جامعة الدول العربية منظمة عربية دولية
أُنشئت في مارس 1945م طبقًا لبروتوكول (اتفاق) الإسكندرية الموقّع في 20 شوال
1363هـ الموافق 7 أكتوبر 1944م، وللميثاق الذي وقّعه سبعة ملوك ورؤساء عرب في
القاهرة في 8 ربيع الثاني 1364هـ، الموافق 22 مارس 1945م.
وقد كانت الدول العربية السبع المستقلة المؤسسة للجامعة هي: السعودية، مصر،
العراق، الأردن، سوريا، لبنان، اليمن. وقد انضم إلى الجامعة بقية الأقطار العربية
الأخرى بعد أن حصلت على الاستقلال.
نبعت فكرة إنشاء الجامعة خلال الحرب العالمية الثانية وتبنى ثلاثة من الزعماء
السياسيين العرب هذه الفكرة في ذلك الحين، وهم مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر، وجميل
حروم رئيس وزراء سوريا، وبشارة الخوري، الزعيم السياسي اللبناني، ورئيس الجمهورية
اللاحق. وعرض هؤلاء الزعماء الفكرة على الملوك والرؤساء العرب الذين استحسنوها
وأيدوها.
حصلت فكرة إنشاء الجامعة على دعم سياسي بريطاني، وبذلك تهيأت الأجواء في نهاية
الحرب العالمية الثانية لعقد مؤتمر إقليمي في الإسكندرية لتحقيق الوحدة العربية.
وبرزت خلال المؤتمر عدة اتجاهات أهمها اتجاه لتكوين وحدة تضم عددًا من الدول في
دولة واحدة تسمّى سوريا الكبرى، وبرز اتجاه آخر يرى ضرورة توحيد دول الهلال الخصيب
في دولة واحدة، وكان هناك اتجاه ثالث يرى إيجاد جامعة تضم جميع الدول العربية
المستقلة حينذاك، وتكريس التعاون بين هذه الدول، دون أن تفقد سيادتها
واستقلالها.
ونص بروتوكول الإسكندرية على إنشاء جامعة للدول العربية، وأن تعتمد قراراتها على
قاعدة الإجماع في التصويت. وفي حالة عدم توفره، تكون تلك القرارات ملزمة لمن
يقبلها. كما نصّ البروتوكول على عدم جواز اللجوء للقوة لفض المنازعات بين عضوين من
أعضاء الجامعة. وأعطى المجلس الحق في التوسّط في أي خلاف أو حرب تقع بين الدول
الأعضاء، أو بينها وبين دولة خارج الجامعة. وأُلحق بالبروتوكول ملحقان أحدهما قرار
خاص باستقلال لبنان وسيادته بحدوده الحاضرة، والآخر ينص على تأييد الحق العربي في
فلسطين وعلى ضرورة مساهمة الحكومات والشعوب العربية في صندوق الأمة العربية لإنقاذ
أراضي العرب في فلسطين.
وتتكون الجامعة العربية من هيئة واحدة هي مجلس الجامعة العربية ويتبعه خمس لجان
متخصصة وعدد من اللجان الدائمة. وقد تطورت بعض هذه اللجان خاصة في السبعينيات
وانبثق عنها عدد من المؤسسات العربية المتخصصة مثل منظمة الأقطار العربية المصدرة
للبترول أوابك، وكذلك بعض الصناديق والمؤسسات المالية المشتركة. ولعل أهم تطور حدث
في تاريخ الجامعة هو تنظيم مؤتمرات قمّة عربية بشكل دوري منذ عام 1964م. إلا أنه لا
توجد أمانة عامة لمثل تلك المؤتمرات، كما أن عقدها وتنظيمها يقع خارج الأطر الرسمية
للجامعة.
يشرف على أعمال الجامعة العربية أمين عام يمثلها في مؤتمرات القمة العربية
وغيرها. وكان عبدالرحمن عزام أول أمين عام للجامعة منذ إنشائها عام 1945م حتى عام
1952م، ثم خلفه عبدالخالق حسونة 1952 - 1976م، ثم محمود رياض 1976 - 1979م، ثم
الشاذلي القليبي 1979 - 1991م، ثم عصمت عبدالمجيد 1991- 2001م، وأخيرًا عمرو موسى
الذي شغل هذا المنصب ابتداء من مايو 2001م. وتحظى الجامعة بشخصية قانونية دولية
مستقلة. ولها حقّ إبرام المعاهدات الدولية، والتمثيل الدبلوماسي الخارجي، ويتم
تمويل أعمالها بنسب متفاوتة تبعًا للقدرة المالية للدولة العضو.
وقد دعمت الجامعة كفاح الشعوب العربية لتحقيق الاستقلال في كل من سوريا ولبنان
ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب واليمن الجنوبي وفلسطين. كما نجحت في الوساطة
والتحكيم في بعض الأزمات العربية، وفشلت في إنهاء أزمات وخلافات عربية أخرى.
كانت القاهرة هي المقر الرئيسي للجامعة منذ إنشائها. إلا أنه في فترة تعليق
عضوية مصر في الجامعة العربية إثر توقيعها لاتفاق سلام منفصل مع إسرائيل عام 1979م،
نقل مقر الجامعة إلى تونس، وظل هناك حتى عام 1990م حيث عاد مرة أخرى إلى القاهرة.
وظلت بعض المؤسسات العربية التابعة للجامعة في تونس، كما استمر عقد بعض جلساتها في
العاصمة التونسية كذلك.