تحميل ملف الكتاب (انقر الرابط بالزر الأيمن للفأرة واختر "حفظ الهدف باسم" أو "Save Target As")
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:فقد رأيتُ رسالة للشيخ عبدالفتاح أبي غدة، سماها
«مسألة خلق القرآن وأثرها في صفوف الرواة والمحدثين وكتب الجرح والتعديل».وفي هذه الرسالة أقوالٌ غير مقبولة، بل فيها أقوالٌ من أقوال الجهمية.
ولما كانت هذه الأقوال قد تخفى على بعض طلبة العلم، رأيتُ أنه يتأكد
التنبيه عليها؛ لئلا يغتر بها بعضهم، والله المسئول أن يعصمني من الزلل
وأن يوفقني وإخواني المسلمين لما يحبه ويرضاه من الأقوال والأعمال. إنه
ولي ذلك والقادر عليه.
فمن ذلكأنه ذكر القول بخلق القرآن ثم قال في صفحة 6 (وقد ظهرت هذه الفتنة بعض
الظهور في زمن الإمام أبي حنيفة فقال فيها قولاً فصلاً ورد على ناشريها
فأسكتهم إلى حين.
وأقول:لا يخفى على من له فضل اطلاع ما في هذا الكلام من المبالغة في المدح بما
لا حقيقة له. وقد رأيت عدداً من الكتب التي ذكر فيها الرد على الجهمية وما
رأيت أحداً من أهل السنة ذكر عن أبي حنيفة أنه رد على الجهمية بشيء فضلاً
عن أن يكون قال قولاً فصلاً أسكت به الجهمية الذين نشروا فتنة القول بخلق
القرآن. فأما ما ذكره الكوثري عن أبي حنيفة فسيأتي الكلام عليه إن شاء
الله تعالى.