هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الموقع الشخصي للكاتب المصري سيد مبارك ( بث مباشر للقنوات الإسلامية - مواقع إسلامية - مكتبة إسلامية شاملة - برامج أسلامية - القرأن الكريم وعلومه)
مؤلفات الشيخ سيد مبارك أطلبها من المكتبة المحمودية بالأزهر الشريف- مكتبة أولاد الشيخ بفيصل- مؤسسة قرطبة بالهرم...مؤلفات الشيخ سيد مبارك أطلبها من المكتبة المحمودية بالأزهر الشريف- مكتبة أولاد الشيخ بفيصل- مؤسسة قرطبة بالهرم
تعدد الزوجات محمدة للإسلام لا العكس د. أماني عبد القادر
كاتب الموضوع
رسالة
الشيخ سيد Ù…Ø¨Ø§Ø صاحب الموقع
عدد الرسائل : 2210 العمر : 63 العمل/الترفيه : كاتب اسلامى تاريخ التسجيل : 07/12/2008
موضوع: تعدد الزوجات محمدة للإسلام لا العكس د. أماني عبد القادر يونيو 16th 2012, 7:44 am
تعدد الزوجات محمدة للإسلام لا العكس
لا يتوقف أعداء الإسلام عن الهجوم عليه والتشكيك في شريعته وعقيدته وكل ما يتصل به، وتزداد حربهم وكراهيتهم له حينما يرونه يكسب أرضًا جديدة كل يوم، حتى صار هو الدين الأكثر نموًا في الغرب نفسه.
ولذلك لا يتوقف المستشرقون والكنائس وجيوشها من المنصرين ومعهم وسائل الإعلام الغربية بإمكاناتها الكبيرة، مضافًا إليهم وسائل الإعلام العربية المهزومة، لا يتوقفون عن الهجوم على تعدد الزوجات واعتباره شهوانية وبهيمية وعمل غير أخلاقي ينطوي على امتهان للمرأة وكرامتها والحط من شأنها، والنظر إليها كوسيلة لإمتاع الرجل وإشباع رغباته.
والقوم في هجومهم الرخيص لا يستندون إلى أي أساس علمي، ولا يرجعون إلى تاريخ، فكل ما يريدونه هو التشويه وإثارة الشبهات. ونسوا أن تعدد الزوجات ـ ظل وبدون حد الأربعة ـ مسموحًا به حتى العصور الوسطى حيث أصدر الحبر اليهودي (غرشوم الأشكنازي) (960-1040م) التحريم في بداية القرن الحادي عشر، وجاء التحريم في سياق الإصلاحات التي قام بها غرشوم في القوانين اليهودية، والتي اتفقت عليها أكثرية المجتمعات اليهودية، وحسب تعليمات غرشوم يمكن للرجل التزوج من امرأة أخرى إذا اقتنع مائة من الحاخامات بأن الظروف تلزمه بذلك.
الأصل إذن، في الإسلام ليس زواج اثنتين وثلاث وأربع، ولكن الأصل هو واحدة. قال الإمام القرطبيُّ في معنى (ألا تعولوا): "ذلك أقرب إلى ألا تميلوا عن الحقِّ وتجوروا".
فالتعدُّد ليس واجبًا ولا مندوبًا، أي ليس مدعوًّا إليه ومحبَّبًا فيه، بل هو ممَّا أباحه الإسلام، فأباح الله ـ سبحانه وتعالى ـ للإنسان تعدُّد الزوجات وقصره على أربع؛ فللرجل أن يجمع في عصمته في وقتٍ واحدٍ أكثر من واحدة، بشرط أن يكون قادرًا على العدل بينهنَّ في النفقة والمبيت وبقيَّة حقوقهنَّ عليه، فإذا خاف الجُور وعدم الوفاء بما عليه من تبعات، حَرُم عليه أن يتزوَّج بأكثر من واحدة، بل إذا خاف الجور بعجزه عن القيام بحقِّ المرأة الواحدة حَرُم عليه أن يتزوَّج أصلاً حتى تتحقَّق له القدرة على الزواج.
ومع أنَّ الإسلام قيَّد التعدُّد بالقدرة على العدل وقصره على أربع، فقد جعل من حقِّ المرأة أو وليِّها أن يشترط ألا يتزوَّج الرجل عليها، فلو شرطت المرأة ذلك صحَّ الشرط ولزم، وكان لها حقُّ فسخ الزواج إذا لم يفِ لها بالشرط، ولا يسقط حقُّها في الفسخ إلا إذا أسقطته ورضيت بمخالفته، على تفصيلٍ كبيرٍ في كتب الفقهاء. فأمر التعدُّد من باب الضرورات، أي الاستثناء وليس القاعدة، وهو يرجع إلى الضرورات الاجتماعيَّة والاحتياج والاتِّفاق والتراضي.
أما في الديانة المسيحية الحديثة، فلا يسمح للرجل بأن يتزوج أكثر من امرأة واحدة تكون هي حظه من هذه الدنيا، وقد يفاجأ الزوج بأن زوجته عقيمًا لا تلد وهو يتوق إلى الأولاد، أو أنها قد تمرض مع الزمن مرضًا منفرًاَ يصعب معه تحقيق مقصود الزواج فيكون من الأفضل للرجل والإكرام للمرأة بأن يتزوج الرجل مرة أخرى بدل أن يطلق الأولى طلبًا للثانية، وقد تكون امرأة نكدية كثيرة المشاكل تعانده ولا تطيعه وتتكبر عليه أو تخونه فتحيل حياته إلى هم ونكد دائم لا ينتهي، فهل من العدل إجباره على الحياة معها؟. وقد يكون الزوج صاحب قدرة جسدية عالية وزوجته لا تهتم بهذا الجانب، فهل من العدل إعناته لجره إلى قضاء وطره خارج بيت الزوجية وفي الحرام؟
والرسول - صلى الله عليه وآله - دعا إلى نظام تعدّد الزوجات، في زمن كان فيه المجتمع الجاهلي ينظر إلى المرأة نظرة احتقار، بحيث كان من العار أن يولد للرجل بنت، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في آياته، حيث كانوا يدفنونهن أحياءً؛ للتخلّص من العار.
في ظل هذا المجتمع استطاع النبي - صلى الله عليه وآله- أن يدعو إلى تعدّد الزوجات، لكفالة الأرامل واليتامى، وأصبح قانونًا وقف بوجه الفساد الأخلاقي في العصر الجاهلي، وصان الأسرة من التفكّك، ما ساعد على إشاعة أجواء الاحترام، والشعور بالسعادة بشكل لا نظير له في باقي أنحاء العالم.
استطاع الإسلام أن يصون المرأة ويحفظها من الوقوع في الزنا، وذلك من خلال النظام الأخلاقي الذي شرّعه لعلاقة الرجل بالمرأة، بينما نجد العكس في الدول الأخرى غير الإسلامية، حيث تعتبر النساء الزانيات طبقة معترف بها من طبقات المجتمع، لها حقوقها واحترامها.
وشرّع الإسلام نظام تعدّد الزوجات، لحل المشكلات الاجتماعية، والقضاء على الأمراض المترتبة على الزنا، ودعوة الإنسان لإشباع رغباته الجنسية، بشكل يتناسب مع المكانة السامية التي أرادها الله له.
إن الواقع يقول: إنه في آخر الإحصاءات الرسمية لتعداد السكان بالولايات المتحدة الأمريكية تبين أن عدد الإناث يزيد على عدد الرجال بأكثر من ثمانية ملايين امرأة، وفى بريطانيا تبلغ الزيادة خمسة ملايين امرأة، وفى ألمانيا نسبة النساء إلى الرجال هي 3 : 1، ومن بين كل عشر فتيات مصريات في سن الزواج تتزوج واحدة فقط !! والزوج دائمًا يكون قد تخطى سن الخامسة والثلاثين وأشرف على الأربعين ، حيث ينتظر الخريج ما بين 10 إلى 12 سنة ليحصل على وظيفة ثم يدخر المهر ثم يبحث عن نصفه الآخر !!
وتقول إحصائية رسمية أمريكية: إنه يولد سنويًا في مدينة نيويورك طفل غير شرعي من كل ستة أطفال يولدون هناك، ولا شك أن العدد على مستوى الولايات المتحدة يبلغ الملايين من مواليد السفاح سنويًا.
وفى كل من العراق وإيران، اختل التوازن العددي بين الرجال والنساء بصورة مفزعة بسبب الحرب الضارية التي استمرت بين البلدين ثماني سنوات، فالنسبة تتراوح بين 1 إلى 5 في بعض المناطق (رجل لكل خمسة نساء) و 1 إلى 7 في مناطق أخرى.
والأمر شديد الغرابة والخطورة في جمهورية البوسنة والهرسك التي فرضت عليها حرب عنصرية قذرة، طحنت البلاد أربع سنوات كاملة (من عام 1992 حتى عام 1996)، فالنسبة في معظم أنحاء البوسنة والهرسك هي رجل لكل 27 امرأة.
ولنا أن نتخيل حجم المأساة الاجتماعية التي يعيشها حاليًا هذا البلد المسلم الذي فرضت عليه الشيوعية عشرات السنين، ثم تحرر من الشيوعية المجرمة ليقع بين أنياب صليبية أشد فتكًا وإجرامًا، فماذا تفعل الفتيات المسلمات اللائي لا يجدن أزواجًا من المسلمين؟ وهل نتركهن ليتزوجن من شباب الصرب الأرثوذكس أو الكروات الكاثوليك، لأن بعض المتنطعين و المتنطعات يأبون تعدد الزوجات؟!!
إن عدد عوانس الكويت حوالي 40 ألف فتاة، وهو عدد ليس بالقليل بالمقارنة بتعداد الشعب الكويتي ككل، وهو نصف مليون نسمة (أي أن نسبة العوانس في الكويت تبلغ 16 % من عدد النساء في الكويت، الذي يزيد على الربع مليون نسمة).
ولذلك انتشرت ظاهرة إرسال مئات الخطابات من فتيات إلى زوجات كويتيات تطالب كل فتاة في رسالتها المرأة المتزوجة بقبول مشاركة امرأة أخرى لها في زوجها لحل مشكلة العنوسة في المجتمع الكويتي والخليجي بصفة عامة.
إن هناك ما يقرب من عشرة ملايين سيدة وآنسة بمصر يعشن بمفردهن، وهن إما مطلقات أو أرامل لم ينجبن أو أنجبن، ثم كبر الأبناء وتزوجوا أو هاجروا، أو فتيات لم يتزوجن مطلقًا.
فهل يستطيع أحد أن يتخيل حجم المأساة التي يواجهها عالم هؤلاء النساء الوحيدات؟ إن نساء هذا العالم لا يستطعن إقامة علاقات متوازنة مع الآخرين، بل يعشن في حالة من التوتر والقلق والرغبة في الانزواء بعيدًا عن مصادر العيون و الألسنة والاتهامات المسبقة بمحاولات خطف الأزواج من الصديقات أو القريبات أو الجارات، وهذا كله يقود إلى الاكتئاب، ورفض الحياة، وعدم القدرة على التكيف مع نسيج المجتمع.
إن هؤلاء النساء الوحيدات يواجهن خطر الأمراض النفسية مثل: التوتر والاكتئاب والفصام .. إلخ، والعضوية مثل: الصداع النصفي وارتفاع ضغط الدم والتهابات المفاصل وقرحة المعدة والاثنى عشر والقولون العصبي واضطرابات الدورة الشهرية وسقوط الشعر.
موقع لواء الشريعة
تعدد الزوجات محمدة للإسلام لا العكس د. أماني عبد القادر