الجماعات الإسلامية مالها وما عليها
ماذا يجب علي المسلم تجاه الجماعات التي علي الساحة؟
أقول أننا كمسلمين منهج حياتنا هو كتاب الله وسنة رسوله صلي الله تعالي عليه واله وسلم وأهل السنة والجماعة يجدون في أعمال الجماعات التي علي الساحة الصواب والخطأ ..
فمن يلتزم بالكتاب والسنة منهم له منا كل احترام وتقدير ونساعده علي ذلك ومن يخرج عن ذلك ننصحه أن استطعنا ونبين له الخطأ من الصواب وان أصر علي المخالفة ليس لنا أن نشاركه فيما يفعل . وهذا لا يعني أنهم من الفرق الضالة كالخوارج والمعتزلة والجهمية والمرجئه ..الخ .. والتي أخبرنا النبي صلي الله تعالي عليه واله وسلم أنهم في النار ألا واحدة ..فهذا خطا وإنما هم من أهل التوحيد لهم ما لنا وعليهم ما علينا وإنما هذه الجماعات وأساليبها أنما هي وسائل مختلفة للدعوة قد نختلف معها فيما يخالف الكتاب والسنة ولكن نتفق معها فيما يوافق الكتاب والسنة
ومن ثم هناك بعض النقاط يجب بيانها وهي :
1- هذا التعدد يفيد الدعوة الإسلامية كثيراً، فهناك جماعات أفادت المسلمين كثيراً كالجماعات التي اهتمت بإقامة المساجد ورعاية الأيتام، وتعليم القرآن، ، والدعوة إلى الصلاة والزكاة والحج، وتعليم الناس التوحيد وإخلاصه لله تعالي، ومحاربة البدع العقائدية الخطيرة كالرفض والتصوف الشاذ المبتدع .الخ..
وكل هذه الأمور لا غنى للمسلمين عنها علي الإطلاق ولا تستطيع أن تقوم بها جماعة واحدة.
2- لا أشك أن هناك بعض السلبيات من هذا التعدد كالتنافس غير الشرعي، الذي أدى إلى الطعن والتشويه والتجريح، واختلافهم في الوسائل بين بعضهم بعضا، ولكن هذه السلبيات لا يمكن أن توازي الإيجابيات العظيمة من تعدد الجماعات، علماً أن هذه السلبيات يمكن تلافيها تماماً والتخلص منها أبداً
3- ان الجماعات التي تخرج أهدافها من خدمة الدين والدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة إلي التخريب والتدمير والدعوة السياسية للخروج والتمرد علي الحاكم ..الخ ليس من الجماعات التي ند عوا إلي التعامل معها لأن العنف مرفوض والفتنة أشد من القتل ومنهج أهل السنة والجماعة في فهم دين الله تعالي هو طاعة الحاكم مهما كان فسقه ولا يجوز التمرد عليه وعصيان أوامره إلا إذا رأي منه كفراً بواحاً لهم فيه عند الله برهان.
.. وها هي أقوال علماء أهل السنة في الجماعات ليكون المسلم علي بينة من أمر دينه ودنياه والله المستعان .
أولاً: موقف الشيخ عبد العزيز بن باز من جماعات الدعوة:
قال رحمه الله :الجماعات التي تدعو إلى الله كثيرة ومتنوعة، وقد سبق السؤال من بعض الإخوان عن جماعة التبليغ، وهي جماعة من الهند والباكستان وغيرها يتجولون في بلدان الدنيا في أوروبا، وأفريقيا، وأمريكا، وآسيا، وفي كل مكان، ولهم نشـاط في الدعوة ونشاط في البلاغ، ولهذا سمو جماعة التبليغ، يبلغون الإسلام، ويبلغون دعوة الله عز وجل، والناس فيهم بين قادح ومادح كما تقدم، فمنهم من جهل أمرهم فذمهم، ومنهم من عرف أمرهم فمدحهم، وأثنى عليهم، ومنهم من توسط في ذلك، والذي قلنا فيما تقدم هو الذي نقوله الآن ليسوا بكاملين، عندهم نقص وعندهم غلط، وعند رؤسائهم القدامى بعض الأغلاط، وبعض البدع، ولكن هؤلاء الأخيرون في الأغلب ليس عندهم شيء من ذلك، وإن كان عند رؤسائهم الأقدمين، لكن هؤلاء الذين يتجولون الآن ينشدون توجيه الناس إلى الإسلام وترغيبهم في الآخرة، وتزهيدهم في الدنيا وتشجيعهم على طاعة الله ورسوله، وقد تأثر بهم الجم الغفير يصحبهم الفساق والعصاة، فيرجعون بعد ذلك عباداً أخياراً قد تأثروا بهذه الدعوة.
هذا هو الذي علمنا منهم، وقد صحبهم جم غفير من إخواننا، وعرفوا ذلك، وعندهم بعض النقص، والجهل كما سبق وفيهم جهال يريدون الخير فإذا صحبهم أهل العلم والبصيرة وأهل العقائد الطيبة نبهوهم على بعض الأغلاط وساعدوهم على الخير، وصارت الدعوة أكثر نفعاً وأكمل بلاغـاً، أما ما صدر من اللجنة الدائمة لدينا في الرئاسة منذ سنين فقد خفي عليهم بعض أمورهم فصدر في الفتوى شيء غير مناسب، وليس العمل عليها بل العمل على ما ذكرنا آنفاً، وإن الواجب على أهل العلم هو التعاون معهم على البر والتقوى وإصلاح ما قد يغلطون فيه، وهكذا غيرهم مثل جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية في الباكستان والهند وغيرهما، كلهم عنده نقص، والواجب التعاون على البر والتقوى والتعاون على ما ينفع المسلمين، والنقص يجب على أهل العلم أن يتعاونوا على إزالته والتنبيه عليه حتى تكون الدعوة من الإخوان جميعاً متقاربة ومتعاونة ومتساندة، حتى ينفع الله بهم الجميع، فإذا اضطربت واختلفت أوجبت التنفير والشكوك والبلبلة فالواجب على كل من لديه علم وغيرة إسلامية من أهل العلم أن يساعد في الخير وأن ينبه على الخطأ من جماعة التبليغ ومن غير جماعة التبليغ، هذا هو الذي نعتقده في هذا كله في جميع الجماعات، ما كان عندها من خطأ نبهت عليـه وبين لها خطؤها، وما كان من صواب شكرت عليه، وشجعت على التزامه ونشره بين الناس حتى تستقيم الدعوة إلى الله من جميع الجماعات الإسلامية، ونسأل الله التوفيق وصلاح النية والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه" (فتوى بتاريخ 15/4/1407هـ)
ثانياً: موقف الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله من جماعات الدعوة: قال :
1) "هؤلاء جمعيات أعتقد أن وجودهم ضروري لأن جماعة واحدة منهم لا تستطيع أن تقوم بكل واجب يفرضه الإسلام على الجماعة الإسلامية وإنما هذه الجماعات يجب أن تقوم كل منها بواجـبها " ولكن بشرط واحد وهو أن يكونوا جميعاً في دائرة واحدة متفقون على الأسس وعلى القواعد التي ينبغي أن ينطلقوا منها ليتفاهموا ويتقاربوا "
ويقول رحمه الله -: "أنا على يقين لا السلفيون وحدهم يستطيعون ولا الإخـوان المسلمين وحدهم يستطيعون ولا.. ولا.. عد ما شئت من جماعات وأحزاب ولكن هذه الجماعات إذا توحدت في دائرة واحدة وتعاونوا كل منهم في حدود اختصاصه فحينئذ أو فيومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وعلى ذلك نحن ماضون لا نعادي طائفة أو جماعة من الجماعات الإسلامية إطلاقاً لأن كل جماعة كما صرحت آنفاً تكمل النقص الذي يوجد عند الجماعة الأخرى هكذا اعتقد أن تكون علاقة الجماعات الإسلامية بعضها مع بعض والذي نراه مع الأسف خلاف هذا الواجب الذي ينبغي أن تجتمع الجماعات عليه"
3) ويقول أيضاً: "الآن الحرب بين الإسلام وبين العلمانية ففي هذا الوضع ينبغي للرجل المسلم الغيور على الإسلام أن يتأنى في سبيل بيان موقفه من بعض الجماعات الإسلامية التي عندها انحراف قليل أو كثير عن الإسلام ما ينبغي الدخول في هذه التفاصيل ما دام هذه الجماعات الإسلامية كلها ضد الهجمة الشرسة العلمانية بأن يقول هؤلاء من الإسلاميين على الحق وهؤلاء منحرفين قليلاً عن الحق وهؤلاء منحرفين كثيراً عن الحق.. وهذا ليس الآن مجاله بارك الله فيك..
الآن جبهتان إسلامية فيها (كذا) وفيها (كذا) وفيها (كذا) وجبهة أخرى ما فيها (كذا) و (كذا) كلهم جبهة الكفر والضلال كلهم يجتمعون على المحاربة للإسلام"
ومن ثم.. نقول يجب أن يسعى كل العاملين للإسلام إلى أن يكونوا إخوة متحابين متناصرين، وأن يكونوا صفاً واحداً في وجه المجرمين من الملحدين وعليهم أن يعملوا للوحدة والتآلف والتآزر من الآن بوحي من إيمانهم وعقيدتهم، وأن هذا هو فرض الله عليهم وأمره لهم كما قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} وقوله: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} وقوله: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص} والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً.
كما أن التقارب والتنسيق بين الجماعات الإسلامية، وفتح مجالات الحوار واللقاء، وإذكاء التنافس في الخير، والتسابق إلى الإحسان سيسرع بنشر الوعي الديني وتحويل مجتمعاتنا إلى مجتمعات إسلامية..وبعد
** إخوتاه..
أدعوكم إلي نشر هذه الرسالة وإهدائها إلي إخواننا وأحبابنا لعل وعسي تهدي من ضل طريقه في جماعات وفرق ضالة لا تهتدي بهدي الله وسنة رسوله صلي الله تعالي عليه وسلم وتدعوا إلي العنف وسفك دماء الأبرياء والتمرد علي الحكام وذلك من باب النصيحة لله تعالي وتذكروا إن الدال علي الخير له اجر فاعله والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.