** من أخطر الجوارح في الإنسان اللسان ومن نعم الله علينا أن جعل للسان باب يغلق عندما تشاء –واللسان قد يؤدي بصاحبه إلي النار أو الجنة
- وفي الحديث /عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ- البخاري في الرقاق ومسلم في الزهد
- والتكلم فيما لا يعنيك أما أن يؤذيك من له الحق غي الدنيا وفي الآخرة سيئات
قال تعالي : (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {18/ق}
وقال تعالي: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ {10} كِرَامًا كَاتِبِينَ {11} يَ[wow][/wow]عْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ {12} الانفطار)
- وجميع جوارح الإنسان تستغيث باللسان أن يكف عن الكلام فيما لا يعنيه حتي لا تسقم بالأمراض
- وفي الحديث / عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَفَعَهُ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا الترمذي في الزهد وحسنه الألباني في الجامع
*ولذلك من فقه المرء أن يكون كلامه ذكرا ونظره عبرا وصمته فكرا
* عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ قَالَ أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ –الترمذي في الزهد وهو حسن
-وكان عبد الله بن مسعود يقول والله الذي لا إله إلا هو ليس هناك أحوج من طول سجن من لسان
-وكان أبو بكر يضع حصى علي لسانه ويشير إليه ويقول هذا الذي أوردني الموارد
- وكان الحسن البصري قليل الكلام فلما سئل قال أنظر إلي الكلمة فأن كانت في ميزان حسناتي قلتها وان كانت في ميزان سيئاتي امتنعت عنها
لكن في عصر الكمبيوتر عيني عينك يتحدث الإنسان فيما يعنيه ومالا يعنيه علي المقاهي وفي البيوت والجلسات الخاصة والعامة وفي التليفون العادي والمحمول والغيبة والنميمة وسوء الظن والجدال في نظر مسلمي القرن الواحد والعشرين جلسات ترفيهية ومسابقات تثقيفية – الناس تخبط في بعض لا حرمة لأحد وضاع الحياء- الكلام والضحك بصوت واضح ودلع ودياثة من الشباب في الحديث في المحمول مع إن الحياء شعبة من شعب الأيمان
*الحديث عما لا يعني الإنسان له صور متعددة :
1- حب الاستطلاع عما لا يخصك – تسأل غيرك عن حالته المالية أو الاجتماعية بلا ضرورة تخصك أو تسأله ألي أين يذهب؟ أو من أين يشتري هذا ؟ وهكذا . وهذا *السؤال يجعل أخيك بين أمرين
- أن يكذب عليك فيسخط ربه
- أن يقول لك فيفشي سره –مثال ذلك إن كان صائم وسألته أأنت صائم ؟ إن قال نعم خرجت عبادته من السر إلى الرياء وإن قال لا كذب عليك وإن احتال ليجد الجواب تعب وإن سكت اعتبرتها إهانة لك .
- والسؤال فيما لا تحتاج إليه يعتبر فضول تحسب عليه ودعك من حب الاستطلاع مادام ى يعنيك
وروي أن عطاء ابن رباح سمع رجل يقول في حضوره إلا أحدثكم حديثاً لعله أن ينفعكم فإنه نفعني ! فقال له عطاء يا أبن أخي أن من كانوا قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام معدا كتاب الله أن يقراءه أحد أو أمر بمعروف أو ناهياً عن منكراً أن تنطق بحاجتك في ماعشتك التي لابد لك بها ..
أو ما يستحي أحدكم لو نشرت عليه صحيفته التي أملاها صدر نهاره وأكثر ما فيها ليس من أمر دينه ودنياه .
2- الغيبة والنميمة لأنك أن تكلمت فيما لا يعنيك سوف تغتاب وإن ردك صاحبك قلت له أنت تقول عنه كذا وكذا وهو الذي قال عنك كذا وكذا وتنقلب الغيبة إلي نميمة
قال تعالي( وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (الحجرات/ِِ12)
- ولذلك عندما اغتاب البعض عند إبراهيم بن ادهم قال إن الذين من قبلنا كانوا يبدءون الخبز قبل اللحم وأنتم بدأتم بالحم قبل الخبز
- جاء رجل لعمر ابن عبد العزيز وذكر عنده رجلاً فقال له أن شئت نظرنا في أمرك وأن كنت كذباً فأنت من أهل هذه الآية إن ( إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا ) وإن كنت صادقاً فأنت من أهل هذه الآية ( هماز مشاء بنميم ) وإن شئت عفونا عنك قال العفو يا أمير المؤمنين لن أعود إليها أبداً
وما أصدق قول الشاعر :
من يخبرك بشتـم عــن أخ فهو الشاتم لا من شتمــك
ذك شيء لم يوجهــك بــه إنما اللوم على من أعلامـك
3- الكذب ونادر أن تجد إنسان صادقاً مائة في المائة
- الكذب صار الآن مدرسة يتخرج منها الكثير وهي تفتح الأبواب وتمشي الأمور وهلم جرا – وجعل الناس للكذب ألوان هذا أبيض وذك أسود
قال تعالى : (* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ { التوبة/119}
وقال صلى الله عليه وسلم * عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابً مسلم في البر والصلة والبخاري في الادب
قال العلماء : هذا الحديث فيه حث على تحري الصدق , وهو قصده , والاعتناء به , وعلى التحذير من الكذب والتساهل فيه ; والبغضاء وإلا فقدر الله تعالى وكتابه السابق بكل ذلك . والله أعلم .
- وأعلم أن الكذب لا يجوز إلا في ثلاثة أحوال : كذب الرجل على زوجته لإصلاح الشأن –الكذب في الحرب *- الكذب في الإصلاح بين المتخاصمين
وقد يؤدي الكلام فيما لا يعنيك إلا الحلف بالله كذباً وهذا يمين غموس ولا كفارة له إلا التوبة والاستغفار
3- الجدال من أفات الكلام فيما لا يعنيك حتى تثبت رأيك ولا تهين نفسك
- وأسوء أنواع الجدال الجدال في الدين وهذا قد يؤدي إلى الفتوى بغير علم
قال تعالى : ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {النحل/43}) –انا علي حق وأنت علي باطل
** ما يجب عليك أن تكلمت فيما لا يعنيك
- محاسبة النفس –كان الربيع بن خثيم إذا أصبح وضع قرطاسا وقلما ولا يتكلم بشيء كتبه وحفظه ثم يحاسب نفسه عند المساء
- الاستغفار لمحو السيئات
-وعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقَالَ اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ قَالَ الْوَلِيدُ فَقُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ كَيْفَ الْاسْتِغْفَارُ قَالَ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ- مسلم في المساجد
- وعن أَبُو بَكْرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَطَهَّرُ ثُمَّ يُصَلِّي ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ -الترمذي في الصلاة
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {135} أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ
مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {136ال عمران} والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
