الحج عند النصارى. إذا أطلق لفظ الحج انصرف مطلقا للركن الخامس من أركان
الإسلام، غير أن النصارى لهم رحلاتٌ للمَزَارات والأماكن المقدسة التماسا للخلاص
الروحي كما يعتقدون. ويُعرف من يـــقومون بمثل هذه الرحلات عندهم بالحجَّاج.
بعد حوالي 100 سنة من عهد عيسى عليه السلام، بدأ حجاج النَّصارى القيام برحلات
الحج الأولى إلى بيت المقدس وروما. ولم يرحل الحجاج في العصور الوسطى إلى فلسطين
وروما فحسب، بل إلى مقابر القديسين أيضًا. وتتضمن مواقع خاصة من هذا النمط مزارات
القديس جيمس كومبوستيلا ـجنوبي إنجلترا، والقديس باتريك في دوانباتريك في
أيرلندا.
وعندما كان يشرعُ الحاجُّ في القيام برحلة الحج، كان القسيس يدعو له بالبركة.
وقد تحمَّل الحجاج رحلاتهم كي يَحظوا كما يعتقدون بمساعدة القديس للشفاء من مرض على
سبيل المثال أو بصفتها إحدى أعمال الشُّكر أو بندًا من بنود التكفير عن ذَنْب، أو
وسيلة للتعبير عن ولاء ديني. وقد كان الحجاج يمكثون في تكايا (نُزُل خاصة) أو في
أماكن أخرى حيث كان باستطاعتهم أن يستريحوا ليلة.
وفي رحلات عودتهم كان الحجاج يرتدون الشعار المميِّز للمكان الذي زاروه. فالحجاج
العائدون من بيت المقدس مثلاً كانوا يرتدون سعف النخل، وكانوا يُعرفون
بالسعَّافين.
وواصل الحجاج زيارة المراكز الشهيرة في العصور الوسطى. غير أن أماكن معينة
لقديسين مُحدثين قد أصبحت هي الأخرى أهدافًا لزيارة الحجاج. وتشمل أماكن الحج
المعاصرة هذه مزاري القديس فرانسيس زافيير في جووا بالهند، والقديسة تريزا دي
ليزييه بفرنسا. وتشمل مراكز الحج المواقع التي يُعتقد فيها بظهور مريم العذراء، كما
في لوردز بفرنسا، ونوك بكاونتي مايو في أيرلندا. كما أن كُلاً من البروتستانت
والكاثوليك الرومان يقومون برحلات حجٍ سنويةٍ إلى كنيسة مريم العذراء بوالسنجهام في
نورفولك بإنجلترا.