همسة في أذن المسلم
من أنت وماذا تريد؟!
من أنت وماذا تريد؟ ..
إجابة هذا السؤال لا تحتاج إلي جهد أو مشقة .. لماذا ؟
لأنها واضحة جلية ...أنا مسلم وأريد الله والدار الآخرة...تلك هي الإجابة وهي كما تري هينة وبسيطة ولكن !!
هذه الحقيقة البديهية تحقيقها علي ارض الواقع أمر في غاية الصعوبة وذلك لعدة أسباب منها:
1-طغيان العادات والتقاليد والبدع علي تعاليم الكتاب والسنة المطهرة
2-موت العلماء الثقات وندرتهم في عصرنا الحالي والذين يستريح المرء لكلامهم ويثق في علمهم ويتخذهم قدوة.
3-علو أهل المنكر علي أهل المعروف وبالتبعة انتشار الفتن الذي تذهب بلب المرء وعقله .
ومن ثم الأمر الذي يجب التنبيه عليه والتحذير منه هو عدم أدعاء الجهل بمعرفة إجابة هذا السؤال الحيوي .. من أنت وماذا تريد؟
وإلا يلزم قطعاً أخي القاريء عند قرأتك لهذه السطور أن تغلق الموقع فليس في استمرارك في القراءة فائدة تذكر , لأنه ليس بعد الحق إلا الضلال.
لأن في قولك: أنا مسلم وأريد الله والدار الآخرة هي تسليمك وانصياعك للحقيقة التي يدعو لها ديننا..الإسلام والإيمان , وعدم إقرارك بذلك يقدح في صحة إسلامك وإيمانك وذلك هو الخسران المبين.
وللأجابة عن هذا السؤال سوف تعترض طريقك عوائق(1) وعلائق(2) !
وذلك شئت أما أبيت ,ومن هذه العوائق أجمالاً ما ذكره ابن القيم: في الفوائد (154) قال :ما مختصره:
وأما العوائق فهي أنواع المخالفات ظاهرها وباطنها فإنها تعوق القلب عن سيره إلى الله وتقطع عليه طريقة وهي ثلاثة أمور شرك وبدعة ومعصية فيزول عائق الشرك بتجريد التوحيد وعائق البدعة بتحقيق السنة وعائق المعصية بتصحيح التوبة وهذه العوائق لا تتبين للعبد .
يأخذ في أهبة السفر ويتحقق بالسير إلى الله والدار والآخرة فحينئذ تظهر له هذه العوائق ويحسن بتعويقها له بحسب قوة سيره وتجرده للسفر وإلا فما دام قاعدا لا يظهر له كوامنها وقواطعها. ثم قال – رحمه الله-
وأما العلائق فهي كل ما تعلق به القلب دون الله ورسوله من ملاذ الدنيا وشهواتها ورياستها وصحبة الناس والتعلق بهم ولا سبيل له إلى قطع هذه الأمور الثلاثة ورفضها إلا بقوة التعلق بالمطلب الأعلى وإلا فقطعها عليه بدون تعلقه بمطلوبه ممتنع فإن النفس لا تترك مألوفها ومحبوبها إلا لمحبوب هو أحب إليها منه وآثر عندها منه وكلما قوي تعلقه بمطلوبه ضعف تعلقه بغيره وكذا بالعكس والتعلق بالمطلوب هو شدة الرغبة فيه وذلك على قدر معرفته به وشرفه وفضله على ما سواه اهـ
هل ياتري اصبح الحق عندك جليا لتبدأ التطيق العملي أما مازال علي القلب غشاوة؟
لا تعليق وكل أنسان أدري بحقيقة نفسه التي بين جنبيه والله المستعان
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي الصادق المعصوم صلي الله تعالي عليه وسلم
[1] - جاء في السان لأبن منظور – (عوق) يَعُوقه عَوْقاً صرفه وحبسه ومنه التَّعْويقُ والاعْتِياق وذلك إِذا أَراد أَمراً فصرفه عنه صارفٌ.
2- العوائق: أي الحواجز والموانع