الحسن بن الحسن يكنى بأبي سعيد ولد قبل سنتين من نهايه خلافه عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
أصله من ميسان، ولد ونشأ بالمدينة بين الصحابة، وسافر إلى كابل، وسكن بعد ذلك البصرة، وعرف بالحسن البصري.
لما ولي عمر بن
هبيرة الفزاري العراق وأضيفت إليه خراسان وذلك في أيام يزيد بن عبد الملك؛
استدعى الحسن البصري وذلك في سنة ثلاث ومائة فقال له: إن يزيد خليفة الله
استخلفه على عباده، وأخذ عليهم الميثاق بطاعته، وأخذ عهدنا بالسمع
والطاعة، وقد ولاني ما ترون فيكتب إلي بالأمر من أمره فأقلده ما تقلده من
ذلك الأمر : ما تقول يا حسن؟ فقال: يا ابن هبيرة، خف الله في يزيد، ولا
تخف يزيد في الله، إن الله يمنعك من يزيد وإن يزيد لا يمنعك من الله،
وأوشك أن يبعث إليك ملكًا فيزيلك عن سريرك ويخرجك من سعة قصرك إلى ضيق
قبرك ثم لا ينجيك إلا عملك، يا ابن هبيرة، إن تعص الله فإنما جعل الله هذا
السلطان ناصرًا لدين الله وعباده؛ فلا تركبن دين الله وعباده بسلطان الله
فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
كان الحسن
البصري من الزاهدين حقاً فهو الذي زهد فيما عند الملوك فرغبوا فيه واستغنى
عن الناس وما في أيديهم فأحبوه، فعن يونس بن عبيد قال: أخذ الحسن عطاءه
فجعل يقسمه، فذكر أهله حاجة فقال لهم: دونكم بقية العطاء أما إنه لا خير
فيه إلا أن يصنع به هذامن كلماته.........
[center]
يقول الحسن: بئس الرفيقان الدينار والدرهم، لا ينفعانك حتى يفارقاك.
وقال الحسن: أهينوا الدنيا فوالله لأهنأ ما تكون إذا أهنتها.
وكان يقول: اصحب الناس بما شئت أن تصحبهم فإنهم سيصحبونك بمثله.
ومن أقواله: فضح الموت الدنيا فلم يترك فيها لذي لب فرحا.
وروى ثابت عنه قال: ضحك المؤمن غفلة من قلبه.
من علامات المسلم قوة دين، وجزم في
العمل وإيمان في يقين، وحكم في علم، وحسن في رفق، وإعطاء في حق، وقصد في
غنى، وتحمل في فاقة (جوع) وإحسان في قدرة، وطاعة معها نصيحة، وتورع في
رغبة، وتعفف وصبر في شدة. لا ترديه رغبته ولا يبدره لسانه، ولا يسبقه
بصره، ولا يقلبه فرجه، ولا يميل به هواه، ولا يفضحه لسانه، ولا يستخفه
حرصه، ولا تقصر به نغيته.
قال له رجل: إن قوماً يجالسونك
ليجدوا بذلك إلى الوقيعة فيك سبيلاً (أي يتصيدون الأخطاء). فقال: هون عليك
يا هذا، فإني أطمعت نفسي في الجنان فطمعت، وأطمعتها في النجاة من النار،
فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلاً، فإن الناس
لم يرضوا عن خالقهم ورازقهم فكيف يرضون عن مخلوق مثلهم؟
سُئل الحسن عن النفاق فقال: هو اختلاف السر والعلانية، والمدخل والمخرج، ما خافه إلا مؤمن (أي النفاق) ولا أمنة إلا منافق
المصدر:منتدى مصطفى حسنى