الشيخ سيد Ù…Ø¨Ø§Ø صاحب الموقع
عدد الرسائل : 2210 العمر : 63 العمل/الترفيه : كاتب اسلامى تاريخ التسجيل : 07/12/2008
| موضوع: حقيقة الدنيا وغرور الإنسان فبراير 4th 2011, 12:39 pm | |
|
حقيقة الدنيا وغرور الإنسان إن الحمد لله نحمده وكفي والصلاة والسلام علي من أصطفي وبعد.. أن في معرفة حقيقة الدنيا كفيل بادراك الهدف والغاية التي ينبغي أن يسعي إليها المرء وهذا أمر لا يجادل فيه من له عقل رشيد , ومن لا عقل له فقد أغنانا عن التعليق . والقران والسنة فيهما الحق وكل الحق . قال تعالي " اعْلَمُوا أَنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ ولَهْوٌ وزِينَةٌ وتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ والأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَراً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ ومَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ ورِضْوَانٌ ومَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ (20) "-الحديد وقال تعالي " إنَّمَا مَثَلُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ والأَنْعَامُ حَتَّى إذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وازَّيَّنَتْ وظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)- يونس وقال النبي ( ( كن في الدنيا كأنك غريب أو كعابر سبيل )البخاري.. وقال أيضا ( فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُلْهِيَكُمْ كَمَا أَلْهَتْهُمْ) البخاري في الرقاق هذا كلام الله تعالي وكلام من لا ينطق عن الهوي ( , وممكن منهما استخلاص الحقائق الثلاثة التالية عن الدنيا : الحقيقة الأولي : أن الدنيا لعب ولهو وحياة غير دائمة وعلي الإنسان الرضا والقناعة فكل نعيمها زائف حتماً . يقول صاحب الظلال في تفسير قوله تعالي " اعْلَمُوا أَنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ ولَهْوٌ وزِينَةٌ وتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ والأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَراً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ ومَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ ورِضْوَانٌ ومَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ (20) " -الحديد ما مختصره :" والحياة الدنيا حين تقاس بمقاييسها هي وتوزن بموازينا, تبدو في العين وفي الحس أمراً عظيماً هائلاً , وكنها حين تقاس بمقاييس الوجود , وتوزن بميزان الآخرة تبدو شيئاً زهيداً تافهاً. وهي هنا في هذا التصوير تبدو لعبة أطفال بالقياس إلي ما في الأجرة من حد تنتهي إليه مصائر أهلها بعد لعبة الحياة . لعب .. ولهو ... وزينة .. وتفاخر .. وتكاثر.. هذه هي الحقيقة وراء كل ما يبدو فيها من جد حافل واهتمام شاغل .. " اهـ فلماذا أذن نتقاتل عليها ويأكل بعضنا لحم بعض..هل حبها اعمي بصيرتنا عن سبب وجودنا فيها !! يقول البصري : ما عجبت من شيئ كعجبي من رجل لا يحسب حب الدنيا من الكبائر وأيم الله إن حبها من أكبر الكبائر وهل تتشعب الكبائر إلا من أجلها وهل عبدت الأصنام وعصى الرحمن إلا من لحب الدنيا وإيثارها.اهـ من ثم تتبين لنا الحقيقة الأولي جلية واضحة وهي فناء الدنيا ونهاية العالم . الحقيقة الثانية : اليقين بأنه لا بقاء لنا فيها مهما طال بنا العمر. وهذا أمر بدهي لا يحتاج منا لإقناع أحد فلا يمر يوماً إلا ولنا ميت نشيعه.. فالموت نهاية كل شيء ولا مفر منه قال تعالي : " قُلْ إنَّ المَوْتَ الَذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إلَى عَالِمِ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8) "- الجمعة وقال تعالي: ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) ويَبْقَى وجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلالِ والإكْرَامِ (27) " –الرحمن وقال النبي ( " أكثروا من ذكر هازم اللذات "- الترمذي وإسناده صحيح وصدق من قال : يا نفسي توبي فإن الموت قد حانا واعصي الهوى فالهوي مازال فتانا إما ترين المنايا كيف تلتقطنا لقطا وتلحق أخرانا بأولانا في كل يوم لن ميت نشيعه ننسي بمصرعه أثار موتانا يا نفسي كم غفلت من يوم مبعثنا ننسي بغفلتنا ماليس ينسانا يا نفسي توبي من المعاصي وازدجري واخشي غلنا سرا وإعلانا وأعلموا معشر المسلمين أننا في دنيانا بين أجلين : أجل قد مضي لا يدري ما لله صانع فيه .. وأجل قد بقي لا يدري ما لله قاضي فيه... - وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه " إذا أدركت الدنيا الهارب منها جرحته , وإذا أدركت الطالب لها قتلته. والكثير من السلف تركوا كثير من الحلال مخافة أن يكون حراماً وبعداً عن الشبهات وكانوا زاهدين فيها راغبين عنها لا يتنطعون ,ولا يسرفون, ولا يأخذون من طيبتها إلا ما يعينهم علي طاعة لله .. وهكذا يجب أن نكون, وتلك هي الحقيقة الثانية المكملة للأولي حتمية الموت والفناء ومن الغفلة أذن الاعتقاد أن بالموت ينتهي كل شيء ولافا رق بين العاصي لله والطائع له . بل من الغباء الظن أن الله خلقنا عبثاً بلا غاية أو هدف , وذلك لا يقوله ألا من فقد رشده وأتبع هواه وتردي . ومن ثم ندرك منطقياً أن هناك حقيقة ثالثة لابد منها وترقبها ففيها فصل الخطاب وهي البعث والحساب والوقوف بين يدي الله تعالي فمن وجد خيراً فالله الحمد ومن وجد غير ذلك فلا يلوم إلا نفسه . الحقيقة الثالثة : البعث و الحساب قال تعالي :" أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وأَنَّكُمْ إلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ المَلِكُ الحَقُّ لا إلَهَ إلاَّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ (116) "-المؤمنون قال ابن كثير في تفسيره ما مختصره: يقول تعالى منبها لهم على ما أضاعوه في عمرهم القصير في الدنيا من طاعة الله تعالى وعبادته وحده ولو صبروا في مدة الدنيا القصيرة لفازوا كما فاز أولياؤه المتقون { قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين } أي كم كانت إقامتكم في الدنيا { قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين } أي الحاسبين { قال إن لبثتم إلا قليلا } أي مدة يسيرة على كل تقدير { لو أنكم كنتم تعلمون } إي لما آثرتم الفاني على الباقي ولما تصرفتم لأنفسكم هذا التصرف السيئ ولا استحققتم من الله سخطه في تلك المدة اليسيرة فلو أنكم صبرتم على طاعة الله وعبادته كما فعل المؤمنون لفزتم كما فازوا. وقوله تعالى : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا } أي أفظننتم أنكم مخلوقون عبثا بلا قصد ولا إرادة منكم ولا حكمة لنا وقيل : للعبث أي لتلعبوا وتعبثوا كما خلقت البهائم لا ثواب لها ولا عقاب وإنما خلقناكم للعبادة وإقامة أوامر الله عز وجل { وأنكم إلينا لا ترجعون } أي لا تعودون في الدار الآخرة كما قال تعالى : { أيحسب الإنسان أن يترك سدى } يعني هملا وقوله : { فتعالى الله الملك الحق } أي تقدس أن يخلق شيئا عبثا فإنه الملك الحق المنزه عن ذلك { لا إله إلا هو رب العرش الكريم } فذكر العرش لأنه سقف جميع المخلوقات ووصفه بأنه كريم أي حسن المنظر بهي الشكل كما قال تعالى : { أنبتنا وقد ذكر ابن كثير خطب خطبها عمر بن عبد العزيز في سياق حديثه في شرح الآية وهذا نصها نذكرها للعبرة : بعد أن حمد الله وأثنى عليه قال : أما بعد أيها الناس إنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا سدى وإن لكم معادا ينزل الله فيه للحكم بينكم والفصل بينكم فخاب وخسر وشقي عبد أخرجه الله من رحمته وحرم جنة عرضها السموات والأرض ألم تعلموا أنه لا يأمن عذاب الله غدا إلا من حذر هذا اليوم وخافه وباع نافدا بباق وقليلا بكثير وخوفا بأمان ألا ترون أنكم من أصلاب الهالكين وسيكون من بعدكم الباقين حتى تردون إلى خير الوارثين ؟ ثم إنكم في كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إلى الله عز وجل قد قضى نحبه وانقضى أجله حتى تغيبوه في صدع من الأرض في بطن صدع غير ممهد ولا موسد قد فارق الأحباب وباشر التراب ووجه الحساب مرتهن بعمله غني عما ترك فقير إلى ما قدم فاتقوا الله قبل انقضاء مواثيقه ونزول الموت بكم ثم جعل طرف ردائه على وجهه فبكى وأبكى من حوله. اهـ نعم..معشر المسلمين .. لا ينسي هذه الحقائق الثلاثة ولا يغفل عنها إلا من مات قلبه وذهب عقله وأتبع هواه وشيطانه فإياكم وطول الأمل فهو يصد عن الحق, وإياكم وأكل الحرام فهو ضياع للدارين , وأعلموا أن الستر والقناعة ولزوم الطاعة هم من وسائل النجاة لنا في هذه الحياة الدنيا , ألم يقل النبي ( : ( من أصبح أمنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).- أخرجه الترمذي وإسناده صحيح
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل وكتبه/ الكاتب والداعية الإسلامي سيد مبارك
[/size] | |
|