موقع الكاتب المصري سيد مبارك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الموقع الشخصي للكاتب المصري سيد مبارك ( بث مباشر للقنوات الإسلامية - مواقع إسلامية - مكتبة إسلامية شاملة - برامج أسلامية - القرأن الكريم وعلومه)
 
الكاتب والداعيةالرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل
ouuouo10.jpgouuou_10.jpgououoo10.jpgoouo_o10.jpgouuuus10.jpguoou_u10.jpguusu_o10.jpguo_ooo10.jpguooooo10.jpguu_uou10.jpg
مؤلفات الشيخ سيد مبارك أطلبها من المكتبة المحمودية بالأزهر الشريف- مكتبة أولاد الشيخ بفيصل- مؤسسة قرطبة بالهرم...مؤلفات الشيخ سيد مبارك أطلبها من المكتبة المحمودية بالأزهر الشريف- مكتبة أولاد الشيخ بفيصل- مؤسسة قرطبة بالهرم


 

 مكانة الحديث والسنة في الشريعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ سيد مباØ
صاحب الموقع
صاحب الموقع
الشيخ سيد مباØ


عدد الرسائل : 2210
العمر : 63
العمل/الترفيه : كاتب اسلامى
تاريخ التسجيل : 07/12/2008

مكانة الحديث والسنة في الشريعة Empty
مُساهمةموضوع: مكانة الحديث والسنة في الشريعة   مكانة الحديث والسنة في الشريعة Emptyمايو 6th 2012, 6:31 am

مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20081121002161_m


تعريف الحديث


يطلق على الحديث عدة اصطلاحات، فمنها السنّة، والخبر، والأثر. فالحديث
من حيث اللغة هو الجديد من الأشياء، والحديث: الخبر، يأتي على القليل
والكثير، والجمع أحاديث،[9] فالحديث هو الكلام الذي يتحدث به، وينقل بالصوت والكتابة. والخبر: هو النبأ، وجمعه أخبار.[10] وهو العلم،[11] والأثر هو بقية الشيء، وهو الخبر، والجمع آثار.[9] ويقال: أثرت الحديث أثرا أي نقلته.[12] ومن هنا فإن الحديث يترادف معناه مع الخبر والأثر من حيث اللغة.

أما اصطلاحا، فإن الحديث هو ما ينسب إلى رسول الله محمد ‪ﷺ من قول أو فعل أو تقرير أو وصف.[13] والخبر والأثر لفظان آخران يستعملان بمعنى الحديث تماما، وهذا هو الذي عليه اصطلاح جمهور العلماء.[14]

ولكن بعض العلماء يفرقون بين الحديث والأثر، فيقولون: الحديث والخبر هو ما يروى عن النبي، والأثر هو ما يروى عن الصحابة والتابعين وأتباعهم.[15][16]

وقيل: الحديث ما جاء عن النبي والخبر ما جاء عن غيره.[17]

وقيل: بينهما عموم وخصوص مطلق، فكل حديث خبر وليس كل خبر حديثا.[18]

الحديث والسنة


السنة في اللغة هي السيرة، والطريق القويم،[9] وقد وردت في القرآن الكريم بمعنى الطريقة المتبعة: مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-Ra_bracket سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-77 مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-La_bracket - سورة الإسراء ومكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-Ra_bracket قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-38 مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-La_bracket - سورة الأنفال. وكلمة السنة إذا أطلقت فهي تنصرف إلى الطريقة المحمودة، وقد تستعمل في الطريقة المذمومة ولكنها تكون مقيّدة، كقول النبي:



««من
سن في الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها. ولا
ينقص من أجورهم شيء. ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه
مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء» [19]»
فالسنة هنا ضد البدعة،[20] والبدعة هي طريقة في الدّين مخترعة، تضاهي الشريعة،[21] وهي ما أحدث مما ليس له أصل في الشريعة يدل عليه.[22] قال أبو منصور الهروي الأزهري:



«السنة: الطريقة المحمودة المستقيمة[23]»
وقال الشاطبي:



«ويطلق
ـ أي: لفظ السنة ـ في مقابلة البدعة؛ فيقال: فلان على سنة إذا عمل على وفق
ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم، كان ذلك مما نص عليه في الكتاب أو لا،
ويقال: فلان على بدعة إذا عمل على خلاف ذلك" [24]»
وقال ابن رجب الحنبلي:



«السنة
هي الطريق المسلوك؛ فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه
وسلم وخلفاؤه الراشدون، من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السنة
الكاملة " [22]»
ومن ذلك قول النبي:



«عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي، عضوا عليها بالنواجذ[25]»
وقال:



«فمن رغب عن سنتي فليس مني[26]»
ففيما يتعلق بمصطلحي الحديث والسنة، فإنهما يجتمعان في مواضع، ويفترقان
في مواضع أخرى، فإن ما يروى عن النبي من قول أو فعل أو تقرير يطلق عليه
"حديث" كما يسمى أيضا "سنة"، يقول الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع:



«السنة
في المعنى الأُصوليِّ مساويةٌ للحديث بالتعريف المتقدّم عن أهل الحديث،
دون قيد (أو صفة)، واستثناء الصفة النبوية من جملة السنن إنما وقع من أجل
أن محل الكلام في السنة هو اعتبار كونها من مصادر التشريع، وهذا لا
يَنْدرجُ تحته الأوصاف الذَّاتية، وإنما يستفاد من الأقوال والأفعال
والتقريرات النبوية".[27]»
وكذلك فإن كتب الحديث تسمى أيضا بكتب السنة، كما أن أهل الحديث
هم أيضا من أهل السنة. فإذا اطلق لفظ السنة في الشرع فإنما يراد بها ما
أمر به النبي ونهى عنه وندب إليه قولا وفعلا، ولهذا يقال في أدلة الشرع:
الكتاب والسنة، أي: القرآن والحديث.[28]
أما بالنسبة لمواضع الافتراق، فإنه يطلق على هدي النبي المجمل الثابت في
جميع شؤونه "السنة"، أي طريقته ومنهجه وصراطه، ولا يطلق العلماء غالبا ههنا
مصطلح "الحديث"، يقول العلامة سيد سليمان الندوي الهندي:



«الحديث
كل واقعة نُسبت إلى النبي عليه السلام ولو كان فعلها مرة واحدة في حياته
الشريفة، ولو رواها عنه شخص واحد، وأما السنة فهي في الحقيقة اسم للعمل
المتواتر - أعني كيفية عمل الرسول عليه السلام - المنقولة إلينا بالعمل
المتواتر، بأن عمله النبي عليه السلام ثم من بعده الصحابة، ومن بعدهم
التابعون وهلمَّ جرا، ولا يُشترط تواترها بالرواية اللفظية، فطريقة العمل
المتواترة هي المسماة بالسنة، وهي المقرونة بالكتاب في قوله عليه السلام :
(تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله تعالى وسنة رسوله)
وهي التي لا يجوز لأحد من المسلمين كائنًا من كان تركها أو مخالفتها وإلا
فلا حظ له في الإسلام" [29]»
وقد اختلف معنى السنة في اصطلاح المشرّعين حسب اختلاف اختصاصاتهم، فهي عند الأصوليين والفقهاء غيرها عند المحدثين. فعند الأصوليين والفقهاء، فتستعمل للدلالة على:


  • فيما ثبت عن النبي من غير وجوب، وهي حكم من الأحكام الخمسة: (الواجب، الحرام، السنة، المكروه، المباح) مثال: صلاة ركعتين بعد المغرب. فاستعمال الفقهاء مصطلح "سنة" في بيان حكم استحباب فعل معين، ولا يستعملون مصطلح "حديث".
  • وتستعمل في مقابل كلمة البدعة. كقولهم: طلاق السنة كذا، وطلاق البدعة كذا.[14] قال النبي:


    «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد [30]»

إذن، فعلماء الفقه في استعمالهم للحديث ولمصطلح السنة، فإنما بحثوا عن حكم الشرع في أفعال العباد، مستدلين بما ورد عن النبي من سنة (قول أو فعل أو تقرير).[31]
كما يسمي العلماء الالتزام بالقدر الوارد في الشريعة وعدم الزيادة
والابتداع في الدين بـ "السنة"، ولا يسمون ذلك بـ "الحديث". ومنه مقولة عبد الرحمن بن مهدي المشهورة:



«سفيان الثوري إمام في الحديث، وليس بإمام في السنة، والأوزاعي إمام في السنة، وليس بإمام في الحديث، ومالك بن أنس إمام فيهما جميعا[32]»
وحين يتكلم العلماء على الروايات تصحيحا أو تضعيفا إنما يستعملون مصطلح
"الحديث"، ولا يستعملون مصطلح "السنة"، فيقولون: هذا حديث ضعيف، ولا
يقولون: هذه سنة ضعيفة.[33]
أما عند المحدّثين، فالسنة مرادفة للحديث، وهي كل ما أثر عن النبي من
أخبار وأقوال وخلق وشمائل وأفعال سواء أثبت المنقول حكما شرعيا أم لا.[28]
والصلة بين المعنيين (اللغوي والاصطلاحي) عندهم واضحة، لأن قول النبي
وفعله وتقريره طريقة متبعة عند المسلمين لا يجوز الحياد عنها، ودليله ما
جاء في القرآن: مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-Ra_bracket وَمَا
كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-36 مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-La_bracket - سورة الأحزاب. وهنالك بعض الأحاديث التي تدل على أن هذا المعنى الاصطلاحي قد استعمل من قبل النبي. فمن هذه الأحاديث قوله:



«تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي [34]»
أقسام السنة


وتنقسم السنة إلى:

1- قولية: وهي كل ما ورد من أقوال النبي من لفظه، في مختلف الأغراض والمناسبات [28] فكل قول صحت نسبته إلى النبي وجب اتباعه فيه بحسب صيغته وما يقتضيه من وجوب ونحوه. ومثال عليها قوله:



«إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل إمرىء ما نوى[35]»
أو قوله في ماء البحر:



«هو الطهور ماؤه الحل ميتته [36]»
والأصل في حكم السنة القولية هو الوجوب. لأن الأصل في الأوامر هو
الوجوب، والأصل في النواهي هو التحريم، ما لم يرد ما يدل على خلاف ذلك،
وهذا هو المعتمد عند أهل العلم.[37]

2- فعلية: وهي ما صدر عن النبي من أفعال [38] في كل أحواله، والتي نقلها لنا الصحابة،
مثل: كيفية أداء الصلاة، وكيفية وضوءه، وأدائه لمناسك الحج، وما إلى ذلك.
وهي عادة أقل في قوة التشريع من السنة القولية، فليس كل أفعال النبي سنة
يجب اتباعها، إلا فيما تعلق بالأفعال المتعلقة بالتشريع. ولهذا انقسمت
أفعاله إلى ثلاثة أقسام:[39]

أ- ما صدر عنه من أفعال خاصة به:[40]
وهذه ليس لغيره من الأمة اتباعها، وذلك كوصاله الصيام في شهر رمضان، فقد
كان النبي يصوم اليومين وأكثر من غير أن يأكل بينهما، وهو في نفس الوقت
ينهى أصحابه عن ذلك لاختلاف حاله غيره من الأمة [41]، وكتزوجه بأكثر من أربع نساء، وكتهجده بالليل، حيث كان التهجد بالنسبة إليه يعد واجبا،[42] كما يدل على ذلك القرآن: مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-Ra_bracket يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-1 قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-2 نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-3 أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-4 إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-5 مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-La_bracket - سورة المزمل.ب- ما صدر عن النبي بحكم بشريته كالأكل والشرب والنوم، وما إلى ذلك،
فهذا النوع من الأفعال، وإن كان لا يعد تشريعًا ولا يجب التأسي به، إلا أنه
وُجدَ من الصحابة مَنْ كان يقتفي أثره في ذلك محبة فيه، وحرصًا على
اتباعه، كعبد الله بن عمر.[39]ج- ما صدر عنه وقصد به التشريع والاتباع، وهو نوعان:

  • أفعال وردت بيانًا لمجمل ما جاء في القرآن، فمثلا: فما صدر عنه من أفعال خاصة بالصلاة كانت بيانًا لقول الله في القرآن: مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-Ra_bracket إِنَّ
    رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ
    وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ
    يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ
    عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ
    سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ
    يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ
    اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا
    الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا
    لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا
    وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ
    رَحِيمٌ مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-20 مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-La_bracket - سورة المزمل. قال النبي:


    «صلوا كما رأيتموني أصلي[43]»


وما صدر عنه من أفعال خاصة بمناسك الحج كانت بيانًا لقول الله في القرآن: مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-Ra_bracket فِيهِ
آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا
وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ
سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-97 مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-La_bracket - سورة آل عمران. وما إلى ذلك من الأفعال التي تحمل الصبغة التشريعية.

  • أفعال فعلها النبي ابتداءً، فعلى الأمة متابعته فيها، والتأسي به [39]، للآية: مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-Ra_bracket لَقَدْ
    كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو
    اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-21 مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-La_bracket - سورة الأحزاب. وهذا إذا علمت صفته الشرعية. مثال ذلك قول عمر حينما كان يقبل الحجر الأسود في طوافه:


    «إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك[44]»


3- تقريرية: وهي كل ما أقره النبي مما صدر عن بعض أصحابه من أقوال
وأفعال، بسكوت منه وعدم إنكار، أو بموافقته وإظهار استحسانه وتأييده.[28] ومثالها ما رواه أبو سعيد الخدري قال:



«خرج
رجلان في سفر وليس معهما ماء، فحضرت الصلاة فتيمما صعيدًا طيبًا، فصليا،
ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء، ولم يُعِد الآخر، ثم
أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد: «أصبت السنة»، وقال للآخر: «لك الأجر مرتين» [45]»
4- وصفية: وهي تشمل نوعين:



  • الصفات الخُلُقية (بضمّ الخاء واللام): وهي ما جبله الله عليه من
    الأخلاق الحميدة وما فطره عليه من الشمائل العالية المجيدة وما حباه به من
    الشيم النبيلة. ومثالها ما رواه البخاري عن أنس بن مالك قال:


    «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سبَّابا ولا فحَّاشا ولا لعَّانا[46]»




  • الصفات الخَلقية (بفتح الخاء): وتشمل هيأته التي خلقه الله عليها وأوصافه الجسمية.[47] ومثالها حديث أم معبد الذي أورده ابن كثير في البداية والنهاية بطوله، قالت أم معبد:


    «"مرّ
    بنا رجل كريم مبارك، كان من حديثه كذا وكذا! قال: صفيه لى يا أم معبد.
    فقالت: "إنه رجلٌ ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أى أبيض واضح ما بين الحاجبين
    كأنه يضيء)، حسن الخِلقة، لم تُزْرِ به صِعلة (أى لم يعيبه صغر في رأس، ولا
    خفة ولا نحول في بدن)، ولم تَعِبْه ثجلة (الثجلة: ضخامة البطن)، وسيمًا
    قسيمًا، في عينيه دَعَج (شدة سواد العين)، وفى أشفاره عطف (طول أهداب
    العين)، وفى عنقه سَطَع (الطول)، وفى صوته صَحَل (بحّة)، وفى لحيته كثافة،
    أحور أكحل، أزَجُّ أقرن (الزجج: هو تقوس في الحواجب مع طول وامتداد،
    والأقرن: المتصل الحواجب)، إن صمتَ فعليه الوقار، وإن تكلم سَمَا وعلاه
    البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب..."[48]»


مكانة الحديث والسنة في الشريعة


تعتبر السنة أو الحديث عند أهل السنة والجماعة هما المصدر الثاني للتشريع في الإسلام بعد القرآن الكريم، [49] فمكانة السنة رفيعة ولها قوة تشريعية ملزمة، واتباعها واجب،[50] وعليها يقوم جزء كبير من كيان الشريعة،[14]
ومعنى المصدر الثاني أي في العدد وليس في الترتيب فإذا صحت السنة، أو إذا
صح الحديث - من حيث السند - عما ورد عن النبي، كان بمنزلة القرآن تماما في
تصديق الخبر والعمل بالحكم. وهذا ما أجمع عليه العلماء قديما وحديثا، من السلف ومن جاء بعدهم.[51][52]

وتتبين منزلة السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي في عدد من النقاط، أبرزها:


  • أن السنّة مبيّنة للقرآن: فقد كلّف النبي بمهمة تبيين ما نزّل إلى الناس، وتأدية الرسالة، وتبيين المراد من آيات الله. كما جاء في سورة النحل: مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-Ra_bracket بِالْبَيِّنَاتِ
    وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا
    نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-44 مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-La_bracket - سورة النحل
  • والسنة مفصلة لمجمل القرآن، ففي القرآن آيات تأمر بالصلاة والزكاة أمرا مجملا، كما جاء في سورة النور: مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-Ra_bracket وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-56 مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-La_bracket - سورة النور،
    فتأتي السنة النبوية فتفصل عدد الصلوات، وأوقاتها، وعدد ركعاتها،
    ومبطلاتها، وتدل على شروطها وأركانها، كما تفصّل السنة النبوية ذكر الأموال
    التي فيها زكاة، والتي لا زكاة فيها، والأمثلة على تفصيل السنة لما ورد في
    القرآن الكريم مجملا كثيرة، كأحكام الصوم والحج والبيع وغيرها.[14] أخرج الخطيب البغدادي وأبو سعد السمعاني بسنديهما إلى عمران بن حصين:


    «أنه
    كان جالسا ومعه أصحابه، فقال رجل من القوم: لا تحدثونا إلا بالقرآن. فقال
    له: ادن. فدنا. فقال: أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن أكنت تجد فيع
    صلاة الظهر أربعا، وصلاة العصر أربعا، والمغرب ثلاثا تقرأ في اثنتين؟ أرأيت
    لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن أكنت تجد الطواف بالبيت سبعا والطواف
    بالصفا والمروة؟ ثم قال: أي قوم! خذوا عنا، فإنكم والله إن لا تفعلوا
    لتضلنّ.[53][54]»


  • وفي السنة أحكام عليها جمهور المسلمين لم تأت في القرآن، كتحريم نكاح المرأة على عمتها أو خالتها [55]، وحد شرب الخمر، ورجم الزاني المحصن[14]، قال الشوكاني:


    «إن ثبوت حجّية السنة المطهرة واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية ولا يخالف في ذلك إلامن لا حظ له في الإسلام[56]


  • وفي السنة تخصيص لعموم محكم القرآن[14]، ومن ذلك تخصيص الحديث:


    ««لا يرث المسلمُ الكافرَ، ولا الكافرُ المسلمَ».[57]»

لآية: مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-Ra_bracket يُوصِيكُمُ
اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن
كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن
كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ
مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ
يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ
لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا
أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ
لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما
حَكِيمًا مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-11 مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-La_bracket - سورة النساء، قال الخطيب البغدادي:



«"فكان
ظاهر هذه الآية يدل على أن كل والد يرث ولده، وكل مولود يرث والده، حتى
جاءت السنّة بأن المراد ذلك مع اتفاق الدين بين الوالدين والمولودين، وأما
إذا اختلف الدينان فإنه مانع من التوارث."[54]»

  • والقرآن الكريم نفسه يرد إلى السنة، ويوجب على المسلمين أن يطيعوا الرسول، ويعُدّ طاعة الرسول طاعة لله. كما جاء في سورة النساء: مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-Ra_bracket مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-80 مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-La_bracket - سورة النساء، ويقرر القرآن أن النبي أسوة حسنة لكل من آمن بالله واليوم الآخر: مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-Ra_bracket لَقَدْ
    كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو
    اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-21 مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-La_bracket - سورة الأحزاب،
    وأوجب الله في القرآن النزول على حكم النبي في كل خلاف، وأقسم الله على
    نفي الإيمان عن كل من لا يحكّمه ولا يرضى بحكمه، حتى يحكّمه ويرضى بحكمه،
    جاء في سورة النساء: مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-Ra_bracket فَلاَ
    وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
    ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ
    وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-65 مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-La_bracket - سورة النساء، وأخبر الله أن النبي أوتي القرآن والحكمة (التي هي السنّة)[58] ليعلم الناس أحكام دينهم ويزكيهم: مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-Ra_bracket لَقَدْ
    مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ
    أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ
    الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ
    مُّبِينٍ مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-164 مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-La_bracket - سورة آل عمران قال الشافعي في هذه الآية:


    «سمعت
    من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة سنّة رسول الله... فلم يجز أن
    يقال الحكمة هنا إلا سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أنها مقرونة
    مع الكتاب، وأن الله افترض طاعة رسوله وحتم على الناس اتباع أمره.[59][60]»

وهناك نصوص قرآنية أخرى عديدة تلزم المسلم بطاعة الرسول وامتثال أمره فمن ذلك: مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-Ra_bracket قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-32 مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-La_bracket - سورة آل عمران، ومكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-Ra_bracket إِنَّمَا
كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ
لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-51 مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-La_bracket - سورة النور، ومكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-Ra_bracket مَا
أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ
وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ
السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا
آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-7 مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-La_bracket - سورة الحشر، وغيرها، فدلّت هذه الآيات على أن السنّة في رتبة تشريعية ملزمة.


  • أما في الحديث النبوي، فهناك طائفة كبيرة من الأحاديث الثابتة التي تصرّح بمكانة السنة في الشريعة، فمنها ما رواه البخاري قال:


    «عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى». قالوا: يا رسول الله، من يأبى؟ قال: «من أطاعني دخل الجنّة، ومن عصاني فقد أبى».[61]»

وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي عن العرباض بن سارية قال:



«وعظنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها
العيون، فقلنا: يا رسول الله! كأنها موعظة مودع فأوصنا. قال: «أوصيكم
بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد؛ فإنه من يعش منكم فسيرى
اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي،
عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة» [62]»
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي وابن حبان عن المقداد بن معد يكرب قال:



«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا
إني أوتيت الكتاب وما يعدله ويوشك بشبعان على أريكته يقول : بيننا وبينهم
هذا الكتاب، فما كان فيه من حلال أحللناه وما كان فيه من حرام حرمناه، وإنه
ليس كذلك» [63]
ومن ذلك ما أخرجه البخاري عن أبي موسى الأشعري قال:



«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنما
مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال يا قوم إني رأيت الجيش
بعيني وإني أنا النذير العريان فالنجاء فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا
فانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش
فأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب
بما جئت به من الحق» [64]»
وما أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وابن حبان وابن خزيمة وأحمد والحاكم وغيرهم عن عدد من أصحاب النبي، منهم أبو ذر وأبو هريرة وعبد الله بن عمر:



«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله» [65]
وقد أجمع الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين وسائر علماء المسلمين من
بعدهم على حجية السنة النبوية ووجوب التمسك بها، ونقل هذا الإجماع الإمام الشافعي فقال:



«أجمع الناس على ان من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس[66]
وقال ابن تيمية:



«وليعلم
أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولاً عاما - : يتعمد مخالفة
رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنته دقيق ولا جليل، فإنهم متفقون
اتفاقا يقينياً على وجوب اتباع الرسول وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من
قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم[67]»
الحديث القدسي



الحديث القدسي هو ما رواه النبي عن الله، أو هو كل حديث يضيف فيه النبي قولا إلى الله.[28]. وقد يكون بأي كيفية من كيفيات الوحي، كرؤيا النوم، والالقاء في الروع، وعلى لسان الملك،
أو من وراء حجاب، أو تكليما مباشرا. وقد يأتي في الحديث بعبارات مثل: (قال
الله تعالى)، أو: (يرويه عن ربه تبارك وتعالى)، أو: (إن روح القدس نفث في
روعي) [68] وهو كلام الله بالمعنى واللفظ للرسول.[14] قال الشريف الجرجاني:



«الحديث
القدسي هو من حيث المعنى من عند الله تعالى ومن حيث اللفظ من رسول الله
صلى الله عليه وسلم فهو ما أخبر الله تعالى به نبيه بإلهام أو بالمنام
فأخبر عليه السلام عن ذلك المعنى بعبارة نفسه فالقرآن مفضل عليه لأن لفظه
منزل أيضا»
[69] وقال المناوي:



«الحديث
القدسي إخبار الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام معناه بإلهام أو
بالمنام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك المعنى بعبارة نفسه [70]»
وقال محمد عبد العظيم الزرقاني:



«الحديث القدسي أُوحيت ألفاظه من الله على المشهور والحديث النبوي أوحيت معانيه في غير ما اجتهد فيه الرسول والألفاظ من الرسول [71]»
ونسبة الحديث إلى القدس (وهو الطهارة والتنزيه) [9] لأنه صادر عن الله من حيث أنه هو المتكلم به أولا والمنشيء له، وأما كونه حديثا فلإن النبي هو الحاكي له عن الله.[28]

الفرق بين الحديث القدسي والنبوي


والفرق بين الحديث القدسي والأحاديث النبوية الأخرى أن هذه نسبتها إلى
النبي، وحكايتها عنه، وأما الحديث القدسي فنسبته إلى الله، والنبي يحكيه
ويرويه عنه، ولذلك قيدت بالقدس أو الإله، فقيل : أحاديث قدسية أو إلهية،
نسبة إلى الذات العلية، وقيدت الأخرى بالنبي، فقيل فيها:



«أحاديث
نبوية نسبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن كانت جميعها صادرة بوحي من
الله عز وجل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الحق [28]»
ومصداقه قول الله في سورة النجم: مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-Ra_bracket وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-3 إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى مكانة الحديث والسنة في الشريعة 20px-Aya-4 مكانة الحديث والسنة في الشريعة 12px-La_bracket - سورة النجم.

ومن أهم الفروق بين الحديث النبوي والحديث القدسي:


  • الحديث القدسي ينسبه النبي إلى الله، أما الحديث النبوي: فلا ينسبه إليه.[72][73]
  • الأحاديث القدسية أغلبها يتعلق بموضوعات الخوف والرجاء، وكلام الله مع
    مخلوقاته، وقليل منها يتعرض للأحكام التكليفية. أما الأحاديث النبوية
    فيتطرق إلى هذه الموضوعات بالإضافة إلى الأحكام.[72][73]
  • الأحاديث القدسية قليلة بالنسبة لمجموع الأحاديث أما الأحاديث النبوية فهي كثيرة جداً.[72][73]
  • الأحاديث القدسية قولية فقط والأحاديث النبوية قولية وفعلية وتقريرية.[72][73]

عدد الأحاديث القدسية ونماذج منها


ذكر العلامة ابن حجر الهيثمي أن عدد الأحاديث القدسية المروية يتجاوز المائة، قال:



«إن مجموع الأحاديث القدسية المروية يتجاوز المائة، كـما أن بعضهم جمعها في جزء كبير[74]»
وبلغ بها المناوي: 272 حديث قدسي. وبلغ بها الشيخ محمد المدني 863 حديثا.[75]

ومن الأمثلة على الحديث القدسي:

[list]
[*]ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال:

«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقول: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني»
المصدرويكيبيديا الموسوعة الحرة وللمزيد اضغط علي روابط المقالة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sayedmobark.yoo7.com
 
مكانة الحديث والسنة في الشريعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حمل أبحاث مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية الصادرة من كلية الشريعة في جامعة الكويت.
»  دروس في مباديء تخريج الحديث النبوي مع فوائد في علوم الحديث / احمد الشافعى
» مكانة الحضارة الإسلامية و خصائصها
»  شبهات و اجابات حول مكانة المرأة فى الاسلام - د/محمد عمارة
» الاعجاز العلمي في القران والسنة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الكاتب المصري سيد مبارك :: مكتبة الحديث وعلومه :: اضواء علي علم الحدبث-
انتقل الى: