موقع الكاتب المصري سيد مبارك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الموقع الشخصي للكاتب المصري سيد مبارك ( بث مباشر للقنوات الإسلامية - مواقع إسلامية - مكتبة إسلامية شاملة - برامج أسلامية - القرأن الكريم وعلومه)
 
الكاتب والداعيةالرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل
ouuouo10.jpgouuou_10.jpgououoo10.jpgoouo_o10.jpgouuuus10.jpguoou_u10.jpguusu_o10.jpguo_ooo10.jpguooooo10.jpguu_uou10.jpg
مؤلفات الشيخ سيد مبارك أطلبها من المكتبة المحمودية بالأزهر الشريف- مكتبة أولاد الشيخ بفيصل- مؤسسة قرطبة بالهرم...مؤلفات الشيخ سيد مبارك أطلبها من المكتبة المحمودية بالأزهر الشريف- مكتبة أولاد الشيخ بفيصل- مؤسسة قرطبة بالهرم


 

 الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ سيد مباØ
صاحب الموقع
صاحب الموقع
الشيخ سيد مباØ


عدد الرسائل : 2210
العمر : 63
العمل/الترفيه : كاتب اسلامى
تاريخ التسجيل : 07/12/2008

الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))  Empty
مُساهمةموضوع: الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))    الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))  Emptyفبراير 16th 2012, 2:42 pm



مسألة
وجود العقل من الجسم مسألة متشعبة وفيها خلاف الى يومنا هذا بين الاطباء
انفسهم وبين الفلاسفة وعلماء الاديان لذا في بحثي المتواضع والذي سقته من
عدة مقالات من مواقع مختلفة محاولا الرد على شبهة ان الاسلام يناقض العلم
وابين ان كل من الاسلام والعلم يسيران في مسار واحد


الشبهة من قبل اللادينيين



وسأبدأ بموضوع التفكير
وأرجو أن يبقى حوارنا هادئا



كثيرا ما كنت أقرأ آيات القرآن التي تعتبر أن الإنسان يفكر بقلبه لا بمخه فكنت أعتبرها من التعبيرات الشعرية ليس إلا،


مثال ذلك الآيات التي تتحدث عن إلقاء الرعب في قلوب الكافرين أو عن أن الله قد ختم على قلوبهم فلا يعقلون


إلا أنني وجدت الآيتين التاليتين تتحدثان صراحة أن مركز التفكير واتخاذ القرار في الإنسان هو القلب (وليس العقل أو المخ).


الآية الأولى هي الآية 179 من سورة الأعراف:


وَلَقَدْ
ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ
لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ
آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ
أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ



الآية الثانية هي الآية 46 من سورة الحج:



أَفَلَمْ
يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ
آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ
تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ



فالآيتين تتحدثان عن أن الإنسان يفقه بعقله، تماما كما يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه.


كذلك هناك الآية الأولى من سورة الشرح:



أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ



والآية عاليه ورد في تفسيرها القصة الشهيرة الواردة بالصحيحين عن جبريل الذي أخرج قلب الرسول وغسله بماء زمزم وملأه بالحكمة والأيمان


وذلك قبل أن يسري به في ليلة الإسراء.


نص الحديث من صحيح البخاري:
‏حدثنا ‏ ‏هدبة بن خالد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏همام بن يحيى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏قتادة ‏ ‏عن
‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏عن ‏ ‏مالك بن صعصعة ‏ ‏رضي الله عنهما ‏
‏أن نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حدثهم عن ليلة أسري به بينما أنا
في ‏ ‏الحطيم ‏ ‏وربما قال في ‏ ‏الحجر ‏ ‏مضطجعا إذ أتاني آت فقد ‏ ‏قال
‏ ‏وسمعته يقول ‏
‏فشق ما بين هذه إلى هذه ‏ ‏فقلت ‏ ‏للجارود ‏ ‏وهو إلى جنبي ما ‏ ‏يعني
به قال من ثغرة نحره إلى شعرته وسمعته يقول من قصه إلى شعرته فاستخرج قلبي
ثم ‏
‏أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد



وكذلك نص الحديث من صحيح مسلم:


‏و
حدثني ‏ ‏حرملة بن يحيى التجيبي ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏قال أخبرني ‏
‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏قال ‏ ‏كان ‏ ‏أبو ذر ‏
‏يحدث ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏فرج سقف بيتي
وأنا ‏ ‏بمكة ‏ ‏فنزل ‏ ‏جبريل ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ففرج صدري ثم
غسله من ماء ‏ ‏زمزم ‏
‏ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه


هل كان الاعتقاد الشائع أن الانسان يفكر بقلبه


للرد على هذا السؤال دعونا نستعرض ماورد بموسوعة ويكيبيديا عن تاريخ تشريح المخ:




For many millennia the function of the brain was unknown


Ancient Egyptians threw the brain away prior to the process of
mummification
Ancient thinkers such as Aristotle imagined
that mental activity took place in the heart



وترجمة
العبارة عاليه هي أنه لعدة قرون ظلت وظيفة مخ الإنسان غير معروفة حتى أن
قدماء المصريين كانوا يستخرجونه من الجثة قبل تحنيطها ويلقون به بعيدا
وقد اعتبر المفكرون القدماء أمثال أرسطو طاليس أن الوظائف العقلية تتم في القلب وليس في المخ.


وتستطرد الموسوعة قائلة أنه بالرغم من أن جالين (129 – 200) كان من أوائل من اكتشفوا أن التفكير والعواطف مركزهم المخ وليس القلب،
إلا أن نظريته تلك لم تر النور إلا على يد فيساليوس في عصر النهضة (القرن السادس عشر).


هناك أيضا الكثير من المقالات الشائقة عن تاريخ تشريح المخ وكيف أن الناس حتى عصر النهضة (وحتى فيما بعد ذلك)
كانوا يعتقدون أن التفكير والعواطف محلهم القلب وليس العقل. يمكنك قراءة ذلك في مقالة من جامعة استانفورد بالولايات المتحدة: http://www.stanford.edu/class/histor...iencelab/body/
brainpages/brain.html


رد احد الاخوة على هذة الشبهة
الرياض: د. حسن محمد صندقجي نيويورك: هارييت براون
لم يعد من العلمي الادعاء بأن الانسان يفكر برأسه فقط، بعدما تأكد
العلماء، من وجود دماغ ثان، متمدد عبر طول أجزاء الجهاز الهضمي، وأنه مع
تعمق الفهم لآليات عمله وبرامجه، ستتضح معالمه أكثر وأكثر، وعليه ربما لن
يكون بعد اليوم، تهكماً قولنا إن فلاناً يفكر من بطنه. وبحسب العلماء، فإن
الجهاز الهضمي يحتوي دماغاً قوياً وكبيراً، وعلى درجة عالية من البرمجة
العصبية الوظيفية، وأيضاً على مستوى فريد من الاستقلالية في الأداء، لا
يقل أهمية عن الدماغ، الذي يستقر في الرأس. وتزداد كل يوم معرفة الباحثين
عن خفايا هذا الدماغ وسعته، ومجالات عمله وتشعب علاقاته بالأجهزة والأعضاء
المختلفة في الجسم. ونجد اليوم ظلماً حينما سمى العلماء من مئات السنين،
العصب الذي يغذي معظم أجزاء الجهاز الهضمي باسم العصب الحائر أو «فيغس
نيرف»، وهو لا يغذي الجهاز الهضمي فقط، بل يمتد إلى القلب والرئتين
وغيرهما من أحشاء الصدر والبطن، فالحيرة هي أبعد ما تكون عن صفاته. وعندما
رأى علماء التشريح أنه عصب يخرج من قاع الجمجمة، وينزل إلى الصدر والبطن
لتتفرع منه العشرات من الأفرع، ظنوا أنه حائر كالإنسان المنشغل بعدة
وظائف، لا يتقن أياً منها، بيد أن الحال والواقع خلاف ذلك تماماً.
ودخلت دراسات الخلايا الجذعية، على خط البحث حول وجود خلايا جذعية في
أرجاء طبقات الأمعاء، وصولاً إلى تتبع أثر هذا الجهاز الغامض العملاق
والمتشعب، من عالم دماغ الأمعاء على أمراض الجهاز الهضمي، بدءا من عيوب
الولادة الخلقية لدى الأطفال، إلى أمراض الكبار، كقرحة المعدة والإمساك
والقولون العصبي، الذي ربما ينطبق عليه وصف أطباء الجهاز الهضمي بالمثل
القديم: «مالئ الدنيا وشاغل الناس». وربما ستكون قمة هذا العلم، دراسة
تأثر وظائف الجهاز الهضمي وأمراضه في كل من حالة كبار السن، ممن تتأثر
لديهم وظائف خلايا الجهاز العصبي بتقدم العمر، وحالة تأثير الأمراض
السرطانية في الجهاز الهضمي على وظائف الأعصاب في


المصدر جزيرة الشرق الأوسط ....
http://www.aawsat.com/details.asp?se...818&issue=9768......


أظن أن هذا الموضوع سيقرب وجهة نظرك أن هناك مصدر للتفكير داخل جوف الإنسان



ب_اتحدااك يا حيران ان تأتي بآيه من ايات القران الصريحه تقول ان مركز التفكير في الانسان هو القلب .


ج_ كل ما ورد عن القلب وتعلقه بدخول الكفار الى الاسلام , كان يأتي قبله او بعده لفظ يفقهووووووووون او يعقلووووون . .


إن لفظ يفقه أو فقِه تعني : تعلم او علِم من شخص اخر او من مصدر غيره . وهذا لا يلزمه ان يتقيد بما تعلمه او علمه .



وهذا
ما يقصده القران , اي انهم فقهوا ما فكرت به عقولهم من خلال قلوبهم ولكنهم
رفضوا , ففي الاخير يكون امر الاخراج للاوامر العقليه من القلب او احد
الاعضاء . .


والقران
بإعجازه اللغوي والعلمي يذكر لناهذا. فينكر لهم اشياء مثبته من صفات
كالنظر والسمع والفقه بالقلب لانهم لم ينتفعوا بها للحق واتباع الحقيقه .
(( فما حاجتي من شي لا انتفع به وهو ملكي . فمن الافضل ان انكره عني حتى
لا يحتج به غيري علي ))


كم احب ان تناقض نفسك هكذا وتستشهد عليها .
===============================


فقال (( في القلب مضغه لو صلحت صلح الجسد كله وذا فسدت فسد الجسد كله وهو القلب )) او كما قال .



فلم يقل ان في الجسم مضغه اذا فكر بها المرء صلح الجسم . بل قال (( اذا صلحت )) لماذا؟!


وبما اني احب ان اشهدك على نفسك اقول مجاوبا :


لان
القلب مركز الايمان ومركز النوايا التي تتكون بسبب التفكير الصحيح من
العقل , فإذا صلح التفكير في العقل و وافقه القلب . تصلح النوايا وبالتالي
يصلح سائر الجسد .


يقول
بعض العاميه (( خلي قلبك حجر )) ولا يقولون (( خلي عقلك حجر)) لان العقل
اذا تحجر ذهب المرء بلا علم ولكن , فكر فكر بعقلك ولكن لا تجعل العواطف
الصااااااااااااادره منه تؤثر على ما ينويه قلبك .


وهذا ما كان عليه الكفار , فقد كانت قلوبهم اشد قسوه من الحجاره . .


===============================
من بلاغة القران و ملامسته لجميع مستوياااااات عقول البشر , أتى الله
بالقران بالموجز المختصر وايضا بجوامع الكلم . فمع العوام اتى القران
مباشره الى القلب وهذا ما نراه من جميع البشر امثالك , ومع العلماء
والمستكشفين وضع لهم لفظ (( يفقهون)) حتى يبحثوا في هذه الكلمه ويتدبرون
معناها ويؤلفون
منها كتبا ويستشهدون بالقران على استكشافاتهم بعدما يضنون انهم وصلوا لذلك
قبل الكل ولا يعلمون ان القران وصل قبلهم وهذا مثل حال


ولديك نماذج ممن كان في قلوبهم عكس ما كانت تملي عليه عقولهم من إشارات و اوامر لان القلب هو المحطه الاخيره للتصديق :


1-
ابو جهل الذي وصف القران خير وصف عندما قال (( إن عليه لطراوه .... الخ ))
فكان هذا اللسان يتحدث بما يمليه عليه العقل والمخ من تفكير ولكن القلب
رفض ما يمليه عليه العقل . فلذلك عقِل العقل وتوقف القلب.


2-
ابو طالب عم الرسول كان يقول للرسول (( أعلم انك على حق ولكن
لاااااااااااااا استطيع ان اترك دين أبائي واجدادي )) إذا العقل قبل ولكن
القلب رفض . .
===============================


القران
الكريم يتحدث بلغه موجزه وفيها جوامع الكلم . فهو لا يتطرق الى تشريح المخ
و...و.... إلخ من هذا الكلام بل يأتي باللب للموضوع مباشره .
فأاااااااااااااااانظر الى كلامي هذا وكله او يزيد عنه تجده في ايه واحده
مكونه من بضع عشر كلامات


الاستاذ حيران .. هل تعرف مايسمى بالناقلات الكيمائية؟! Chemical transmitters


سأضرب
لك مثلا بسيطا .. هل تعلم بأنك إذا رأيت منظرا مخيفا .. فإن هناك مايسمى
بالهرمونات "الناقلات الكيمائية؟" .. هذه المادة تسري في الدم من بعض
النسجة .. ثم تصل للقلب الذي يضخها بالتبعية إلى المخ .. وحسب كميتها
ونوعيتها .. تتخذ قرارك إما بالفرار أم بالتصدي والمقاومة .. مرة ثانية
المواد تصل للقلب أولا ثم القلب يوصلها للعقل وبناءا على ذلك تتخذ قرارك.


-
سأضرب لك مثلا بسيطا ثانيا .. هل تعلم بأنك إذا رأيت منظرا مثيرا .. فإن
هناك مايسمى بالهرمونات الجنسية "الناقلات الكيمائية؟" .. هذه المادة تسري
في الدم من الخصية والغدة الجار كلوية .. ثم تصل للقلب الذي يضخها
بالتبعية إلى المخ .. وحسب كميتها ونوعيتها .. تتخذ قرارك إما بالرضوخ
لشهوتك أو بالتصدي والمقاومة .. مرة ثانية المواد تصل للقلب أولا ثم القلب
يوصلها للعقل وبناءا على ذلك تتخذ قرارك!


فالقلب هنا هو رأس الأمر كله .. والعقل ليس إلا تابع .. ينفذ بناءا على اشارات القلب .. القلب أولا والعقل ثانيا
الصدر.
منتديات اتباع المرسلين



اولا القول بان العقل في الدماغ
• الفص الوجدي
والحب هو مجموعة من التصرفات الحسنة الطيبة ذات الطابع الجميل مع بعض
الانفعالات الوجدانية مثل زيادة عدد ضربات القلب أو احمرار الوجه عندما
يرى المحب محبوبته
ويقطن الحب أساساً في المخ ككل، ولكن هناك بعض الأجزاء في مخ الإنسان هي
التي يقع فيها الجزء الأكبر من التصرفات والذكريات حلوها ومرها، حيث إن
الفص الوجدي من المخ هو لاختزان الذكريات جميعها وكذلك الانفعالات
والوجدان سواء بالحب أو بالكره


أما
الفص الأمامي من المخ فهو المسؤول عن التفكير والمعرفة والتصرفات وأيضاً
العقل والرصانة. ويستقبل المخ أساسا عن طريق العين التي منها توزع كل ما
نراه إلى فصوص المخ خصوصا الفص الوجدي والفص الأمامي، وذلك بعد أن تمر على
الفص الخلفي من المخ المسؤول عن إدراك وفهم هذه الصور وعندما ينفعل المخ
بما رآه يبعث إشارات مختلفة إلى جميع أجزاء الجسم ولكن بدرجات متفاوتة
فمثلا يرسل إشارات إلى العضلات أو اليد لتحية من يحب وإلى القلب


ليزداد
نبضه بقوة أو إلى الأوعية الدموية بالوجه ليقول لها إن هذا هو المحبوب
وإشارات المخ المرسلة هذه إلى عضلات الجسم أغلبها يذهب أتوماتيكيا إلى
القلب والغدد العرقية واللسان وباقي الأعضاء دون القدرة على التحكم الكامل
في هذه الإشارات فيمكنني عندما أرى المحبوب ألا أمد يدي للتسليم عليه ولكن
لا يمكنني أن أقلل من نبضات قلبي وهذا ما يستخدم في أجهزة الكشف عن الكذب
بأن تعرض أمام المتهم بعض الصور أو الذكريات أو الكلام الذي حدث أثناء
الواقعة، فقد ينكر المتهم الواقعة المنسوبة إليه ولكن زيادة نبضات قلبه
وارتفاع ضغط دمه يفشي السر لأن المخ يرسل الإشارات إلى بعض الأعضاء مثل
القلب دون مشورة الفص الأمامي للمخ الذي يسيطر على تصرفاتنا وعندما نصف أن
هذا الشخص عاقل لا يبدو عليه مظاهر الحب فمعناه أن الفص الأمامي للمخ
يسيطر على كل الإشارات الصادرة من المخ إلى الجسد عدا القلب.


القلب ليس له علاقة بالحب
مما سبق نجد أن القلب ليس له علاقة بالحب كما يدعي العامة، ولكنه مظهر
وأداة من المظاهر والأدوات التي يستخدمها المخ لإظهار الحب في الجسم وقد
يقول العامة إن العين والأذن تعشقان قبل القلب أحياناً وهذا به جزء من
الحقيقة فإن المخ الذي به موطن الحب يستقبل الإشارات الصوتية والمرئية عن
طريق الأذن أو العين ثم ينفعل بها ثم يظهر تأثيرها على القلب أي أن العين
هي المستقبل قبل القلب ولكن العين لا تحب، بل المخ هو الذي يحب.


والحب
باللغة العلمية النفسية " السيكولوجية " هو انعكاس شرطي، أي يتولد الحب
بين شخصين إذا أحسن أحد الشخصين المعاملة وتقرب بلطف ومودة إلى الآخر بصفة
مستمرة بدليل أن أجدادنا وآباءنا القدماء أحبوا زوجاتهم بعد الزواج
بالعشرة نتيجة المعاملة الحسنة والمودة المستمرة.


أما
نظرة القلب، فإنه استجاب فورا ونبض واضطرب بسبب هذا الحب المتمركز في المخ
دون أن يأخذ إذنا من الفص الأمامي من المخ المسيطر المتكبر المتغطرس على
هذا الحب، ولذا كان الاعتدال والوسطية في الحب والتصرفات هو أسمى معاني
الوجود



----------


ثانيا القول بان العقل في القلب


مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب المعالي أخي المكرم الشيخ محمد الأمين بن الشيخ محمد الخضر حفظه
الله ووفقه السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته ، وبعد :
فقد وصلنا خطابكم الكريم بتاريخ 23/ 4/1389هـ وفهمنا ماسألتم عنه والجواب
، حفظكم الله ووفقكم ، عن المسألة الأولى التي هي محل العقل هــو ما تراه
، ولا يخفى على معاليكم أن بحث العقل بحث فلسفي قديم ، وللفلاسفة فيه مائة
طريق باعتبارات كثيرة مختلفة ، غالبها كله تخمين وكذب وتخبط في ظلام الجهل
، وهم يسمون الملائكة عقولاً ويكثرون البحث في العقول العشرة المعروفة
عندهم ويزعمون أن المؤثر في العلم هو العقل الفياض وأن نوره ينعكس على
العالم كما تنعكس الشمس على المرآة فتحصل تأثيراته بذلك الانعكاس ،
ويبحثون في العقل البسيط الذي يمثل به المنطقيون للنوع البسيط ، إلى غير
ذلك من بحوثهم الباطلة المتعلقة بالعقل من نواح شتى ، ومن تلك البحوث قول
عامتهم إلا القليل منهم ، إن محل العقل الدماغ – وتبعهم في ذلك قليل من
المسلمين ، ويذكر عن الإمام أحمد أنه جاءت عنه رواية بذلك . وعامة علماء
المسلمين على أن محل العقل القلب ، وسنوضح إن شاء الله تعالى حجج الطرفين
ونبين ما هو الصواب في ذلك.
أعلم وفقنا الله وإياك ، إن العقل نور روحاني تدرك به النفس العلوم
النظرية والضرورية ، وإن من خلقه وأبرزه من العدم إلى الوجود ، وزين به
العقلاء وأكرمهم به أعلم بمكانه الذي جعله فيه من جهلة الفلاسفة الكفرة
الخالية قلوبهم من نور سماوي وتعليم إلهي ، وليس أحد بعد الله أعلم بمكان
العقل من النبي صلى الله علية وسلم الذي قال في حقه ( ماينطق عن الهوى إن
هو إلا وحي يوحي ) وقال تعالى عن نفسه ( أأنتم أعلم أم الله ) والآيات
القرآنية والأحاديث النبوية في كل منهما التصريح بكثرة أن محل العقل القلب
، وكثرة ذلك وتكراره في الوحيين لا يترك احتمالاً ولاشك في ذلك ، وكل نظر
عقلي صحيح يستحيل أن يخالف الوحي الصريح ، ونذكر طرفاً من الآيات الكثيرة
الدالة على ذلك وطرفاً من الأحاديث النبوية ، ثم نبين حجة من خالف الوحي
من الفلاسفة ومن تبعهم ونوضح الصواب في ذلك إن شاء الله تعالى وأعلم أولاً
أنه يغلب في الكتاب والسنة إطلاق القلب وإرادة العقل وذلك أسلوب عربي
معروف لأن من أساليب اللغة العربية إطلاق المحل وإرادة الحال فيه كعكسه
والقائلون بالمجاز يسمون ذلك الأسلوب العربي مجازاً مرسلاً ، ومن علاقات
المجاز المرسل عندهم المحلية والحالية كإطلاق القلب وإرادة العقل لأن
القلب محل العقل وكإطلاق النهر الذي هو الشق في الأرض على الماء الجاري
فيه كما هو معلوم في محله .
وهذه بعض نصوص الوحيين قال تعالى ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن
والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ) الآية ، فعابهم الله بأنهم لا يفقهون
بقلوبهم ، والفقه الذي هو الفهم لا يكون إلا بالعقل ، فدل ذلك على أن
القلب محل العقل ، ولو كان الأمر كما زعم الفلاسفة لقال لهم أدمغه لا
يفقهون بها . وقال تعالي ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون
بها أو أذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في
الصدور ) ولم يقل فتكون لهم أدمغه يعقلون بها ، ولم يقل ولكن تعمى الأدمغه
التي في الرؤوس كما ترى ، فقد صرح في آية الحج هذه بأن القلوب هي التي
يعقل بها وما ذلك إلا لأنها محل العقل كما ترى ثم أكد ذلك تأكيداً لا يترك
شبهة ولا لبساً فقال تعالى ( ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) فتأمل
قوله التي في الصدور تفهم مافيه من التأكيد والإيضاح ومعناه أن القلوب
التي في الصدور هي التي تعمى إذا سلب الله منها نور العقل فلا تميز بعد
عماها بين الحق والباطل ولا بين الحسن والقبيح ولا بين النافع والضار وهو
صريح بأن الذي يميز به كل ذلك وهو العقل ومحله في القلب وقال تعالى ( يوم
لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) ولم يقل بدماغ سليم
وقال تعالى ( ختم الله على قلوبهم ) الآية ولم يقل على أدمغتهم وقال تعالى
( إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ) الآية ومفهوم مخالفة الآية أنه
لو لم يجعل الأكنة على قلوبهم لفقهوه بقلوبهم وذلك لأن محل العقل القلب
كما ترى ، ولم يقل أنا جعلنا على أدمغتهم أكنه أن يفقهوه . وقال تعالى (
إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب ) الآية ، ولم يقل لمن كان له دماغ وقال
تعالى ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك ) الآية ، ولم يقل ثم قست أدمغتكم وكون
القلب إذا قسا لم يطع صاحبه الله وإذا لان أطاع الله ، دليل على أن المميز
الذي تراد به الطاعة والمعصية محله القلب كما ترى وهو العقل .
وقال تعالى ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) الآية ، وقال تعالى (
فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ) الآية ، ولم يقل فويل للقاسية أدمغتهم ولم
يقل فطال عليهم الأمد فقست أدمغتهم وقال تعالى ( أفرأيت من أتخذ ألهه هواه
وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه ) الآية ، ولم يقل وختم على سمعه
ودماغه وقال تعالى ( وأعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) الآية ، ولم
يقل ودماغه ، وقال تعالى ( يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ) الآية ولم
يقل ما ليس في أدمغتهم وقال تعالى ( فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم
منكرة ) الآية ولم يقل أدمغتهم منكرة وقال تعالى حتى إذا فزع عن قلوبهم )
الآية ولم يقل ، إذا فزع عن أدمغتهم وقال تعالى ( أفلا يتدبرون القرآن أم
على قلوب أقفالها ) الآية ولم يقل أم على أدمغه أقفالها وأنظر ما أصرح آية
القتال هذه في أن التدبر وأدراك المعاني به إنما هو القلب ولو جعل على
القلب قفل لم يحصل الإدراك فتبين أن الدماغ ليس هو محل الإدراك كما ترى ،
وقال تعالى ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) ولم يقل أزاغ الله أدمغتهم
وقال تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ولم يقل تطمئن الأدمغة - وقال
تعالى ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) ولم يقل وجلت
أدمغتهم ، والطمأنينة والخوف عند ذكر الله كلاهما إنما يحصل بالفهم
والإدراك ، وقد صرحت الآيات المذكورة بأن محل ذلك القلب لا الدماغ وبين في
آيات كثيرة أن الذي يدرك الخطر فيخاف منه هو القلب الذي هو محل العقل لا
الدماغ ، كقوله تعالى ( وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ) الآية
وقوله تعالى ( قلوب يومئذ واجفه الآية ، وإن كان الخوف تظهر آثاره على
الإنسان ، وقال تعالى ( أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو
نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم ) ولم يقل ونطبع على أدمغتهم ،
وقال تعالى ( وربطنا على قلوبهم إذ قاموا ) الآية وقال تعالى ( إن كادت
لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها ) والآيتان المذكورتان فيهما الدلالة
على أن محل إدراك الخطر المسبب للخوف هو القلب كما ترى لا الدماغ والآيا ت
الواردة في الطبع على القلوب متعددة كقوله تعالى ( ذلك بأنهم أمنوا ثم
كفروا فطبع على قلوبهم ) الآية ولم يقل فطبع على أدمغتهم ، وكقوله تعالى (
رضوا بأن يكونوا مع الخوالف فطبع على قلوبهم ) الآية ولم يقل على أدمغتهم
وقال تعالى ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) الآية والطمأنينة
بالإيمان إنما تحصل بإدراك فضل الإيمان وحسن نتائجه وعواقبه وقد صرح في
هذه الآية بإسناد ذلك اطمئناناً إلى القلب الذي هو محل العقل الذي هو أداة
النفس في الإدراك ولم يقل ودماغه مطمئن بالإيمان .
وقال تعالى ( قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل
الإيمان في قلوبكم ) ولم يقل في أدمغتكم – وقال تعالى ( أولئك كتب في
قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ) فقوله ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ،
وقوله كتب في قلوبهم الإيمان ، صريح في أن المحل الذي يدخله الإيمان في
المؤمن وينتفـــي عنه دخوله في الكافر إنما هو القلب لا الدماغ ، وأساس
الإيمان إيمان القلب لأن الجوارح كلها تبع له كما قال صلى الله عليه وسلم
( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا
وهى القلب ) فظهر بذلك دلالة الآيتين المذكورتين على أن المصدر الأول
للإيمان القلب فإذا آمن القلب آمنت الجوارح بفعل المأمورات وترك المنهيات
لأن القلب أمير البدن ، وذلك يدل دلالة واضحة على أن القلب ما كان كذلك
إلا لأنه محل العقل الذي به الإدراك والفهم كما ترى .
وقال تعالى ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ) الآية ، فأسند
الإثم بكتم الشهادة للقلب ولم يسنده للدماغ ، وذلك يدل على أن كتم الشهادة
الذي هو سبب الإثم واقع عن عمد وأن محل ذلك العمد القلب وذلك لأنه محل
العقل الذي يحصل به الإدراك وقصد الطاعة وقصد المعصية كما ترى . وقال
تعالى في حفصة وعائشة رضي الله عنهما ( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما
) أي مالت قلوبكما إلى أمر تعلمان أنه صلى الله عليه وسلم يكرهه ، سواء
قلنا أنه تحريم شرب العسل الذي كانت تسقيه إياه إحدى نسائه ، أو قلنا أنه
تحريمه جاريته ماريه ، فقوله صغت قلوبكما أي مالت يدل على أن الإدراك وقصد
الميل المذكور محله القلب ، ولو كان الدماغ ، لقال فقد صغت أدمغتكما كما
ترى ولما ذكر كل من اليهود والمشركين أن محل عقولهم هو قلوبهم قررهم الله
على ذلك لأن كون القلب محل العقل حق ، وأبطل دعواهم من جهة أخرى وذلك يدل
بإيضاح على أن محل العقل القلب أما اليهود لعنهم الله ، فقد ذكـر الله ذلك
بمنعهم في قوله تعالى ( وقالوا قلوبنا غلف ) فقال تعالى ( بل طبع الله
عليها بكفرهم ) فقولهم قلوبنا غلف بسكون اللام يعنون أن عليها غلافاً أي
غشاءً
يمنعها من فهم ما تقول ، فقررهم الله على أن قلوبهم هي محل الفهم والإدراك
لأنها محل العقل ولكن كذبهم في ادعائهم أن عليها غلافاً مانعاً من الفهم ،
فقال على سبيل المثال الإضراب الابطالي ( بل طبع الله عليها بكفرهم )
الآية أما على قراءة ابن عباس قلوبنا غلف بضمتين يعنون أن قلوبهم كأنها
غلاف محشو بالعلوم والمعارف فلا حاجة لنا إلى ما تدعوننا إليه ، وذلك يدل
على علمهم بأن محل العلم والفهم القلوب لا الأدمغة ... وأما المشركون فقد
ذكر الله ذلك عنهم في قوله تعالى .. ( وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعون
إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب ) الآية ، فكانوا عالمين بأن
محل العقل القلب ولذا قالوا قلوبنا في أكنه مما تدعونا إليه ، ولم يقولوا
أدمغتنا في أكنه مما تدعونا إليه ، والله لم يكذبهم في ذلك ولكنه وبخهم
على كفرهم بقوله ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ) الآية .
وهذه الآيات التي أطلق فيها القلب مراداً به العقل لأن القلب هو محله ،
أوضح الله المراد منها بقوله ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب
يعقلون بها ) فصرح بأنهم يعقلون بالقلوب وهو يدل على أن محل العقل القلب
دلالة لا مطعن فيها كما ترى – وقال تعالى ( إن يشأ الله يختم علـى قلبك )
ولم يقل يختم على دماغك – وقال تعالى ( قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم
وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به ) الآية ، ولم يقل
وختم على أدمغتكم وقال تعالى في النحل ( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم
وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون ) الآية ، وقال تعالى ( أولئك الذين
أمتحن الله قلوبهم للتقوى ) الآية ولم يقل أمتحن أدمغتهم . وقال تعالى (
ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم ) الآية والآيات بمثل هذا
كثيرة ، ولنكتف منها بما ذكرنا خشية الإطالة المملة .
وأما الأحاديث المطابقة للآيات التي ذكرنا الدالة على أن محل العقل القلب
فهي كثيرة جداً كالحديث الصحيح الذي ذكر والذي فيه ألا وهى القلب ، ولم
يقل فيه ألا وهى والدماغ وكقوله صلى الله عليه وسلـم ( يا مقلب القلوب ثبت
قلبي على دينك ) ولم يقل يا مقلب الأدمغة ثبت دماغي على دينك ، وكقوله صلى
الله علية وسلم ( قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن ) وهو من أحاديث
الصفات ولم يقل دماغ المؤمن إلخ . والأحاديث بمثل هذا كثيرة جداً فلا نطيل
بها الكلام .
وقد تبين مما ذكرنا أن خالق العقل وواهبه للإنسان بين في آيات قرآنية
كثيرة أن محل العقل القلب ، وخالقه أعلم بمكانه من كفرة الفلاسفة ، وكذلك
رسوله صلى الله عليه وسلم كما رأيت أما عامة الفلاسفة إلا القليل النادر
منهم فإنهم يقولون أن محل العقل الدماغ وشذت طائفة من متأخريهم فزعموا أن
العقل ليس له مركز مكاني في الإنسان أصلاً وإنما هو زماني محض لا ما كان
له ، وقول هؤلاء أظهر سقوطاً من أن نشتغل بالكلام عليه . ومن أشهر الأدلة
التي يستدل بها القائلون أن محل العقل الدماغ هو أن كل شيئ يؤثر في الدماغ
يؤثر في العقل ، ونحن لا ننكر إن العقل قد يتأثر بتـأثير الدماغ ولكن نقول
بموجبه ، فنقول سلمنا أن العقل قد يتأثر بتأثر الدماغ ولكن لا نسلم أن ذلك
يستلزم أن محله الدماغ ، وكم من عضو من أعضاء الإنسان خارج عن الدماغ بلا
نزاع وهو يتأثر بتأثر الدماغ كما هو معلوم ، وكم من شلل في بعض أعضاء
الإنسان ناشئ عن اختلال واقع في الدماغ ، فالعقل خارج عن الدماغ ولكن
سلامته مشروطة بسلامة الدماغ كالأعضاء التي تختل باختلال الدماغ فإنها
خارجة عنه مع أن سلامتها مشروطة فيها سلامة الدماغ كما هو معروف . وإظهار
حجة هؤلاء والرد عليها على الوجه المعروف في آداب البحث والمناظرة أن



جمعية القلب السعودية المصدر
http://www.sha.org.sa/arabic/patient...expression.htm



العقل ليس في المخ


مفهوم العقل في القرآن الكريم


لم
يذكر لفظ " العقل " في القرآن الكريم كمصدر، و إنما ذكر الفعل " يعقل و
يعقلون "؛ و جاء ذلك على مستوى تسع و أربعين آية من أصل ثلاثين سورة
قرآنية ، تحمل معاني مشتركة لابد فيها من مراعاة السياق القرآني. و مجمل
تلك المعاني تدور حول العقل بمعنى القوة " المتهيئة " لقبول العلوم كما في
قوله تعالى: ( و ما يعقلها إلا العالمون ) ، و هذه القوة هي التي يحصل بها
التميز بين الحسن و القبيح، و كذلك يكون بها العلم بصفات الأشياء من حيث
الكمال و النقصان . و يسمى العقل قلبا كما يسمى القلب عقلا، قال الحق
سبحانه : ( و طبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ) ، و قول الرسول: ( إن في ذلك
لذكرى لمن كان له قلب ) قال الفراء " أي عقل " . و قد ورد في أحاديث رسول
الله صلى الله عليه و سلم ما يؤكد هذا المعنى ( واعقل عقل قلبك ) ، (
وليعقل قلبك ) ، ( قد أفلح من جعل قلبه واعيا ) ، و ذكر الفراء أيضا أنه «
جائز في العربية أن تقول: ما لك قلب، وما قلبك معك؛ تقول ما عقلك معك، و
أين ذهب قلبك؟ أين ذهب عقلك؟ » .
و من معاني العقل أيضا التثبت في
الأمور ، يقول الرسول: ( نزل به الروح الأمين على قلبك ) ، جاء في معناه «
نزل به جبريل عليه السلام، عليك فوعاه قلبك، و ثبت فلا تنساه أبدا» . و
هناك معاني أخرى تفيد أن العقل و النفس واحد ؛ و أنه أيضا هو التمييز الذي
« به يتميز الإنسان من سائر الحيوان » . أما الأصل في معنى العقل من حيث
اللغة فهو « الإمساك، والاستمساك كعقل البعير بالعقال.. و عقلت المرأة
شعرها » ، و حين يضاف العقل إلى الإنسان بمعاني العلم، و الفهم، و التثبت،
فإنه يسمى آنذاك عقل « لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك أي يحبسه » .
إذن فمميزات الاشتراك بين النفس، والروح، و القلب، و العقل تمكن في تلك القوة الإدراكية، و الواعية بتدبير شؤون الإنسان.
و في الإصلاح الصوفي، العقل أيضا مشارك للألفاظ السابقة في المعاني الإدراكية؛ لأنه هو الآخر تكون عنه المعرفة .
و الصوفية لا يستطيعون وصف " العقل " في ذاته بغير آثاره القلبية، لأنه
عبارة عن فاعلية معرفية بعيدة عن مفهوم العقل " العضو "؛ كذلك الباحث في
القرآن الكريم لا يجد لفظ " العقل " كمصدر، و إنما يجد الفعل " يعقل، و
يعقلون " كقول الرسول الكريم ( و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في
أصحاب السعير ) ، و قوله: ( أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم وأنتم
تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) ؛ لأنه لو جاء التعبير بلفظ " العقل " لفهمنا
أنه عضو كباقي الأعضاء البدنية، في حين نجد مختلف اشتقاقات فعل العقل تشير
إلى أنه وظيفة من الوظائف القلبية، كما في وصفه تعالى: ( لهم قلوب لا
يفقهون بها ) و قوله: ( وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ) .
و إذا كان الإمام الغزالي ( ت 505 هـ ) يشير إلى تعدد معاني العقل التي
منها قوة تحصيل العلوم، و الصفة الباطنة التي تميز الإنسان عن الحيوان، و
أن من العقل ما هو غريزي، و منه ما هو مكتسب إلى غير ذلك من التقسيمات،
إلا أن أهم معاني العقل عنده ترتبط بمفهوم " التحصيل القلبي "؛ و ذلك على
معنيين:
أحدهما: يراد به العلم بحقائق الأمور، فيكون عبارة عن صفة العلم الذي محله العقل.
الثاني: يراد به المدرك للعلوم فيكون هو القلب أي تلك اللطيفة .
فقد يراد بالعقل صفة العلم الحالة في القلب، كما يراد به الموصوف الذي هو
محل الإدراك و هو القلب، و هذا الأخير يطلق و يراد به " النفس " أيضا،
لذلك أضاف الإمام الغزالي ( ت 505 هـ ) معنيين أخريين للعقل لتأكيد هذا
الترادف، فأشار بذلك إلى أن العقل:
- يراد به النفس الإنسانية.
- و يراد به صفة النفس .
و مسألة العقل يشار إليها في الفكر الصوفي على أساس أنها " آلة القلب " في
الإدراك، كما تعني في الوقت ذاته " إدراك النفس " ، و إحاطتها بالأمور، و
تمييزها بين الأشياء. و نتيجة هذا التحديد الصوفي الذي رأيناه من خلال
تتبع هذه الألفاظ تؤكد أن العقل، و القلب، و النفس، شيء واحد؛ كما أن
الروح، و النفس يشتركان في المعنى الإدراكي، و المعنى المتعلق بتدبير و
تسيير الإنسان في جملته.
ومن نتائج هذا التحليل أيضا أن العقل ليس بعضو بقدر ما هو صفة للنشاط
الباطني للإنسان؛ وهذا التحديد الأخير يوازي طبيعة النفس، و القلب، و
الروح من حيث المفارقة لمفهوم المادة.
و قد كان هناك اختلاف حول " محل " العقل عند المسلمين؛ هل هو في القلب، أو
في الدماغ، أو مشترك بينهما؟ حيث ذهب الإمام أبو حنيفة ( ت 150 هـ ) و «
جماعة من الأطباء إلى أن محل العقل الدماغ. وذهب الشافعي ( ت 204 هـ )، و
أكثر المتكلمين إلى أن محله القلب؛ و هو مستعد لأن تنجلي فيه حقيقة
الأشياء كلها » . و قيل أيضا هو مشترك بينهما .
و رغم هذا الاختلاف الحاصل حول محل العقل إلا أنه كان ينظر إليه عند
المسلمين نظرة بعيدة عن مفهوم العضو المادي، و كان غالبا ما يشار إليه
بمعاني " النور الروحاني "، أو " قوة التمييز "، أو " القوة المتهيئة
لقبول العلم " ، أو « نور في بدن الآدمي يضيء به طريقا يبتدأ من حيث ينتهي
إليه درك الحواس، فيبدو به المطلوب للقلب بتوفيق الله » ؛ أو " نور معنوي
في باطن الإنسان "، أو " صفة غريزية "، أو " ملكة الاستنباط " . و هذا
التركيز البعيد عن مفهوم المادة راجع إلى « مذهب أهل السنة [في] أن العقل،
والروح من الأعيان و ليسا بعرضين كما ظننته المعتزلة و غيرهم » .
و من معطيات العلم لحديث ما يؤكد هذه المعاني البعيدة عن مفهوم المادة، أو
العضوية للعقل؛ فقد توصل عالم الأعصاب.. جون إكليس J. ECCLES إلى « أن
العقل، و الإدارة ( و الروح طبعا ) حقيقتان غير ماديتين » . و بعد مجهودات
طويلة من البحث في هذا المجال خلص أحد علماء هذا التخصص « إلى أن الذي
يدرك حقيقة ليس هو هذه المادة التي في الرأس، و إنما هناك شيء آخر سمه
العقل، أو الروح، أو النفس، أو ما شئت هو الذي يستعمل هذا الدماغ » .
و من التجارب البارزة في هذا المجال ما قام به عالم الأعصاب ( بنفليد ) من
أبحاث نشرها في كتابه " لغز العقل " THE MYSTERY OF MIND حيث سجل ملاحظاته
من خلال تجربته على دماغ الإنسان بواسطة التنبيه الكهربائي، فقرر أنه «
ليس في قشرة الدماغ أي مكان يستطيع التنبه الكهربائي فيه أن يجعل المريض
يعتقد، أو يقرر شيئا.
فالإلكترون ( الكهربائي ) يستطيع أن يجعل جزءا من الجسم يتحرك لكنه لا
يستطيع أن يجعل الإنسان يريد أن يحرك هذا الجزء من جسمـه » . و مع أن (
بنفليد ) من خلال تجاربه « استطاع أن يرسم خريطــة كاملة بين مناطق الدماغ
المسؤولة عن النطق، و الحركة، و جميع الحواس الداخلية، و الخارجيــة غير
أنه لم يكن في المستطاع تحديد موقع العقل، أو الإرادة في أي جزء من الدماغ
هو مقر الإحساس، و الذاكرة، و العواطـف، و القدرة على الحركــة لكنه فيما
يبدو ليس مقر العقل، و الإرادة » .
-------------------
المصدر موقع عشاق اللهhttp://www.ushaaqallah.com/category/137





دراسة حول العقل الانساني
العقل والدين.. دوائر التوحيد والوجودية في التصور الإسلامي
02/08/2003 د/ فوزي خليل




معنى العقل ومفهومه:
من دلالات مادة "عقل" في اللغة كما في لسان العرب: الجامع لأمره، مأخوذ من
عقلت البعير إذا جمعت قوائمه، وقيل "العاقل" الذي يحبس نفسه ويردها عن
هواها، أُخذ من قولهم قد اعتقل لسانه إذا حُبس ومنع الكلام. والمعقول: ما
تعقله بقلبك. والعقل: التثبت في الأمور. والعقل: القلب، والقلب العقل.
وسُمي العقل عقلا؛ لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك، وبهذا يتميز
الإنسان من سائر الحيوان، ويقال: لفلان قلب عقول، ولسان سئول، وقلب عقول:
فهم. وعقل الشيء يعقله عقلا أي فهمه.
ويمكن القول إن لمقصود بالعقل في التصور الإسلامي أمران:
أ- الأداة الغريزية في الإنسان التي يدرك بها الأشياء على ما هي عليه من
حقائق المعنى، ويسميها بعضهم "العقل الغريزي" فهو الطاقة الإدراكية في
الإنسان.
ب- ما توفره هذه الأداة الغريزية وتلك الطاقة الإدراكية من حصيلة معرفية
وخبرة وفكرة ويسميها بعضهم العقل المكتسب فهو نتيجة للعقل الغريزي، وهو
ينمو أن استعمل وينقص أن أهمل، وهو ما ذهب إليه الماوردي في الفكر
الإسلامي، ويشبه مذهب كانط في الفلسفة الألمانية والذي يتحدث عن العقل
المحض (الفطري)، والعقل التجريبي (العملي).
وينصرف معنى العقل أيضاً إلى "العقل الجمعى" لا عقل الإنسان الفرد فقط،
فيكون معناه مجموع الطاقات الإدراكية للأمة والتي يدور حولها فكر الأمة
وعلومها وخبرتها، حيث يعتد الإسلام بالقيمة الذاتية للفكر الإنساني
باعتباره ناتج عقول الأمة وأهل النهى وأولي الألباب فيها. والتي ترسم مسار
الفقه وحركته في التاريخ بين تواصل مع الأصول واجتهاد السابقين من ناحية،
وتجديد واجتهاد من ناحية أخرى بما يحقق التراكم الفكري، ويستهدف تطوير
حكمة الرؤية المقاصدية والفقهية بل والثقافية الحضارية التي تميز الأمة.
ضرورة العقل وأهميته في الشرع:
لقد عُنِيَ الإسلام بالعقل عناية لم يسبقه إليها دين آخر من الأديان
السماوية، فتقرأ قاموس الكتاب المقدس، فلا تجد فيه كلمة "العقل"، ولا ما
في معناها من أسماء هذه الخاصية البشرية المتفردة التي فُضل الإنسان بها
على جميع المخلوقات، لا لأن هذه المادة لم تذكر في كتب العهدين مطلقا، بل
لأنها لم يعتد بها فيهما أساساً لفهم الدين ودلائله، والاعتبار به، فلم
تتطور علوم حول النص كما تطورت في ظل الفقه والفكر الإسلامي، فلا الخطاب
بالدين موجه إليه كما في الإسلام، أو قائم به وعليه، مثلما كان في هدي
القرآن التفكر والتدبر والنظر في العالم من أعظم وظائف العقل. ومداخل
العقيدة والإيمان.
أما ذكر العقل باسمه وأفعاله في القرآن الكريم فقد جاء زهاء 50 مرة، وأما
ذكر أولي الألباب، أي العقول ففي بضع عشرة مرة، وأما كلمة أولي النهى (جمع
نُهية- بالضم- أي العقول)، فقد جاءت مرة واحدة في آخر سورة طه. وهذا دليل
على اعتبار العقل ومنزلته في الرؤية الإسلامية، كما نهى الشرع عن
الاستدلال بالاعتماد على الظنون؛ لأن الظنون لا تغني من الحق شيئاً، ونهى
عن اتباع الهوى وتحكيمه في الاستدلال بالنصوص.
وترجع أهمية العقل إلى الآتي:
1- بالعقل ميز الله الإنسان؛ لأنه منشأ الفكر الذي جعله مبدأ كمال الإنسان
ونهاية شرفه وفضله على الكائنات، وميزه بالإرادة وقدرة التصرف والتسخير
للكون والحياة، بما وهبه من العقل وما أودعه فيه من فطرة للإدراك والتدبر
وتصريف الحياة والمقدرات وفق ما علمه من نواميسها وأسبابها ومسبباتها،
فيعلو ويحسن طواعية والتزاما بالحق، وينحط ويطغى ويفسد باجتناب الحق
واتباع الهوى... فالعقل الإنساني أداة الإدراك والفهم والنظر والتلقي
والتمييز والموازنة بين الخير والنفع والضرر، وهو وسيلة الإنسان لأداء
مسئولية الوجود والفعل في عالم الشهادة والحياة. والعقل بما أُودع من فطرة
إلى جانب أنه الوسيلة الأساسية للإدراك فإنه يحوي في ذاته بديهيات المعاني
والعلاقات بين الإنسان والحياة والوجود والكائنات، ويبني عليها منطقه
ومفاهيمه الأساسية في هذا الوجود؛ ولأنه مناط تشريف وتكليف فهو مناط حساب
ومسئولية.
2- العقل الإنساني وقدرته على الإدراك والتمييز والتمحيص هو وسيلة الإنسان
إلى إدراك فحوى الوحي ووضعه موضع الإرشاد والتوجيه لعمل الإنسان وبناء
الحياة ونظمها وإنجازاتها بما يحقق غاية الوحي ومقاصده. فبغيره لا يتم
تنزيل النص على الواقع، والعقل ابتداء يميز بين الوحي الصحيح، وبين الدجل
والخرافة والكهانة الكاذبة. فكما أنه وسيلة الإنسان إلى الفكر الصحيح
والعلم النافع فهو وسيلته قبل ذلك إلى الهداية وإلى الإيمان بالوحي
ورسالات السماء.
3- كذلك فإن العقل بما يملك من طاقات إدراكية أودعها الله فيه ذات دور مهم
في الاجتهاد والتجديد إلى يوم القيامة؛ وذلك بالنظر إلى انقطاع الوحي،
فالعقل له دور في استـقراء الجزئيات والأدلة التفصيلية التي يجمعها مفهوم
معنوي عام، باعتباره مبنى من مباني العدل، وهى الأصول الكلية، والقواعد
العامة التي تستـشرف مقاصد ومصالح إنسانية مادية ومعنوية يعبر عنها
بالحاجات والمطالب، والعقل يرد الفروع والجزئيات التي تنزل في الواقع،
وليس لها نص إلى الأصول والكليات المنصوصة من خلال ما عُرف بالقياس وغيره.
والعقل يقيم النظم والمؤسسات التي يتذرع بها لتحقيق هذه الكليات والأصول
والقواعد العامة في الواقع المتغير، وإلا فإن هذه الكليات والأصول من حيث
ذاتها لا تحقق لها في الخارج إلا عن طريق تلك النظم التي يؤسسها النظر
العقلي. ومن ثم كان العقل أداة وصل الدين بقضايا الواقع.
4- العقل مناط التكليف بخطاب الشارع طلباً أو كفًّا أو تخييراً أو وضعاً؛
لأن التكليف خطاب، وخطاب من لا عقل له ولا فهم محال، فالمجنون، والصبي
الذي لا يميز، يتعذر تكليفه؛ لأن المقصود من التكليف كما يتوقف على فهم
أصل الخطاب، فهو يتوقف على فهم تفاصيله. إذن فعماد التكليف العقل؛ لأن
التكليف خطاب من الله ولا يَـتلقى ذلك الخطاب إلا من يعقل ويدرك معناه.
وهكذا تبدو ضرورة العقل وأهميته المصلحية بوصفه أصلاً من أصول المصالح
التي بدونها لا مجال لوجود الإنسان ولا لحياته الاجتماعية من بقاء، كذلك
بدون العقل لا يوجد مجال للتلقي عن رسالة الوحي بوصفها مصدراً للمعرفة
والعلم والتوجيه، ولا مجال لمسئولية الخلافة الإنسانية وإعمار الكون دون
وجود العقل وإعمال دوره ووظيفته في الفهم والإدراك والتمييز بين المصالح
والمفاسد، ومن هنا كفلت الشريعة أحكام حفظه باعتباره كياناً وجودياًً في
الإنسان، وضابطا لدوره ووظيفته في الكون.
قواعد الشريعة في حفظ العقل:
ومن هذا المنطلق يأتي منظور الشريعة في حفظ العقل، سواء من جانب الوجود
ابتداء بتحصيل منفعته أو من ناحية درء المفاسد عنه أو المضار اللاحقة به.
فأحكام حفظ العقل من ناحية الوجود، هي الأحكام التي تقيم أركانه وتثبت
قواعده بحيث تثمر منفعته فكراً مستقيماً وعلوماً نافعة ومعارف صالحة تمكن
الأمة من تحقيق مفهوم "الاستخلاف" في الأرض وعمارة الكون والحياة. ومن هنا
شرع طلب العلم والتفكر والنظر والتدبر، وليس هناك دليل أسطع من افتتاح
الله كتابه الكريم وابتدائه الوحي بهذه الآيات التي تأمر مرتين بالقراءة
على الإطلاق دون تقييد بمقروء مخصوص، وتذكر مادة العلم على إطلاقه أيضاً
ثلاث مرات، قال تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ
الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ
بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ".
وآيات القرآن التي تحث على العلم والنظر في آيات الله في الكون، والتفكر
فيها بما يعمق الإيمان بالله أكثر من أن يتسع لها السياق هنا.
إن الإنسان يزداد عقلاً وتهذيباً وصقلاً بازدياد المعارف والعلوم. فيشير
ابن خلدون إلى أن النفس الناطقة للإنسان إنما توجد فيه بالقوة، وأن خروجها
من القوة إلى الفعل، إنما هو بتجدد العلوم والإدراكات عن المحسوسات أولا،
ثم ما يكتسب بعدها بالقوة النظرية إلى أن يصير إدراكاً بالفعل، وعقلاً
محصناً، فتكون ذاتا روحانية وتستكمل حينئذ وجودها، فوجب لذلك أن يكون كل
نوع من العلم والنظر يفيدها عقلاً فريداً، والصنائع أبداً يحصل عنها وعن
ملكتها قانون علمي مستفاد من تلك الملكة، فلذلك كانت الحنكة في التجربة
تفيد عقلاً، والملكات الصناعية تفيد عقلاً، والحضارة الكاملة تفيد عقلاً،
ومعاشرة أبناء الجنس، وتحصيل الآداب في مخالطتهم، ثم القيام بأمور الدين
واعتبار آدابها وشرائطها، وهذه كلها قوانين تنتظم علوماً، فيحصل منها
زيادة عقل.
وهكذا فإن مفهوم العلم -في الرؤية الإسلامية- الذي يفيد زيادة عقل، مفهوم
شامل يتغيا معرفة الله والتقرب إليه، بما يحقق مهمة الخلافة في الأرض،
وعمارة الكون والحياة، سواء كانت هذه العلوم نابعة من ك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sayedmobark.yoo7.com
 
الرد على شبهة القران يخالف العلم((العقل في القلب ام في الدماغ))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض القدير في الرد على شبهة رضاعة الكبير
» الرد على التناقضات المزعومة حول القرآن الكريم
»  شبهة أنتشارالإسلام بالسيف
» الرد على الشبهات حول تواتر القرآن الكريم
» الرد على الأخطاء اللغوية المزعومة حول القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الكاتب المصري سيد مبارك :: مكتبة الرد علي الشبهات حول الإسلام :: شبهات حول القرآن-
انتقل الى: