الحافظ الكبير ابن كثير

الحافظ الكبير ابن كثير

اسمه و نسبته و مكانته العلمية :
هو عماد الدين إسماعيل بن عمر ، يُكنى أبا الفداء و يعرف بابن كثير ، كان
قيسيّ الأصل ، و لد في عام 701 هـ بقرية ( مجيدل ) في نواحي بصرى الشام حيث
كان والده خطيباً و انتقل إلى دمشق عام 706 هـ مع والده ، و قرأ الفقه على
الشيخ برهان الدين الفزاري و غيره من الفقهاء و سمع الحديث و رواه عن ابن
السويدي و القاسم ابن عساكر و غيرهما من شيوخ الحديث و هو من أخص تلاميذ
العلامة المزي و كان صهره أيضاً و أكثر الرواية عنه ، اشتغل بالفتاوى و
التدريس و المناظرة و برع في الفقه و التفسير و النحو ، توسع في فقه الرجال
، و علل الحديث ، و اشتهر فيها بدقة نظره ، و سعة إطلاعه ، درسَ في مدرسة (
أم الصالح ) كما درس في المدرسة التكنزية بعد وفاة العلامة الذهبي و كان
الذهبي يعترف بفضله و علمه يقول : " هو فقيه متقنٌ ، و محدّثٌ محققٌ و
مفسرٌ نقاد ٌ ، و له تصانيف مفيدة " أما الحافظ ابن حجر العسقلاني فكان
معجباً به يقول : " كان كثير الاستحضار ، و سارت تصانيفه في البلاد في
حياته ، و انتفع بها الناس بعد وفاته . " و بالرغم من أنّه شافعي المذهب
كان شديد الإعجاب بشيخ الإسلام ابن تيمية و معترفاً بإمامته و عظمته ، و قد
تلمذَ على يديه ، يقول عنه ابن حجر : " أخذَ العلم عن ابن تيمية فَفُتن
بحبه ، و أمتُحنَ بسببه " و قد اهتم بذكر سيرته بغاية من التفصيل و الشغف و
دافع عنه دفاعاً كاملاً في كتابه البداية و النهاية .

من مؤلفاته :
1 ـ كتابه الرائع البداية و النهاية : كتاب في التاريخ الإسلامي و يشتمل
على تاريخ ما قبل الإسلام من الأنبياء و الأمم و سيرة الرسول صلى الله عليه
و سلم و معجزاته و تاريخ المسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم و
حوداثه مرتبة حسب السنين و نهايته إلى سنة 767 هـ .
2 ـ تفسير القرآن العظيم : قال عنه الإمام الشوكاني : " و له تصانيف مفيدة
منها التفسير المشهور و هو في مجلدات و قد جمع فأوعى ، و نقل المذاهب و
الأخبار و الآثار و تكلم بأحسن كلام و أنفسه ، و هو من أحسن التفاسير إن لم
يكن أحسنها " .
3 ـ طبقات الشافعية .
4 ـ الكواكب الدري في التاريخ : و هو كتاب في التراجم انتخبه من البداية و النهاية .
5 ـ الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم : يحتوي على جزأين : الأول
في سيرة النبي صلى الله عليه و سلم و غزواته . و الثاني في أحواله و أعلام
نبوته و خصائصه صلى الله عليه و سلم .
6 ـ جامع المسانيد و السنن : قال عنه الإمام الشوكاني : " جمع فيه بين مسند
الإمام أحمد و البزار و أبي يعلى و ابن أبي شيبة إلى الكتب الستة .
7 ـ التكميل في معرفة الثقات و الضعفاء و المجاهيل .
8 ـ كتاب في السماع : و هو كتاب في بيان حكم الغناء في الإسلام .
9 ـ شرح قطعة من أول البخاري .
10 ـ أحكام التنبيه . و غيرها الكثير .

بعض ما قال عنه العلماء :
الذهبي : " و سمعت مع الفقيه المفتي المحدث ذي الفضائل عماد الدين إسماعيل
بن عمر بن كثير البصروي الشافعي ولد بعد السبعمائة أو فيها و سمع من ابن
الشحنة و ابن الزراد و طائفة و له عناية بالرجال و المتون و التفقه ، خرّج و
ألف و ناظر و صنف و فسر و تقدم " .
و قال تلميذه أبو المحاسن الحسيني في ذيل تذكرة الحفاظ : " أفتى و درّس و
ناظر و برع في الفقه و التفسير و النحو و أمعن النظر في الرجال و العلل . "

و قال ابن حجر في إنباء الغمر بأنباء العمر : " و كان كثير الاستحضار ،
قليل النسيان ، جيد الفهم ، و كان يشارك في العربية و يستحضر التنبيه و
يكرر عليه إلى آخر وقت و ينظم نظماً وسطاً : و هو القائل :
تمر بنا الأيام تترى و إنما نساق إلى الآجال و العين تنظر .
فلا عائد ذاك الشاب الذي مضى و لا زائل هذا المشيب المكدر.