعزم على السفر إلى مكة فاستنصح بعض الواعظين عن الكتب المفيدة حتى يقوم
بشرائها فأرشده إلى (صحيح البخاري) – و(بلوغ المرام) – و(رياض الصالحين) و( فتح
المجيد) – وكان يعمل آنذاك حارساً على عمارة في الحجون15 فعكف على هذه الكتب
يقرءها وكانت تعلق في ذهنه لأن العمل في بلده كان على خلاف ما فيها سيما كتاب فتح
المجيد كما ذكر ذلك هو نفسه.


عودته إلى بلده
ثم عاد شيخنا إلى بلده وبدأ بإنكار المنكر الذي وجد قومه عليه من الذبح لغير الله
وبناء القباب على القبور ونداء الأموات والاستغاثة بهم فبلغ ذلك الشيعة فأغاضهم
ذلك فقائل منهم يقول "من بدل دينه فاقتلوه"16 ومنهم من يرسل إلى أقربائه
ويقول: إن لم تمنعوه فسنسجنه وبعد المضايقات وبعد التهديد والوعيد الشديد من قبل
الشيعة الذين يرون أن أبا عبد الرحمن قد بدل دينه وأنه إن لم يرجع عن عقيدة
التوحيد فسوف يقتل لأن من دعا إلى التوحيد عند الشيعة وأضرابهم فقد بدل دينه
يستتاب فإن تاب وإلا قتل وبعد هذا وذاك قرروا قراراً لم يستطع أبو عبد الرحمن
الفرار منه قرروا أن يدخلوه جامع الهادي17 ليتعلم هنالك حتى يزيحوا الشبه التي قد
علقت في ذهنه بزعمهم وهذا ابتلاء لأبي عبد الرحمن رحمه الله بعد ما عرف العقيدة
الصحيحة والمنهج الصحيح يزج به في وكرٍ من أوكار التشيع ولكنَّ أبا عبد الرحمن
بفضل الله عز وجل ثم بسبب عقيدته السليمة عندما رأى أن الكتب التي تدرس عندهم
شيعية معتزلية أقبل على النحو يتعلمه وإن كان أهل البدع بجميع أصنافهم يدسون
العقيدة الفاسدة في اللغة العربية إلا أن الله سبحانه وتعالى حفظ أبا عبد الرحمن
من هذه المكيدة فدرس " قطر الندى " لابن هشام مراراً حتى استوعبه
استيعاباً عجيباً لكثرة ما درسه وراجعه


عودته إلى أرض
الحرمين
ثم عاد أبو عبد الرحمن رحمه الله إلى أرض الحرمين إلا أنه قبل ذلك نزل نجران وسكن
فيها قدر سنتين ولازم فيها مجد الدين المؤيد18 ثم انطلق إلى مكة فكان يعمل نهاراً
ويدرس ليلاً.


دخوله معهد الحرم
ثم فتح معهد الحرم فتقدم شيخنا رحمه الله مع مجموعة من طلبة العلم للاختبار فنجح
بفضل الله تعالى.


انتقاله إلى
المدينة النبوية
وعندما انتهى شيخنا رحمه الله من المتوسط والثانوية انتقل إلى المدينة النبوية
ودخل الجامعة الإسلامية وأختار كلية الدعوة وأصول الدين وعندما جاءت العطلة خشي من
ضياع الوقت فانتسب في كلية الشريعة وانتهى من الكليتين وأخذ شهادتين والمعتبر عنده
هو العلم لا الشهادة كما كان يردد ذلك في كثير من دروسه.


حصوله على
الماجستير
ثم فتحت آنذاك في الجامعة الإسلامية دراسة الماجستير فتقدم لاختبار المقابلة فنجح
بفضل الله وكانت الدراسة التي أعدها لنيل شهادة الماجستير هي تحقيق كتاب الالزامات
والتتبع للإمام الدارقطني رحمه الله وهذه المناقشة سجلت على أشرطة ثم فرغت وطبعت
ضمن كتابه غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة.


سجنــه
سجن أبو عبد الرحمن مرتين المرة الأولى لمدة شهر ونصف.
والثانية: لمدة ثلاثة أشهر ثم رُحل بعد ذلك قال رحمه الله كما في ترجمته: وكانت
تحدث السقطات من بعض الإخوة المبتدئين لأن الغالب على المبتدئ الحماسة الزائدة
وكنت آنذاك أحضر رسالة الماجستير فما شهدنا ذات ليلة إلا بالقبض علينا فقبضوا على
نحو مائة وخمسين وهرب من هرب وأرتجت الدنيا بين منكر ومؤيد فبقينا في السجن نحو
شهر أو شهر ونصف وبعدها خرجنا بحمد الله أبرياء.
ثم بعد هذا خرجت بعض رسائل جهيمان19 فقُبض على مجموعة منا وعند التحقيق قالوا لي
أنت الذي كتبتها جهيمان لا يستطيع أن يكتب فنفيت ذلك والله يعلم أني لم أكتبها ولم
أشارك فيها وبعد سجن ثلاثة أشهر أمر بالترحيل.


وصوله إلى اليمن
وعندمنا وصل هذا العالم الجليل والمجاهد النبيل إلى بلده أخذ يدرس في قريته
الأولاد القرآن الكريم وتكالبت عليه الدنيا كأنه خرج لخراب البلاد كيف لا وأهل
الرفض يحيطون به من كل جانب ويرون أنه ممن بدل دينه وأنه إما أن يرجع عن عقيدته
وإما أن يقتل وكان في ذلك الوقت وحيداً بمفرده لا يعرف أحداً لا يعرف شيخ قبيلة
ولا يعرف مسؤولاً وإنما كانت كلمته التي يرددها حسبي الله ونعم الوكيل.
وبعد أيام أخرج بعض فاعلي الخير مكتبته من المدينة ولم يستلمها إلا بعد غرامة
مالية وتعب تعباً شديداً فعندما وصلت ذهب الشيعة إلى المسؤولين وقالوا إنها كتب
وهابية حتى إن الخبر وصل إلى الرئيس وأحال الرئيس القضية إلى أحد المسؤولين ثم
سلمت له20.


إشراقة أمل
ثم بدأت الدعوة السلفية دعوة التوحيد دعوة الحق تشع بنورها رغم أنوف الحاسدين
والحاقدين من شيعية وصوفية وعلمانية بجميع أصنافها بدأت تنطلق من قرية صغيرة
تحيطها الجبال ولكن شعاع هذه الدعوة المباركة بدء ينتشر ويكتسح الباطل بدء هذا
الحق يرتفع ويحطمُ البدعَ والخرافات ويضيء للناس الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه
أنه لا ذبح إلا لله لا عبادة إلا لله – لا نذر إلا لله – لا حكم إلا لله لا ولاء
إلا لله – ولا براء – إلا من أجل الله – لا دعوة إلا إلى الله – وإلى كتابه – وإلى
سنة رسوله جاء أبو عبد الرحمن والناس في اليمن تحت وطئة الرفض والتشيع لا يستطيعون
أن يحرروا أنفسهم من هذه الوطئة وهذا الاستعباد ولقد سمعت رجلاً من أهل دماج وأنا
راكب في سيارة أثناء ذهابي إلى صعدة يقول لأحد الشيعة (لقد حررنا الشيخ مقبلٌ) .
جاء أبو عبد الرحمن وأهل دماج كانوا يذبحون لغير الله في مكان يقال له الملاطة
فنهاهم وحذرهم وتركوا وكانوا يذهبون إلى قبر الهادي بصعدة ويدعونه من دون الله
فبين لهم الحق وأن هذا لا يجوز وأنه شرك لا يغفره الله فانتهوا ثم بدء الناسُ
يسمعون عن دعوة تدعو إلى التوحيد وأنه لا إله إلا الله لا معبود بحقٍ إلا الله .
سمعوا بهذا العلامة الإمام فشمروا عن ساعد الجد ورحلوا إليه ليأخذوا عنه العلم
جاءوا من مصر – والكويت وأرض الحرمين ونجد وليبيا والجزائر والمغرب وتركيا
وبريطانيا وأمريكا والصومال وبلجيكا ومن جميع البلاد اليمنية وكان المسجد صغيراً
بناه أقرباء الشيخ له لكي يصلوا فيه درءاً للفتنة ثم بنيت عدة مساجد بعده كلما ضاق
مسجد بنوا أخر ثم جعلت المساجد القديمة لصالح الدعوة منها ما هو سكن وآخر يدرس فيه
النساء وآخر مكتبه وآخر مطبخ وآخر لإقامة الدروس وآخر لاستقبال الضيوف وآخر
لحاجيات الطلاب وهكذا.
حتى صار عدد الطلاب أكثر من ألفي طالب ومع هذا فأبو عبد الرحمن دائماً يكرر ويقول:
كل هذا لا بحول منا ولا قوة ولا بسبب كثرة علمنا ولا شجاعتنا ولا فصاحتنا في
الخطابة ولكن هذا أمر أراد الله أن يكون فكان ولله الحمد والمنه الذي وفقنا لذلك.


آثاره العلمية
ولهذا العالم المجاهد آثار علمية هائلة جنى اليمنيون بل المسلمون في مشارق الأرض
ومغاربها ثمارها من المؤلفات القيمة النافعة التي يستفيد منها المبتدئ ولا يستغنى
عنها المنتهي كذلك طلابه في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها وهذه مؤلفاته
المطبوعة فدونكها :





م

اسم الكتاب

العدد

1

الصحيح
المسند مما ليس في الصحيحين 21

2

2

تراجم رجال
الحاكم في المستدرك

2

3

تتبع أوهام
الحاكم التي سكت عليها الذهبي طبعت ضمن المستدرك وصار عدده

6

4

تراجم رجال
الدار قطني في سننه

1

5

الصحيح
المسند من دلائل النبوة

1

6

غارة الفصل
على المعتدين على كتب العلل

1

7

الجامع
الصحيح في القدر

1

8

صعقة الزلزال
لنسف أباطيل الرفض والاعتزال 22

2

9

إجابة السائل
عن أهم المسائل

1

10

الشفاعة

1

11

رياض الجنة
في الرد على أعداء السنة ومعه الطليعة في الرد على غلاة الشيعة وحكم القبة
المبنية على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم

1

12

تحفة الأريب
على أسئلة الحاضر والغريب

1

13

المخرج من
الفتنة

1

14

الصحيح
المسند من أسباب النزول 23

1

15

ردود أهل
العلم على الطاعنين في حديث السحر

1 رسالة

16

المصارعة



17

الإلحاد
الخميني في أرض الحرمين

1

18

الباعث على
شرح الحوادث

1

19

إرشاد ذوي
الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن

1

20

الجامع
الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين 24

6

21

غارة الأشرطة
على أهل الجهل والسفسطة

2

22

الفواكه
الجنية في الخطب والمحاضرات السنية

1

23

قمع المعاند
وزجر الحاقد الحاسد

1

24

مجموعة الرسائل العلمية تحتوي على ما يلي :
1- شرعية الصلاة في النعال 25
2- تحريم الخضاب بالسواد
3– الجمع بين الصلاتين في السفر
4– إيضاح المقال في أسباب الزلزال والرد على الملاحدة الضلال
5– ذم المسألة.



25

تحفة الشاب
الرباني في الرد على الإمام محمد بن علي الشوكاني

1 رسالة

26

فتوى في وحدة
المسلمين مع الكفار 26



27

إقامة
البرهان على ضلال عبد الرحيم الطحان



28

الديباج في
مراثي شيخ الإسلام الشيخ عبد العزيز ابن باز



29

حكم تصوير
ذوات الأرواح



30

المقترح في
أجوبة أسئلة المصطلح



31

فضائح ونصائح



32

مقتل الشيخ
جميل الرحمن الأفغاني ومعه بحث حول كلمة وهابي.



33

إسكات الكلب
العاوي



34

تحقيق تفسير
ابن كثير حقق مجلداً وما بقي قام بتحقيقه بعض طلبته



35

الصحيح
المسند من التفسير بالمأثور ولم ينته منه وتقوم إحدى زوجاته بإكماله



36

كتاب
الإلزامات والتتبع للإمام الدار قطني دراسة وتحقيق . 27





فهذه ثروة
علمية هائلة خلفها أبو عبد الرحمن الوادعي رحمه الله تعالى للأمة الإسلامية عامة
ولطلبته العلم خاصة فقد أفنى عمره في التدريس والدعوة والتأليف فرحم الله أبا عبد
الرحمن.


مشايخـه
أخذ أبو عبد الرحمن العلم على مشايخ أجلاء من أعلام هذا العصر وقد ذكرهم في ترجمته
التي لا تتجاوز ست ورقات في مواضع متفرقة وسأذكرهم في هذه السطور على النحو
التالي:
1- الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله مفتى عام المملكة ورئيس هيئة
كبار العلماء ورئيس البحوث العلمية والإفتاء. درس عليه في الحرم المدني في صحيح
مسلم.
2- الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله كان يحضر له في مجالسه الخاصة وله
نقاشات متعددة معه 28.
3- الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله .
4- الشيخ محمد السبيل حفظه الله
5- الشيخ عبدالعزيز الراشد رحمه الله
6- الشيخ يحي الباكستاني حفظه الله درس عليه في تفسير ابن كثير وصحيح البخاري
وصحيح مسلم في الحرم المكي .
7- الشيخ محمد بن عبدالله الصومالي درس عليه في علم الحديث ومنه استفاد كثيراً في
هذا العلم ، مكث عنده نحو سبعة أشهر وكان ذلك في الحرم المكي .
8- الشيخ السيد محمد الحكيم المصري ، وهو أبرز من درسه في الجامعة الاسلامية .
9- الشيخ محمد بن عبدالوهاب فائد المصري ، درسه في الجامعة الاسلامية .
ودرس على بعض الشيعة في مسجد الهادي بصعدة .
قال رحمه الله في ترجمته عن دراسته في جامع الهادي ومدير الدراسة القاضي مطهر حنش
فدرست في العقد الثمين وفي الثلاثين المسألة وشرحها لحابس ومن الذين درسونا محمد
بن حسن المتميز وكنا في مسألة الرؤية فصار يسخر من ابن خزيمة وغيره من أئمة أهل
السنة وأنا أكتم عقيدتي إلا أني ضعفت عن وضعت اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة
وأرسلت يدي ودرسنا في متن الأزهار الى النكاح مفهوماً ومنطوقاً ... ثم طلبت من
القاضي قاسم بن يحي شويل ان يدرسني في بلوغ المرام ... ودرست قطر الندى مراراً على
اسماعيل حطبة .
قلت : وكذلك درس على مجد الدين المؤيد وقد مر ذكره .


طلبته
أما طلبة أبي عبد الرحمن فكثير جداً لا استطيع جمعهم في هذه الرسالة لصغر حجمها
فقد ذكر في ترجمته ثلاث مائة وأربعة وثلاثين طالباً وترك الكثير ولكن أذكر بعضهم.
- الشيخ العلامة المحدث محمد بن عبد الوهاب الوصابي العبدلي القائم على دار الحديث
بالحديدة.
- الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري وهو خليفة الشيخ في دار الحديث السلفية بدماج
وقد أوصى شيخنا قبيلته أن لا يرضوا بنزوله من على الكرسي فقال رحمه الله في وصيته
لأقرباءه وأوصيهم بالشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري خيراً وألا يرضوا بنزوله عن
الكرسي فهو ناصح أمين .
- الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله الريمي الملقب بالإمام القائم على دار الحديث
بمعبر.
- الشيخ الفاضل عبد العزيز البرعي القائم على دار الحديث بمفرق حبيش.
وغيرهم كثير وإنما ذكرت هؤلاء لأنهم عُرفوا في أوساط المجتمع فلا ينقم علينا أحدٌ
ومن أراد المزيد فليرجع إلى ترجمة أبي عبد الرحمن رحمه الله 29.
أما النساء فكثير وكثير جداً ومن أبرزهن .
1- أمُ عبد الله الوادعية بنت الشيخ رحمه الله تعالى ولها من المؤلفات نصيحتي
للنساء والصحيح المسند من الشمائل المحمدية 30.
2- أمُ شعيب الوادعية زوجة الشيخ رحمه الله الثانية ولها من المؤلفات الصحيح
المسند من فضائل آل بيت النبوة.
3- أم سلمة زوجة الشيخ رحمه الله الثالثة ولها من المؤلفات تحذير الفتاة العفيفة
من تلبيسات الزنداني الخبيثة وكتاب الانتصار لحقوق المؤمنات تحت الطبع.
وكل هؤلاء يقمن الدروس ويعلمن بدار الحديث السلفية بدماح.

شجاعته في إنكار المنكر
كان رحمه الله تعالى شجاعاً يقول كلمة الحق وينكر المنكر لا يخاف في الله لومة
لائم ومن قرء كتبه عرف ذلك أو سمع أشرطته فهو يتكلم في البدع بجميع أصنافها والشرك
والظلم والفساد بجميع أنواعه وإذا رأى منكراً أو سمع به لا يهدئ له بال ولا يقر له
قرار حتى ينكره وله ردود رد فيها على أهل الباطل بجميع أصنافهم.
فقد رد في كتابه المخرج من الفتنة) على أصحاب الحداثة – وعلى من يحكم بغير ما أنزل
الله – وعلى الأباضية – وعلى أحمد مفتي عمان أحمد الخليلي – وعلى الزيدية – ورد
على أنصار السنة بالسودان وبين أن في صفوفهم من يعتقد بعقيدة المعتزلة – وعلى
جماعة التكفير – وعلى جماعة التبليغ وبين لهم أخطاءهم – وعلى الأخوان المسلمين.
ورد على الطاعنين في حديث السحر في رسالة عنوانها ( ردود أهل العلم على الطاعنين
في حديث السحر ) وكان مما قاله: فإني لما كنت بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
بلغني أن بعض الناس ينكرون حديث السحر فقلت لمن أخبرني إنه في البخاري ومسلم فقال
وهم ينكرونه فقلت بمن ضعفوه وكنت أظن أنهم يسلكون مسالك العلماء في النقد والتجريح
لعلهم وجدوا في سنده من هو سيء الحفظ أو جاء موصولا ً والراجح أنه منقطع أوجاء
مرفوعاً والراجح فيه الوقف كما هو شأن الحافظ الدار قطني رحمه الله في انتقاداته
على الصحيحين فإذا هؤلاء الجاهلون أحقر من أن يسلكوا هذا المسلك... والميزان عند
هؤلاء أهواؤهم فما وافق الهوى فهو الصحيح وإن كان من القصص الإسرائيلية أو مما لا
أصل له وما خالف أهواءهم فهو الباطل ولو كان في الصحيحين.
ورد في رسالته (إيضاح المقال في أسباب الزلزال والرد على الملاحدة الضلال)، رد
فيها على الملاحدة الذين يقولون إن الزلزال أحدثته الطبيعة .
ورد في رسالته (فتوى في وحدة المسلمين مع الكفار) على أصحاب الانتخابات وأصحاب
الديموقراطية وبين للمسؤولين وللمواطنين وللتجار ومشايخ القبائل ماهو واجبهم ثم
بين حكم ما يسمونه بمجلس الأمة ورد – على عبد الرحيم الطحان في كتاب (إقامة
البرهان على ضلال عبد الرحيم الطحان).
عندما قال إن نضرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تعدل عبادة آلاف السنين – وقوله
إن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة في اليقضة ورد على أقوال أخرى من أراد
المزيد فليرجع إليها.
ورد في كتابه (البركان) بين فيه الأخطاء الموجودة – في جامعة الإيمان بصنعاء ويليه
كذلك (إسكات الكلب العاوي) رد فيه على القرضاوي عندما تهجم وأساء الأدب مع الرب
سبحانه وتعالى 31
ورد في كتابه (المصارعة) على المكارمة وفضح – الأباضية – والصوفية – ونصح فيه –
الصحفيين و- العلماء – والدعاة – وأهل بيت النبوة – والمزارعين – والأمهات.
ورد في كتاب (صعقة الزلزال لنسف أباطيل الرفض والاعتزال) فضح فيها الرافضة ومنهجهم
المعتزلي.
ورد في كتاب – رياض الجنة في الرد على أعداء السنة ) على من يعادي السنة وأهل
السنة أما أشرطته فكثيرة جداً.
فكان: رحمه الله لا يفتر عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال مرة كنت في الحرم
في الدور الثاني في الحرم فوجدت الصوفية في حلقة يرقصون ويتمتمون بأذكارهم فدخلت
وسط الحلقة وصحت وقلت بيوت الله تهان فسكتوا وجاء العسكري وفرقهم أقول ومع هذا
فأبو عبد الرحمن رحمه الله لا يخشى أحدا إلا الله ولا يبالي فيمن تكلم فيه فقد قال
رحمه الله في أحد دروسه بتاريخ 18/3/1420هـ من يريد أن ينصر الحق لا بد أن يتكلموا
فيه.

حرصه على طلبة العلم
وكان رحمه الله حريصا على طلبة العلم وكان يحزن ويتوجع إذا علم أن طلبته يحتاجون
شيئا ولم يستطيعوا الحصول عليه فقد قال رحمه الله في بعض دروسه: أعظم مشقة تواجهني
أعظم من مواجهة المبتدعة وأعظم من التأليف هي حاجات الطلاب
وكان أبو عبد الرحمن لا يبخل على طلابه بشيء فقد رأيته مرة بعد درس الظهر خرج من
بيته ومعه صحن فيها أرز وإناء فيه لبن فاعطاه بعض الطلبة.
وكنت في يوم من الأيام في بيته دعاني كي أتناول عنده طعام الغداء وبعد ما تغدينا
سمعنا طرق الباب فقام الشيخ ليفتح الباب وقمت معه كي أخرج فإذا ببعض طلبته يخبر
الشيخ أن طلبة العلم تغدوا وهناك بعضهم لم يتغد فذهب إلى حجرته وأتى بمال واعطاه
الطلبة لياخذوا لهم غداء .
ومررت يوما بجانب بيته فرأيت بعض طلبة العلم قائما فسألته ماذا تنتظر فقال اريد
الشيخ أخبرته أنني قادم على زواج فاردت أن يساعدني بينما أنا اكلمه ناداه الشيخ
إلى فناء بيته فلما خرج سألته قال اعطاني مبلغا من المال وقال لايملك غيره ووعدني
أن يعطيني كذلك مرة أخرى ثم جاء الطالب نفسه مرة أخرى واعطاه ما وعده فرحم الله
أبا عبد الرحمن.
وكان إذا خرج من الدرس بعد الظهر وجاء أحد يسئله عن سؤال قال له أدخل نتغدى ثم
نتكلم
ومرة قدم له بعض طلبة العلم ورقة في أحد الدروس مكتوب فيها: أنا طالب علم وأحب
العلم وعليّ دين واخشى أن يصرفني عن طلب العلم وبعد ما قرءها الشيخ أخذ يدرس وقبل
الإنتهاء من الدرس قال: في مكبر الصوت الأخ الذي قدم الورقة يذهب إلى الأخ فلان
ويقول له كم دينه وننظر هل نستطيع مساعدته.

ومرة دخلت أنا وبعض طلبة العلم عليه بعد صلاة الفجر إلى منزله وكان معنا طالب وكنا
حريصين على تزويج هذا الطالب فقلنا للشيخ كلمه يا شيخ فقال الشيخ: يا بني تزوج
وإذا كان المال هو العائق لك عن الزواج فمني لك كذا وكذا من المال. فجزا الله أبا
عبد الرحمن خيراً.
وكان عزيز النفس عفيفاً
وكان أبو عبد الرحمن عفيفاً عنده عزة نفس حتى إن من عزة نفسه أنه كان يتحرج من أن
يكتب لأهل الخير بما يخص طلبته فعلم بذلك الشيخ عبد العزيز بن باز فكتب إليه يا
أبا عبدالرحمن اكتب وأنت مأجور وإذا أتته الأموال لطلبته العلم مباشرة يحيلها إلى المسؤول
عن شؤون الطلاب وكان أبو عبدالرحمن رحمه الله على هذه الخصلة الطيبة من بداية أمره
.
فقد حدثنا مرة أنه عندما كان يتعلم في جامع الهادي كان يبقى معه شيء من الخبز
فيضعه في فتحة في الجدار يقال لها الخزانة فيأتي يوم من الأيام لا يجد أكلاً فيأتي
لها قال فأدخل يدي ورأسي أبحث عنها ثم أخرجها وقد نسج عليها العنكبوت فأميط عنها
التراب فأجدها قد يبست فابلها بالماء ثم إن وجدت حبة من الطماطم فأمر طيب وإلا
أكلتها.
وقد عود أبو عبد الرحمن طلبته على هذه الخصلة الطيبة32 ودرسهم في كتابه ذم المسألة
وكان يذم من يذهب يتسول باسم الدعوة ويحذر منه قال في مقدمة كتابه السالف ذكره:
أما بعد فإني لما رأيت أقوماً ممن يزعمون أنهم دعاة إلى الله تخصصوا للتسول وتركوا
الاحتراف 33فرب زراع يأكل أكلاً حلالاً من كسب يده بل عمله من أفضل القربات فقد
روى البخاري ومسلم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من مسلم يغرس
غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة.
ورب شخص يعمل في التجارة وهي أيضاً من أفضل القربات وقد ثبت عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه سئل أي الكسب أطيب قال: عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور.
بل ربما يكون الرجل بدوياً يأكل مما تنتجه غنمه وإبله فيرى المتسولين يفتحون
المعارض ويبنون العمائر فيعفوا لحيته ويتشبه بالدعاة إلى الله ويحترف التسول أف
لها من وضيفة مشينة مزرية .. وأخيراً فإني أنصح لأهل السنة أن يصبروا على الفقر
فهي الحال التي اختارها الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:
قلت هكذا كان رحمه الله تعالى معلماً وموجهاً ومحذراً لطلبته من أن ينزلقوا هذا
المزلق المشين. وبعد هذا فأبوا عبد الرحمن لا يريد بهذا الكلام أن طلبة العلم
يتركون العلم ويذهبون للتجارة 34كلا وإنما يريد أبو عبد الرحمن أن يوجه أهل السنة إلى
أن أكل اليد خير من أن يذهب الإنسان يمد يده وأن عليهم أن يصبروا على الفقر فقد
رضيه الله لنبيه فرحم الله أبا عبد الرحمن وأسكنه فسيح جناته.


صـــبره
أما صبر أبي عبد الرحمن رحمه الله فلا أعرف أحداً يماثله في زماننا فقد صبر على
أمراض عدة منها مرض الاستسقا الذي مكث سنوات وهو يعاني منه لكنه يصبر ويحتسب الأجر
على الله ومرض الكبد فقد تفتت كبده بسبب مرض السرطان ومع هذا كان صابراً محتسباً
والعجيب أنه مع هذه الأمراض كان لا يترك الدروس فقد قال أخونا أحمد الوصابي حفظه
الله تعالى أنه دخل مرة على الشيخ وكان مريضاً مرضاً شديداً فأراد أن يخرج يلقي
دروسه فقال له أخونا أحمد يا شيخ أنت متعب يقوم بالدروس غيرك فأجابه قائلاً: لا
والله لا أترك هذه الوجوه الطيبة.
ورأيته مرة خرج من بيته يلقي الدروس ويده مربوطة إلى عنقه وعليها جبيرة فسألت
إخواني ما الذي حصل للشيخ قالوا سقط في بيته على الأرض وما رأيته ترك الدروس حتى
شفي
ومنعه الأطباء مرة من القاء الدروس حفاظا على صحته فمكث فترة ثم عاد وفي مرضه
الأخير زرته في مدينة صنعاء فكان يستقبل الضيوف ولا يتأفف من أحد ولا يقول دوعوني
ارتاح وإنما يستقبل الناس ويبتسم وزرته في مكة في فندق لؤلؤة نجد فسألت عنه قالوا
سيأتي من الحرم فانتظرت فلما أتى نظرت إليه وأنا مندهش لقد نحل جسمه وبانت عظام
وجهه فسلمت عليه أنا وصديقي أبو عبد الله الصومعي حفظه الله فقال وهو يبتسم تفضلوا
فقلت له ترتاح فقال تفضلوا فنظرت إلى ابي حاتم العودي فقال جزاكم الله خيرا فقد اكرمتمونا
بفعلكم هذا فالشيخ متعب ولما كان في فندق دار الأزهر فكان الأخوة من طلبة العلم
يزورونه فيجلس معهم ولا يتضجر من أحد وإنما يصبر ويتصبر فرحم الله ابا عبد الرحمن
واسكنه الفردوس الأعلى.


زهده وكرمه
وتواضعه وورعه
وكان أبو عبد الرحمن رحمه الله زاهدا حتى إنه عود الكثير من طلبته على هذه الخصلة
الحميدة التي كانت سببا: لنيلهم العلم فقد كان ابو عبد الرحمن زاهدا في مسكنه
وملبسه بل ومأكله واذكر أنني عام 1413هـ قدمت من مكة المكرمة لطلب العلم فلما وصلت
إلى دماج سألتهم عن مسجد الشيخ فدلوني عليه فدخلته وكنت أرقب باب المسجد متى يدخل
الشيخ وظننت أن الشيخ سيدخل علينا وهو لابس البشت أي أنه مميز عن طلبته فلما دخل
أبو عبد الرحمن المسجد ظننته القائم على المسجد لأننا اعتدنا بمكة أن نرى أنا سا
يقومون بعناية المساجد فلما أخبروني أنه الشيخ . فتعجبت فقد كان ملبسه لا يتميز عن
ملبس طلابه بل يفوقه بعض طلابه في ملبسه
ومن زهده رحمه الله إنه لم يبال بحطام الدنيا من مساكن وغيرها فبيته الذي يسكنه
أكثره من الطين: هو بيت صغير ودخلت معه مرة إلى غرفته الخاصة فرأيت فرشها فإذا هو
من الفرش المخططة المخصصة للمساجد فكان لا يبالي بأمور الدنيا أهم شيء عنده العلم
والتقيت بإخينا أبي حاتم العودي بمكة المكرمة فقال لي إنه جاء بعض الناس من فاعلي
الخير إلى أبي عبد الرحمن رحمه الله فأرادوا أن يبنوا له بيتا فقال لهم هاتوا
المال فأخذ أبو عبد الرحمن منهم المال وبني به مسجداً وبني غرفة صغيرة فوق المسجد
، فلما جاءوا قالوا لأبي عبد الرحمن أين البيت قال لهم هذا هو بيتي واراهم المسجد
وأشار لهم إلى الغرفة الصغيرة التي فوق المسجد
ومن زهده في الدنيا أنه أوقف أرضا كبيرة كان يملكها لطلبته كي يبنوا فيها مساكن
لهم وفيها الآن قرابة مائتين وخمسين بيتا أو أكثر .
بل إن بعض الشيعة اعترفوا بأبي عبد الرحمن وبعلمه وبدعوته بسبب هذه الخصلة الحميدة
فقد كنت يوماً بمدينة صعدة وسمعت شيعياً يسب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
فقال له رجل ومقبل أي يريد منه أن يسب الشيخ مقبلاً رحمه الله فقال له أما الشيخ
مقبل أشهد لله أنه عالم ولو أراد الدنيا لعمَّر عما يرا إلى براش 35.
أما تواضعه رحمه الله فهو تواضع لا يكاد يوجد إلا عند القليل فمن تواضعه لو ناداه
طفل وهو يمشي لوقف له يكلمه وينظر ماذا يريد ويأتيه الصغير وهو على كرسيه يلقي
درسه فيتوقف عن إلقاء درسه فيقول له الصغير أريد أن أقرأ حديثاً في مكبر الصوت
فيرفعه الشيخ أو يأمر بعض طلبة العلم برفعه فيجلسه أمامه فيقرأ الصغير حديثه
والشيخ يبتسم ولا يتضجر وكان مع طلبته هين لين.
ومن تواضعه أنه كان إذا جاءه العوام يجلس معهم الوقت الطويل بالرغم من حرصه على
الوقت حتى إنه قال لنا في بعض دروسه يأتيني العوام فأجلس معهم وأحتسب على الله
لأنهم لا يعرفون قيمة الوقت وسيقولون إنني متكبر أما طلاب العلم أعاملهم خلاف
العوام لأنهم يعرفون قيمة الوقت وابن الجوزي رحمه الله كان يجمع ما عنده من
الأقلام فإذا جاءه الزائرون يجلس معهم يبرئ الأقلام.
أقول أما قول أبي عبدالرحمن إنه يعامل طلبة العلم على خلاف العوام فلا يفهم من ذلك
إنه لا يجلس معهم وإنما إذا جلس معهم ناقشهم وغربل معلوماتهم وإذا أراد أن يقوم
قال ارتاحوا أنا سأذهب كما كان يقول ذلك لنا عندما كنا ندعى من قبله.
ومن تواضعه : أنه كان : في أيام الأعياد يخرج مع طلبته إلى الوادي فيشاركهم
أفراحهم فيجتمعون حلقة كبيرة ويدخل فيها بعض الطلبة الأندونيسيين يلعبون لعبة
الكاراتيه وهو يبتسم ثم يدخل بعض الأمريكيين يلعبون ملاكمة وهكذا فيمكث معهم إلى
قرب المغرب ثم يرجع إلى بيته.
أما كرمه فكما قال الشاعر :
تراه إذا ما جئته متهـــللاً
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ولو لم يكن في كفه غير روحه
لجاد بها فليتق الله ســـائله
هو البحر من أي النواحي أتيته
فلجته المعروف والجود ساحله
فقد كان رحمه الله كريماً يستقبل وفوداً وإذا جاءه زائرون دعاهم إلى بيته للغداء
وإذا جاء في وقت متأخر استقبله الطلاب إلى غرفة الضيوف ثم يلتقي بالشيخ ويقدم
الغداء بنفسه في كثير من الأوقات وكذلك كان يجلس معه بعض الزوار بعد صلاة الفجر
فيقدم لهم زبيباً ويكرمهم غاية الإكرام وكان يجود بما يملكه .
وكان إذا جاءه أحد وقت وجبة من الوجبات لا سيما وجبة الغداء دعاه لتناول الغداء
وكان كريماً كذلك مع طلبته وسبق الكلام على ذلك في حرصه على طلبة العلم.
وكان ورعاً رحمه الله تعالى فلا يبقى مال الدعوة عنده بل يحيله إلى مسؤول المال.
بل كان ربما يهدى له شيء من شخص لا يعرفه فيترك الانتفاع به ويعطيه من تستحقه من
زوجاته كما سيأتي عن زوجته أم شعيب فرحم الله أبا عبد الرحمن.


حرصه على الدعوة
كان أبو عبد الرحمن حريصاً على الدعوة إلى الله أيما حرص بالرغم من كثرة مشاغله في
التأليف والتدريس وكان يوجه طلبته ويقول لهم لا تقبلوا على العلم وتتركوا الدعوة
عليكم بالدعوة إلى الله بما تعلمتم وكان يخرج للدعوة ففي بعض السنوات يخرج ويتنقل
في كثير من المدن والقرى اليمنية صعد الجبال ونزل الأودية والسهول وكان يؤذى من
قبل أعداءه من الجماعات كالإخوان المسلمين وأصحاب جمعيتي الحكمة والإحسان
والعلمانيين والصوفية وغيرهم ولا ينقطع عن دعوته إلى الكتاب والسنة وكان يحضر له
الجموع الغفيرة حتى إنه في بعض المحاضرات لا تتسع المساجد للجموع التي تحضر
فيجعلونها في مصلى العيد فتجده في دعوته يحذر الناس من الشرك والبدع والديموقراطية
والانتخابات وأن لا يوالون أعداء الإسلام وأن يتركوا الحزبية التي فرقت شمل الأمة
ويناصح المزارعين والمدرسين والمسؤولين والآباء والأمهات والأبناء والأطباء
والتجار والصحفيين والعمال بل كان حريصاً على هداية الناس أفراداً وجماعات واذكر
أنه جاءه مراسل إذاعة لندن فطلب منه أن يتكلم معه فقال له الشيخ ما رأيك تسلم
وأتكلم معك فنصحه الشيخ وطلب منه أن يسلم فأبى فرفض أن يتكلم معه ومكث أياماً يحضر
الدروس يريد الكلام مع الشيخ والشيخ يطلب منه أن يسلم كان حريصاً على هدايته ومكث
أياماً ثم رحل
وكان أبو عبد الرحمن إذا انتهى من محاضرته ينتقل إلى بيت أحد الأخوة فيجتمع الناس
به يسألونه فيجيب على أسئلتهم فإذا انصرفوا عنه قرأ إن كان لديه نشاط وإلا ينام.
فرحم الله أبا عبد الرحمن وأسكنه الفردوس الأعلى آمين آمين.


حرصه على العلم
ومراجعته
وكان أبوعبد الرحمن حريصاً على العلم فقد كان مهتماً بالتدريس أيما اهتمام كانت له
دروس عدة فكان يدرس قبل آذان الظهر بساعة كتابه ( الصحيح المسند مما ليس في الصحيحن)
ولما انتهى منه أخذ يدرس في الجامع الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين وبعد صلاة
الظهر يدرس يوماً في تفسير بن كثير ويوماً يدرس في كتابه (الصحيح المسند من أسباب
النزول) فلما انتهى منه جعل مكانه درس (الجامع الصحيح) فصار يوماً يدرس (التفسير)
ويوماً يدرس (الجامع الصحيح) وقبل الظهر يكون في بيته يحضر وتحضيره ما يقارب ربع
ساعة كما ذكر ذلك في بعض دروسه.
وبعد العصر يدرسنا في (صحيح البخاري) وبعد المغرب يدرس في (صحيح مسلم) : وفي كتابه
(أحاديث معلة ظاهرها الصحة) ولما انتهى منه درس كتابه (غارة الفصل على المعتدين
على كتب العلل) ولما انتهى منه درس كتابه (ذم المسأله ) إلا انه غاب في تدريسه
كثيرا لما بدء مرضه يشتد عليه وكتبه هذه كلها درسها مع (صحيح مسلم ) ولما انتهى من
كتاب (ذم المأله ) درس في كتابه (الصحيح المسند من دلائل النبوه ) وكان يجعل يوما
له ويوما (لصحيح مسلم ) ومع هذين الكتابين يدرس كتاب (المستدرك ) (وكتابه ) (
الصحيح المسند في القدر ) وتوفي رحمه الله على هذا الترتيب 36وواصل الشيخ يحيى بن
علي الحجوري بدار الحديث على هذا الترتيب فهذه دروسه الخاصه في دار الحديث واذا
انتقل الى بيته يدرس ابنته أم عبدالله كتاب (قطر الندى) ثم يقرأ نساؤه عليه
حديثا"من كتابه دلائل النبوة وكذلك (يدرسهن ) الإملاء وكان يدرس زوجته أم
شعيب (المتممة) قبل النوم وسيأتي ذلك عنها فيما بعد إن شاء الله.
وكان رحمه الله إذا تكلم في علم الرجال قلت هو فارس ميدان هذا العلم كان يأتي
بفوائد عجيبة وربما جاء في بعض الأسانيد فلان بن فلان فيقول أخشى أن يكون تصحيفاً
فيبحث فيوجد أنه مصحف كما قال وأما النحو إذا ناقش طلبته كأنه لا يوجد غيره في
معرفة هذا الفن لكثرت الفوائد والفرائد التي يطرحها في دروسه وإذا تكلم في العلل
أدهش من حوله وإذا جاءته أسئلة يجيب عليها وكان سريع الاستحضار للأدلة لقد كنا
نندهش من قوة ذاكرته يأتي بالأدلة من كتاب الله ومن سنة رسوله فيرصها رصاً ويناسق
بينها ويستبنط منها استنباطات عجيبة مع أنه لا يحفظ القرآن كاملاً ومن قرأ في
كتابه ( الجامع الصحيح) عرف فقه الرجل من خلال تلك التراجم وكما قيل فقه البخاري
في تراجمه.
أما مراجعته فما حضرت له مجلساً إلا وذاكر من حوله من طلبته ولقد كان رحمه الله في
دروسه بين مغرب وعشاء ربما نزل من على كرسيه يسألهم عن فوائدهم التي قد أخذوها
وإذا وجد شخصاً نائماً يأمره أن يبقى قائماً فإذا ذهب منه النوم قال له اجلس وإذا
رأى طالباً غير مهتم بدروسه سأله بسؤال يختبره فيقول له مثلاً: معاذ بن معاذ ما
اسمه وما اسم أبيه فبعضهم يجيب بلا أدري فيقول له لعلك كنت مسافراً اهتم يا بني
ويتنقل في حلقته التي لا يقل عددها عن ألفي طالب وفي العطلة يبلغ عددهم ثلاثة آلاف
طالب وكان لا يمنعه المرض من مذاكرة العلم ولقد زرته في مرضه الأخير في مستشفى
النور بمكة المكرمة فدخلت عليه في غرفته ووجدته على السرير على يمين الداخل وفي
يده اليمنى حقن مغروزة في يده وكان يغمى عليه فإذا فاق نظر إلى من حوله وسألهم
وكان يكثر السؤال عن حديث: "إن الله إذا أراد قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة
" 37 .
فرحم الله أبا عبد الرحمن وأسكنه الفردوس الأعلى آمين آمين.


أعداء أبي
عبدالرحمن
أما أعداء أبي عبدالرحمن فهم كثيرون والسبب في ذلك أنه يقول كلمة الحق وإلا فما
بالك في رجل تكلم في العلمانية والاشتراكية والبعثية والناصرية وفي جميع الطوائف:
الأخوان المسلمون – الأباضية – الصوفية – المكارمة – جماعة الجهاد 38 التكفير
ويسميهم بجماعة الفساد جماعة التبليغ – جماعة التكفير – وأصحاب جمعيتي الحكمة
والإحسان – فأبو عبد الرحمن رد على هؤلاء ردوداً ستبقى حتى يشاالله بين لهم
أخطاءهم نصحهم بأن يتركوا الباطل الذي يوجد عندهم.
نصح العلماني أن يترك علمانيته نصح الاشتراكي أن يترك اشتراكيته وكفره والبعثي
نصحه بترك بعثيته نصح الإخوان المسلمين أن يتركوا باطلهم وبدعهم وديموقراطيتهم
ونصح الأباضية وبين ضلالهم وكذلك الصوفية بين بدعهم وشركهم وفضائحهم وكذلك فضح المكارمة
وحذر الناس من شرهم وحذر من جماعة التبليغ ونصحهم قبل ذلك ناصح جماعة التكفير ثم
فضحهم ورد عليهم وناصح اصحاب جمعية الحكمه فترة من الزمن قرابة ثلاث سنوات وعلى
رأسهم الريمي والبيضاني ثم تكلم فيهم وبين أمرهم وما عندهم من بدع وحذر الشباب من
أن يسلكوا معهم مسلك الخروج على الحكام الذي فيه هلاكهم وسفك دماءهم وكذلك جمعية
الإحسان رد عليهم كما رد على جمعية الحكمة فهل يعقل أن رجلا وقف أمام الظلم
والفساد بجميع أنواعه والبدع وأهلها وأنهم سيسكتون عنه كلا بل إن أهل الباطل قد
حاولوا اغتيال هذا العالم ، الجليل والمجاهد النبيل فإنه عندما كان هو وبعض مشايخ
أهل السنة بمدينة عدن في مسجد الرحمن وضع له رجلان لغما في الطريق الذي سيخرج منه
الشيخ رحمه الله ولكن كما قال تعالى: ( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ) 39 فقد
انفجر اللغم ومزق جسدي هذين الآثمين الذين أرادا أن يغتالا عالما من علماء الأمة
فنسأل الله أن يجازيهما بما يستحقان فالجزاء من جنس العمل.
قال أبو عبد الرحمن رحمه الله وهو يصور لنا هذا المشهد في كتابه (الباعث على شرح
الحوادث) : وانتهى الكلام وانتهت المحاضرة وبينما المؤذن يؤذن لصلاة العشاء وإذا
بانفجار اللغم وكنا في الداخل فجعلت انظر في سقف المسجد أين أجد الفرج كنت أظنه في
المسجد أيما اهتزاز فإذا بالانفجار خارج المسجد.
قلت واما السفهاء الذين تهجموا عليه فكثير كما ذكر ذلك في كتابه (الباعث على شرح
الحوادث) بل إن أعداء الدعوة السلفية عامة وأعداء الشيخ خاصة لم يكتفوا بأن دبروا
اغتيالاً للشيخ فقد وضعوا لغماً لطلبة الشيخ في آخر شهر ذي الحجة لعام 1418هـ
بصنعاً – العاصمة بمسجد الخير.
وهو مسجد السلفيين وبينما الناس يخرجون من المسجد بعد أداء صلاة الجمعة .
انفجر اللغم في صرح المسجد ولكن من فضل الله سبحانه وتعالى أن الخطيب في ذلك اليوم
لم يطل الخطبة فقد خرج الكثير من الناس وإلا فالصرح يكون ممتلئاً فذهب ضحية ذلك
الانفجار أربعة وجرح ستة وعشرون نسأل الله أن يجازي أهل هذه الفعلة الشنيعة سوء
العذاب إنه على ذلك قدير.
وكذلك اطلق اهل الباطل قذيفة على بيوت طلبة العلم بدماج من على قمة جبل مرتفع وكان
هذا في الليل وجاءت هذه القذيفة إلى بيت احد الطلاب ولكن الحمد لله لم يكن في
البيت أحد فخاب ظنهم


عدد زوجاته
أما زوجاته رحمه الله تعالى فقد تزوج أربعاً
الأولى: تزوجها ثم فارقها
الثانية: أم عبد الرحمن رحمها الله تعالى توفيت في 9/2/1422هـ .
انجبت له أربعاً من البنات توفي منهن اثنتان وبقي اثنتان الأولى أم عبد الله
الكبرى زوجها الشيخ أحد طلبته وهو محمد بن موسى العامري
الثانية أم عبد الله الصغرى زوجها الشيخ أحد طلبته وهو صالح بن قائد الوادعي.
الثانية من زوجاته أم شعيب الوادعية ولم تنجب له أحداً.
الثالثة: أم سلمة ولم تنجب له كذلك أحداً


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sayedmobark.yoo7.com
 
الشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأدلة على شرعية الصلاة في النعال للشيخ مقبل الوادعي- رحمه الله
» الشيخ محمد صفوت نور الدين رحمه الله
» الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله
» مجموعة خطب الشيخ ابن العثيمين - رحمه الله
» من طرائف الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الكاتب المصري سيد مبارك :: مكتبة تراجم العلماء والدعاة :: تراجم العلماء والدعاة المعاصرين-
انتقل الى: