هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الموقع الشخصي للكاتب المصري سيد مبارك ( بث مباشر للقنوات الإسلامية - مواقع إسلامية - مكتبة إسلامية شاملة - برامج أسلامية - القرأن الكريم وعلومه)
مؤلفات الشيخ سيد مبارك أطلبها من المكتبة المحمودية بالأزهر الشريف- مكتبة أولاد الشيخ بفيصل- مؤسسة قرطبة بالهرم...مؤلفات الشيخ سيد مبارك أطلبها من المكتبة المحمودية بالأزهر الشريف- مكتبة أولاد الشيخ بفيصل- مؤسسة قرطبة بالهرم
عدد الرسائل : 2210 العمر : 63 العمل/الترفيه : كاتب اسلامى تاريخ التسجيل : 07/12/2008
موضوع: النظارة الطبية...بداياتها مايو 11th 2012, 4:42 pm
النظارة الطبية...بداياتها بشكل عام، وبدءاً من سن الخامسة والأربعين، تبدأ عدسة العين بفقد قدرتها تدريجياً على الانقباض والانبساط، فتبدأ متاعب النظر.
المعمّرون من الكتّاب والشعراء والفلاسفة القدماء عبّروا بمرارة عن هذه المشكلة التي اضطرتهم إلى الاستعانة بالخدم كي يقرؤوا على مسامعهم ما يريدون قراءته، إلى أن ظهر ابن الهيثم.
كان العالم العربي أبو علي ابن الحسن بن الهيثم (996 - 1038م) أول من بدأ بدراسة النظر والضوء وقوانين انعكاساته على المرايا ومن خلال الزجاج، مستنتجاً أول مجموعة من الحقائق العلمية في هذا المجال، ومنها دور شريحة من كرة زجاجية في تكبير صورة شيء صغير موضوع خلفها. وشجعته ملاحظته العلمية هذه على تصنيع أول مكبّر مساعد للرؤية.
في العام 1240م، ترجم أحد الأوروبيين ويدعى إيزام غوليك فيتاللو مؤلفات ابن الهيثم من العربية إلى اللاتينية، ليسهم بنشر ملاحظات العالم العربي وقوانينه العلمية على أوسع نطاق، فتلقف الأوروبيون أفكاره ومبتكراته بسرعة.
في البدء تم استعمال بعض الحجارة الكريمة الشفافة مثل الكوارتز والبيريل، فكان يتم صقل إحدى جهتي الحجر بشكل مسطح تماماً، والجهة الثانية على شكل قبة صغيرة ويوضع الحجر من جهته المسطحة فوق الكتاب فتبدو الحروف من قبته أكبر وتسهل قراءتها.
ومن ثم ظهر تأطير هذه الحجارة الكريمة بإطارات من خشب أو من عظم حيواني، وزوّد الإطار بمقبض. وبسرعة، ونتيجة التجارب العديدة، راحت هذه العدسات ترق أكثر فأكثر، وظهرت منها أنواع محدبة من الجهتين.
في بداية القرن الرابع عشر الميلادي، روّج أحد الإيطاليين ويدعى أليساندرو دي سبينا لابتكار جديد يجمع عدستين من خلال قوس يربط إطارين ببعضهما، ويمكن الإمساك بهما أمام العينين، أو وضعهما بشكل مستقر فوق الأنف.
وعلى الرغم من أن النظارة بقيت على هذا الشكل نحو أربعة قرون قبل ابتكار الشكل الذي يجمعها إلى خلف الأذنين لمنعها من السقوط، فقد أدت دوراً بالغ الأهمية خلال عصر النهضة الأوروبية وما تلاها، لأنها، وبكل بساطة، أطالت عمر العطاء الثقافي والأدبي والفكري الذي كان يتعثر أو يتوقف قبل اختراعها عند الخمسينيات من العمر، وصار بعدها يمتد حتى المراحل المتأخرة من الشيخوخة. ــــــــــــــــــ منقول