الشيخ سيد مباØ
صاحب الموقع
عدد الرسائل : 2210
العمر : 63
العمل/الترفيه : كاتب اسلامى
تاريخ التسجيل : 07/12/2008
 |  موضوع: الترابط النصي أشكاله ووسائله صالح محمد أبوشارب مايو 26th 2012, 6:30 am | |
|  الترابط النصي أشكاله ووسائله
صالح محمد أبوشارب
&إن أبرز ما يميز النص التماسك الشديد بين أجزائه , حتى يبدو النص
قطعة واحدة متناسقة الأجزاء , ويتم تحقيق الترابط النصي عبر روابط ووسائل
نصية , تتمثل في المعايير التي حددها اللغويون الذين اشتغلوا بنحو النص .
&ويعرف الترابط النصي : بأنه وجود علاقة بين أجزاء النص أو جمل النص أو فقراته , لفظية أو معنوية وكلاهما يؤدي دورا تفسيريا .
&والترابط بين أجزاء النص من أبرز خصائص النصية , تميز النص عما ليس نصا .
&انطلق علماء النص بالحديث عن الترابط النصي من خلال المعايير التي
وضعها روبرت دي بوجراند , وهي سبعة : الاتساق , الانسجام , المقصدية ,
المقبولية , السياق , التناص , الإعلامية .
&ويرى سعدمصلوح بخصوص هذه المعايير أن بالإمكان تقسيمها إلى ثلاثة أصناف :
1-صنف يتصل بالنص ويشمل معياري الاتساق والانسجام .
2-صنف يتصل بمنتج النص ومتلقيه , ويشمل معياري المقصدية والمقبولية .
3-صنف يتصل بظروف إنتاج النص وتلقيه , وتندرج ضمنه معيارا السياق والتناص .
&ويرى بوجراند أن نظرية النصوص تتطلب ثالوثا من المجالات (الروابط) :
1-النحو وهو (السبك) الترابط الرصفي / التركيبي .
2-الدلالة وهو (الحبك) الترابط المفهومي .
3-التداولية وهو دور المنشئ والمتلقي بالنص .
&يحصل الربط بين جمل النص ومقاطعه بجملة من الوسائل المختلفة في
طبيعتها ووظائفها ومعانيها , ومرد هذا الاختلاف تنوع العلاقات الداخلية
للنص , لذلك فمن الربط ما يتم بوسائل دلالية أو معنوية مثل التكرار
والاستبدال وغيرها , ومنه ما يتم بواسطة أدوات معروفة مثل الواو وثم
وغيرها .
&الإحالة : يعرفها جون لاينز : "العلاقة القائمة بين الأسماء
والمسميات " , فهي تعني العملية التي بمقتضاها نحيل اللفظة المستعملة على
لفظة متقدمة عليها , فالعناصر المحيلة كيفما كان نوعها لا تكتفي بذاتها من
حيث التأويل إذ لابد من العودة إلى حالية .
يقول الأزهر الزناد : قسم من الألفاظ لا تملك دلالة مستقلة بل تعود على عنصر أو عناصر أخرى .
*وهي علاقة دلالية , لا تخضع لقيود نحوية .
الإحالة نوعان : إحالة مقامية , باعتبار أن اللغة تحيل دائما على أشياء
وموجودات خارج النص , وإحالة نصية , وهي التي تحيل فيها بعض الوحدات
اللغوية على وحدات أخرى سابقة عنها أو لاحقة لها في النص .
*ولئن كان النوع الاول ضروريا ليكون النص منسجما مع مقامه , وهو ما يتحقق
له المقبولية , فإن النوع الثاني أكثر أهمية باعتباره أهم وسائل الاتساق
الداخلي للنص .
*مثال : قرأت الدرس وحللته .
وتأتي اهمية ظاهرة الإحالة في التعامل مع النصوص مع وجود بعض العناصر
اللغوية التي لا تكتفي بذاتها في دلالتها مما يجعل من الضروري العودة إلة
ما تشير أو تحيل عليه من أجل ىتأويلها , يطلق اللغويون على هذه الوحدات
اللغوية تسمية العناصر الإحالية ’ ومن هذه العناصر : الضمائر , واسماء
الإشارة ةالأسماء الموصولة والادوات المقارنة ةالإحالة النصية كما سبق أن
أشرنا نوعان : إحالة قبلية , وإحالة بعدية , فالأول مثل : مثلما سبق أن
اشرنا , والثاني مثل " وهو ما سنتكلم عنه فيما يلي " .
وينقسم مدى الإحالة بحسب العنصر المحال إلى قسمين : 1- إحالة المدى البعيد
: تكون بين الجمل المتصلة أو الجمل المتباعدة , والإحالة هنا لاتتم في
الجملة الأولى (الأصلية) .2-إحالة المدى القريب : تكون على مستوى الجملة
الواحدة .
التكرار :يجسد التكرار شكلا من أشكال االترابط المعجمي على مستوى النص
ويتمثل في تكرار لفظ أو مرادف أو عنصر مطلق , ومثال ذلك المثال الذي ذكره
هاليداي ورقية حسن : "اغسلي وانزعي نوى ست تفاحات ’ لطبخ ضعي التفاحات في
صحن يقاوم النار" , فالترابط تم هنا من خلال تكرار كلمة التفاحات , وأما
عن التماسك الذي يحصل بتكرار مرادف للكلمة , مثل : "شرعت في الصعود إلى
القمة , التسلق سهل للغاية " , ومن أمثلة التكرار عن طريق إيراد عنصر مطلق
ما يلي : أن يصل بك العصيان إلى حد التمرد عن السلطة , الأمر خطير جدا ,
فكلمة أمر عنصر مطلق جاء تكرارا لكلمة التمرد .
الاستبدال : هو تعويض عنصر لغوي بعنصر آخر , وهو ما يتم على المستوى
النحوي والمعجمي داخل النص , ويختلف عن الإحالة في أن هذه الأخيرة تقع على
المستوى الدلالي كما أنها تحيل على أشياء خارج النص , في حين أن الاستبدال
يكون بوضع لفظ مكان لفظ آخر , لزيادة الصلة بين هذا اللفظ وذلك اللفظ الذي
يجاوره , ومن أمثلة الاستبدال المعجمي , مثال : "سيارتي قديمة يجب أن
أشتري أخرى جديدة" , فكلمة "أخرى" عوضت كلمة "سيارة" وقامت مقامها , مما
زاد في تعلق الثانية بالأولى , وأما الاستبدال الذي يتم على المستوى
النحوي , فهو الذي يتمثل في لجوء المتكلم أو الكاتب إلى استعمال تركيب
نحوي بدل تركيب آخر , ومثاله في سورة البقرة آية 60 :" وقيل اضرب بعصالك
الحجر, فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا " , لقد حصل الاستبدال هنا بتعويض
جملة جواب الطلب (وهي من المفروض: فضرب الحجر بعصاه) بجملة أخرى (فانفجرت
منه اثنتا عشرة عينا) , وترتبط هذه الجملة بالجملة المحذوفة بعلاقة سببية
أشير إليها في السابق .
الحذف : وهو أن يحذف أحد العناصر اللغوية من تركيب شمل على قرينة وهي
معنوية أو مقالية سمحت بحذف العنصر اللغوي لدلاتها عليه , وبحذفه معنى ليس
بذكره , والحذف شبيه بالاستبدال من حيث إنه علاقة قبلية , غير أنه يختلف
عنه في أنه "استبدال بالصفر" , وينقسم الحذف لثلاثة أقسام :
1- الحذف الاسمي : ومكانه في الاسماء المشتركة ليس بغيرها , ومثاله : أيّ الكتابين ستشتري ؟ هذا هو الأدق .
2- الحذف الفعلي : ومكانه المركب الفعلي , مثاله : فيما كنت تفكر ؟ المشكلة التي أرقتني , والتقدير : أفكر في المشكلة .
3- الحذف داخل شبه الجملة , مثل : كم ثمنه ؟ عشرون دينار ا .
الوصل : يختلف الوصل اختلافا تاما عن بقية وسائل التماسك النصي التي سبق
الكلام عنها من حيث أنه يصل وصلا مباشرا بين جملتين أو مقطعين في النص ,
ويجب أن يتوافر أدوات رابطة ليتحقق الوصل , وسميها اللغويون "الأدوات
المنطقية" ومنها : الإضافة :" الواو " و "أو" . التعداد : أولا , أخيرا ,
النهاية . التوضيح : مثلا , خاصة . التمثيل : نحو , مثلا , نحو . الربط
العكسي : لكن , غير أن ... .
التعريف : هو وضع للعناصر الداخلية في عالم النص حين تكون وظيفة كل من هذه
العناصر لا تحتمل الجدل في سياق الموقف , مثل : "وتلفتت عيني فمنذ غربت
عين الديار تلفت القلب" , فالقلب ذو صلة وثيقة بمركز الضبط وهو المتكلم
لأن كل إنسان له قلب ولا يقال مثلا هنا تلفت الولد , لأنها لا تحتمل
دلالته هنا بل تمتنع بهذا السياق .
شبكة الفصيح | |
|
