موقع الكاتب المصري سيد مبارك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الموقع الشخصي للكاتب المصري سيد مبارك ( بث مباشر للقنوات الإسلامية - مواقع إسلامية - مكتبة إسلامية شاملة - برامج أسلامية - القرأن الكريم وعلومه)
 
الكاتب والداعيةالرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل
ouuouo10.jpgouuou_10.jpgououoo10.jpgoouo_o10.jpgouuuus10.jpguoou_u10.jpguusu_o10.jpguo_ooo10.jpguooooo10.jpguu_uou10.jpg
مؤلفات الشيخ سيد مبارك أطلبها من المكتبة المحمودية بالأزهر الشريف- مكتبة أولاد الشيخ بفيصل- مؤسسة قرطبة بالهرم...مؤلفات الشيخ سيد مبارك أطلبها من المكتبة المحمودية بالأزهر الشريف- مكتبة أولاد الشيخ بفيصل- مؤسسة قرطبة بالهرم


 

  فائدة من حديث الرجل الذي جامع في نهار رمضان عقيل بن سالم الشمري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ سيد مباØ
صاحب الموقع
صاحب الموقع
الشيخ سيد مباØ


عدد الرسائل : 2210
العمر : 63
العمل/الترفيه : كاتب اسلامى
تاريخ التسجيل : 07/12/2008

 فائدة من حديث الرجل الذي جامع في نهار رمضان عقيل بن سالم الشمري   Empty
مُساهمةموضوع: فائدة من حديث الرجل الذي جامع في نهار رمضان عقيل بن سالم الشمري     فائدة من حديث الرجل الذي جامع في نهار رمضان عقيل بن سالم الشمري   Emptyأبريل 24th 2012, 7:00 am


الحمد لله وكفى، وصلاة وسلام على النبي المصطفى، وبعد:
فإكمالا لسلسلة الفوائد المستنبطة من
الأحاديث النبوية، وبمناسبة شهر رمضان أحببت أن أذكر الفوائد المستنبطة من
حديث الرجل الذي جامع في نهار رمضان.
نص الحديث
عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه
رجل فقال: يا رسول الله، هلكتُ، قال: ما لك؟ قال: وقعت على امرأتي وأنا
صائم، وفي رواية: أصبت أهلي في رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هل تجد رقبة تعتقها؟ قال: لا، قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟
قال: لا، قال: فهل تجد إطعام ستين مسكينًا؟ قال: لا، قال: فمكث النبي صلى
الله عليه وسلم، فبينما نحن على ذلك أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بعَرَق
فيه تمر، والعرق: المكتل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين السائل؟
قال: أنا، قال:خذ هذا فتصدق به، فقال الرجل: على أفقرَ مني يا رسول الله؟
فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك
النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابُه، ثم قال: أطعمه أهلك"، متفق
عليه، أخرجه البخاري برقم (1936) ومسلم (1111).


الفوائد المستنبطة
1- دل الحديث على الجلوس عند أهل الفضل والعلم، لقول الراوي: "بينما نحن جلوس عند رسول الله"، وهذا الجلوس له فوائده التي لا تخفى.

2- ظاهر الحديث ترك الرجل للسلام، ولعل السبب يرجع إلى ذهوله عن السلام لعظم ما ارتكبه من الجماع.

3- في الحديث دلالة على أن المستفتي يذهب إلى المفتي في مكانه، ويسعى حتى
يصل إليه؛ لأن الأمر يتعلق بدينه، فالرجل ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم.

4- الرجل قطع كلام أهل ذلك المجلس، وعلى هذا يجوز قطعُ الحديث إن كان هناك ما يستدعي كما في قصة هذا الرجل.

5- دل الحديث على أن مجلس النبي صلى الله عليه وسلم كان مفتوحًا لمن أراد
الدخول، وعلى هذا ينبغي أن يكون العالم في استقباله للناس في بيته.

6- في الحديث دلالة على أن العالم عليه أن ينفع الناس ويفتي في كل وقت،
فالرجل عندما وقعت له الواقعة ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي
يستطيع الوصول إليه، وهذا مما يجعل الناس يتعلقون بالعالم ويكون أقرب إلى
قلوبهم.

7- عدم ذكر اسم الرجل حينما يكون له أمر محرج، إذا لم يترتب على بيان اسمه
أمرٌ ذو بال، ولهذا لم يذكر أبو هريرة اسم الرجل، ولم يسأله النبي صلى
الله عليه وسلم.

8- في الحديث جواز قول "هلكت" للنفس إن وجد سبب ذلك، ولهذا لم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على الرجل قوله ذلك.

9- في الحديث الاستفسار عن الكلام المبهم، فالرجل قال: هلكت، فاستفسر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.

10- يدل على التلميح دون التصريح فيما يستحيى من ذكره ويستقبح، ولهذا قال
الرجل: أصبت أهلي، وفي رواية: وقعت على أهلي، ولم يصرح بغيره.

11- قول الرجل: "هلكت" يدل على أن
الرجل كان متعمدًا، لعلمه أنه فعل ما يسبب له الهلاك، وعلى هذا فلا يصح
الاحتجاج بعموم الحديث على أن الناسي عليه الكفارة.

12- فيه عرض الرجل ما يصيبه على أهل العلم.

13- فيه قرب العالم من الناس بحيث كلما أصابهم أمرٌ فزعوا إليه، وهذا لا يكون إلا مع المخالطة والقرب.

14- في الحديث البحث عن حل لما يواجه الإنسانَ من مشاكلَ، وأن مجرد كتمها
والسكوت عنها لا يحل المشكلة، ولهذا لم يكتم الرجل الأمر، وإنما طلب النبي
صلى الله عليه وسلم لعرضها عليه.

15- يدل الحديث على أنه لا بأس للإنسان الذي يبحث عن حل لمشكلة أن يصرح بذنبه، ويظهر ما خفي من أمره.

16- كما يدل على أن ذكر الذنب على سبيل الندم لا يذم، وغير مستقبح.
دل قول الرجل "هلكت" وفي رواية "احترقت"
على أن الوقوع في الذنوب يعد هلاكًا، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في
كتابه الجواب الكافي كثيرًا من آثار الذنوب والمعاصي على الإنسان وهي
جديرة بالمطالعة.

17- دل الحديث على أن المعترف بالذنب لا يلام على ذنبه ولا يعزر، ويكتفى بندمه واعترافه وطلبه الخروج مما هو فيه.

18- في الحديث دلالة على أن المذنب عليه أن يندم من ذنوبه، ولهذا أتى الرجل نادمًا فقال: "هلكت"، وهي كلمة تدل على ندم وحرقة في القلب، والندم أول مراتب التوبة.

19- في الحديث أن العالم الذي يستفتيه الناس لا ينبغي أن يغضب من أسئلتهم،
فهي متعددة ومتنوعة وبعضها وقوع في الحرمات وغير ذلك، مما يستلزم أن يكون
العالم بهم رحيمًا.

20- دل الحديث على أن الرجل المستفتي يصدق في قوله عن نفسه، فإن الرجل في
الحديث ادعى الفقر، وعدم الاستطاعة على الصيام، وعدم وجود رقبة يعتقها،
ومع ذلك لم يسأله النبي صلى الله عليه وسلم البينة.

21- في الحديث دلالة على أن المفتي يبدأ بذكر الكفارة ما دام حكم الفعل
معلومًا، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر حكم الجماع في نهار رمضان؛
لأن الرجل يعرف ذلك بدلالة الحال، ولهذا اكتفى بذكر الكفارة.

22- الحديث نصٌ في أن الجماع في نهار رمضان يفطر.

والحديث نص أيضًا في أن كفارة المجامع في نهار رمضان هي أحد ثلاثة أمور:
إعتاق رقبة، فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يجد فإطعام ستين
مسكينا.

23- دل الحديث على أن كفارة الجماع على الترتيب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رتب الكفارة على الرجل ترتيبًا، ولم يضع الخيار أمامه.
وهذه مسألة اختلف فيها أهل العلم على قولين، الصحيح منهما فيما يظهر -
والله أعلم - أن الكفارة على الترتيب وليست على التخيير استدلالا بواقع
الحوار بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين الرجل.

24- أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل أن يعتق رقبة، ولم يقيدها بأن
تكون مؤمنة، وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة: هل يشترط الإيمان في عتق
كفارة المجامع في نهار رمضان أو لا يشترط؟
والمسألة محتملة؛ لقوة الأدلة فيها، وأصلها مسألة أصولية وهي:
إذا اختلف السبب واتحد الحكم، هل يحمل المطلق على المقيد؟
والأقرب - والله أعلم - أن المجامع في نهار رمضان يعتق رقبة مؤمنة قياسًا على غيرها من الكفارات.

25- الحديث نص في أن الشهرين متتابعان في كفارة الجماع في نهار رمضان، فلا يجوز قطعهما إلا بعذر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين)).

26- الحديث أيضًا نص في أن عدد المساكين ستون مسكينًا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((فهل تجد إطعام ستين مسكينًا))، وعلى هذا فلا يصح إطعام ثلاثين مسكينًا يومين، لأن العدد منصوص عليه.

27- الحديث نص على أن الذين يصرف لهم الإطعام في كفارة المجامع هم فئة المساكين.

28- إطلاق قول النبي صلى الله عليه وسلم ((إطعام ستين مسكينا))،
ودعوى الرجل الفقر يدل على أن ضابط الفقر والمسكنة يرجع للعرف؛ لأن النبي
صلى الله عليه وسلم أطلق لفظ المساكين، وأوكل فهم ذلك للأعرابي، وبالتأكيد
أنه سيفهم الكلمة حسب عادته وعرفه.

29- الحديث دل على أن إخبار الإنسان عن فقره، وضعف حالته المادية، وظروفه
المعيشية لا يدخل في باب الشكوى المذمومة، ولهذا ذكر الرجل فقره للنبي صلى
الله عليه وسلم.

30- الحديث يدل على جواز قول "لا" للأكابر وأهل الفضل، فقد قال الرجل: لا، للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد كررها بتكرر السؤال.

31- الحديث يدل على أن المسلم يسأل عن دينه ولو كان سؤاله مما يستحيى منه، فلا ينال العلم مستحيٍ ولا مستكبر.

32- الحديث يدل على جواز السؤال في مَحضَر من القوم، فلا يشترط في السؤال
الخفاء، بل يجوز ذكره على الملأ من الناس، فقد ذكر الرجل سؤاله بين أناس
كثير، كما يفهم من قول الراوي: "بينما نحن جلوس عند رسول الله"، ويدل عليه أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أين السائل؟))، فلو كان العدد قليلا لم يجهله النبي صلى الله عليه وسلم.

33- يستنبط من الحديث أنه يجوز إطالة الجلوس عند الإنسان إن كانت لا
تؤذيه، فقد كان القوم جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم قبل مجيء
الرجل، واستمر الرجل أيضًا جالسًا معهم حتى أُتي النبي صلى الله عليه وسلم
بعَرَق فيه تمر، ولا شك أن هذا الجلوس طويل نوعا ما.

34- دل الحديث على جواز قول "أنا"،
فحينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم: "أين السائل" قال الرجل: أنا. وإنما
يكره قول "أنا" حينما يكون على سبيل الفخر والكبر، كما قال إبليس "أنا خير
منه".

35- دل الحديث على مراعاة فقه الأولويات، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل: ((خذ هذا وتصدق به))، مع وجود فقراء أشد فقرًا من هذا الرجل، إلا أن هذا الرجل يريد خلاص ذمته وإبراءها، فقدمه النبي صلى الله عليه وسلم على غيره.

36- يؤخذ من الحديث أن أهل العلم والفضل عليهم إنهاء حاجات الناس دون
تطويل أو مماطلة، فالرجل بمجرد شكواه للنبي صلى الله عليه وسلم، قال له
النبي صلى الله عليه وسلم: ((خذ هذا وتصدق به)).

37- يستفاد من الحديث حسن الطلب بالأسلوب المناسب، فالرجل طلب طعامًا
لأهله بأسلوب مناسب فحصل له مقصوده، وكم ضيع سوءُ الأسلوب من حق فضلا عن
جلب نفع خارجي.

38- دل الحديث على جواز الضحك أمام الناس ما لم يخل بالآداب، فقد ضحك النبي صلى الله عليه وسلم بين القوم حتى بدت أنيابه.

39- على القول بأن ضحكه صلى الله عليه وسلم كان تعجبًا من حال الرجل؛ فيدل
على جواز الضحك في حال التعجب، وأن الإنسان يكتفي به عن التوبيخ.

40- دل الحديث على خروج الأسنان في الضحك أمام الغير، وأن ذلك لا يخل
بالمروءة، فقد خرجت أنياب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المجلس.

41- دل ظاهر الحديث على جواز المسألة لمن كان محتاجًا.

42- في الحديث بيان لخصلة يجبل عليها الإنسان وهي حب الطمع والتزود،
فالرجل بعد أن كان يسأل عن مخرج له من ذنبه الذي فعله، أصبح يسأل لأهله
الطعام، ومع ذلك تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع هذا الموقف بما يبين
فن التعامل مع الخصال الفطرية في البشر.

43- في الحديث رأفة العالم بالناس واللين معهم، بمن وقع منهم في الذنب وأسرف على نفسه بالمعاصي.

44- في الحديث دليل على أن للذنب حرارة عند المؤمن، ولهذا قال الرجل كما في بعض الروايات: "احترقت"، وهكذا حال المؤمن مع الذنوب فيرى أنها تحرقه، ولأنها مهلكة كما قال الرجل: "هلكت"،
وهذا الشعور هو الذي يجعل المؤمن كلما وقع في الذنب تاب وأناب ورجع
واستغفر، على النقيض من ذلك الرجل المتبلد الحس الذي يتهاون بذنوبه مما
يجعلها تستمر وتكثر ولا يلقي لها بالا.

45- الحديث دل على جواز كثرة الأسئلة للحاجة، فقد سأل النبي صلى الله عليه ثلاثة أسئلة متوالية: ((هل تجد رقبة تعتقها؟))، ثم قال: ((هل تستطيع صيام شهرين متتابعين؟))، ثم قال: ((هل تجد إطعام ستين مسكينا؟))، وذلك للحاجة إلى ذلك.
والنهي الوارد عن كثرة الأسئلة في قوله
صلى الله عليه وسلم: "نهى عن كثرة السؤال" يحمل على الأسئلة التي لا فائدة
منها جمعًا بين الأمرين.

46- يدل الحديث على جواز سؤال العالم لغيره فيما يخصه من أسرار وشؤون إن
ترتب على ذلك حاجة، فقد كانت أسئلة النبي صلى اله عليه وسلم فيما يخص
الرجل من شؤون خاصة تتعلق بحالته المادية وقدرته الجسمية، وذلك لتكون
الفتوى صحيحة.

47- على المفتي أن يفتي غيره بالتفصيل وليس بالإجمال، فقد فصّل النبي صلى
الله عليه وسلم الحكم بالنسبة للرجل، ولم تكن فتوى النبي صلى الله عليه
وسلم مجملة مبهمة، وإنما يعطي المستفتي حقه من الفهم والدراية.

48- دل الحديث على أن كفارة المجامع في نهار رمضان إن كانت صيام شهرين
متتابعين فهي مبنية على الاستطاعة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم
للرجل: ((هل تستطيع صيام شهرين متتابعين؟))، فعلى هذا يدور الحكم مع علته وجودًا وعدمًا، فمن كان مستطيعًا لم ينتقل إلى الإطعام، ومن لم يستطع أطعم.

49- لم يستفصل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب عدم الاستطاعة، فلم يقل
له: لم لا تستطيع صيام الشهرين، مما يدل على أن الرجل مصدق في أقواله
بالإضافة إلى ترك الاستفصال فيما لا داعي له.

50- لم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن امرأة الرجل، ولهذا اختلف أهل
العلم في هذه المسألة: هل على المرأة كفارة؟ على قولين كلاهما له حظ من
النظر، وحجة من لم يوجب ترك النبي صلى الله عليه وسلم الاستفصال عن المرأة
في هذا الحديث، ولعل السر في ذلك أن المرأة عليها شبهة الإكراه.

51- في الحديث التعاون مع المذنبين، وإيجاد حلول لذنوبهم ومشاكلهم، فقد
ضحك النبي صلى الله عليه وسلم مع أن الرجل مذنب، وساعده في التكفير عن
ذنبه.

52- في الحديث رحمة الله بعبده، فالرجل وقع في الذنب وانتهك حرمة الشهر،
ومع كل ذلك فقد رزقه الله سبحانه وتعالى، فسبحان من لا تضره معصية
العاصين، ولا تنفعه طاعة الطائعين.

53- في الحديث قرب الفرج، فكل من أصيب بهم وغم فليعلم أن فرج الله قريب،
فالرجل وقع في الذنب مع قلة ذات اليد، وبعد هذه الحالة الصعبة مباشرة جاء
فرج الله.

54- لله حِكَمٌ في تقدير الذنب على العبد لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى،
وهذا يرجع إلى اسم الله الحكيم، ومن الحكم الظاهرة في هذا الحديث معرفة
الأحكام الشرعية، بالإضافة إلى ما رزقه الرجل من طعام لأهل بيته.

55- الملاحظ أن الرجل فقير فقرًا مدقعًا، حتى إنه حلف أن لا يوجد بين
لابتي المدينة أهل بيت أفقر من أهل بيته، ومع ذلك يمارس حياته الطبيعية من
جماع وغيره، بمعنى آخر أن هموم الحياة الصعبة لم تمنعه من ممارسة حياته
الطبيعية، وهذا من أنجح العلاجات لمن تراكمت عليه الهموم ألا يجعل الهم
يمنعه حياته، فإن التفاؤل والأمل وتناسي الهموم مما يخففها.

56- في الحديث دلالة على أساليب الأعراب مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ ففي
رواية أنه أعرابي، وقرائن الأحوال من أفعال هذا الرجل تدل على أنه من
الأعراب، فمقاطعته الحديث، ودخوله بغير استئذان، وألفاظه "هلكت" "احترقت"، وللأعراب قصص شائقة، وأساليب مثيرة مع النبي صلى الله عليه وسلم.

57- في الحديث سكوت المفضول بين يدي الفاضل، فالصحابة الجلوس لم يتكلم أحد
منهم، ولم يقاطعوا النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أدعى لسماع العلم ووعيه.

58- في الحديث جواز قول "ويلك" للرجل، ففي رواية أن النبي صلى الله علي وسلم قال للرجل: ((ويلك))، وبهذا بوب البخاري على هذا الحديث: باب قول ويلك للرجل.

59- في الحديث أن كثرة الحلف لا تذم إن كان لها ما يدعو، فالرجل حلف مرتين
"والذي بعثك بالحق ما أجد غيرها"، وضرب صفحة عنقه، ثم قال: "فوالله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر من أهل بيتي"، فكثرة الحلف تذم فيما لا داعي له، أو عبثًا بغير فائدة.

60- العَرَق يساوي (15) صاعًا، والصاع أربعة أمداد، وعلى هذا فلكل مسكين (مد)؛ لأن عدد المساكين (60) ، وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة:
ما مقدار الإطعام الوارد في الكفارة؟
فمن قال المقدار هو (مد)
لكل مسكين يستدل بهذه الرواية، ومن قال بأن العبرة بمطلق الإطعام فيستدل
بتعدد روايات العَرَق التي وردت، مما يدل على أن المراد إطعام المساكين
بغير تحديد مقدار معين، والأمر سهل في ذلك إن شاء الله.

61- الحديث يدل على أن المجامع في نهار رمضان يقتصر على الثلاثة الخصال في الكفارة ولا يجب عليه غيرها.

62- في الحديث حرص المسلم على براءة ذمة إخوانه، وسعيه في تخليصها، فالنبي
صلى الله عليه وسلم لم يكتف بالفتوى للرجل المجامع في نهار رمضان، وإنما
سعى في تخليص ذمته مما علق فيها من حق لله، وقال: ((خذ هذا وتصدق به))، وهكذا يكون المسلم مع إخوانه، وهذا مما يتعبد فيه المرء لربه.

63- في الحديث أن على المفتي أن يذكر الحكم ويستفصل تأكيدًا، ولا يستدل
بظاهر حال المستفتي، فالنبي صلى الله عليه وسلم سأل الرجل: هل تجد رقبة،
هل تجد إطعام ستين مسكينًا، مع أن الرجل ظاهره الفقر، فلم يكتفِ النبي صلى
الله عليه وسلم بظاهر الحال لوجود احتمال، وإنما سأله عن قدرته.

64- دل الحديث على عظم ذنب المجامع في نهار رمضان، فقد رتبت عليه الشريعة كفارة مغلظة، فنعوذ بالله من الذنوب.

65- دل الحديث على أن الكفارة تخرج الإنسان من الذنب، وهذا من رحمة الله بعباده.

66- دل الحديث على أن الإنسان يملك صدقته، ويتصرف بها كيفما يشاء، فالرجل قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((خذ هذا وتصدق به)) مع أنه في الأصل صدقة على الرجل.

67- في الحديث جواز مساعدة الرجل في كفارته، فالنبي صلى الله عليه وسلم أعطى الرجل عَرَقًا لأجل أن يكفر عن ذنبه.

68- دل الحديث على أن حدود المدينة النبوية ما بين الحرتين، لقوله: "ما بين لابتيها - يريد الحرتين".

69- في الحديث دلالة على أن الراوي قد يبين معنى الكلمات الغريبة ليفهما سامعها وقارئها، فقد قال الراوي: "لابتيها -يريد الحرتين" فهذا بيان لمعنى غريب.

70- في الحديث جواز الادخار، لقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل: ((أطعمه أهلك))، ومعلوم أن العَرَق لا يمكن الفراغ منه إلا في عدة أيام.

71- في الحديث جواز الهبة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وهب الرجل العرق من التمر.

72- دل الحديث على أن الهبة تملك بالقبض من غير صيغة معينة.

73- في الحديث دلالة على أن أهل الفضل والكرم يطمع بكرمهم، فعليهم أن يزدادوا ويتحلوا بمكارم الأخلاق.

74- يجوز للإنسان أن يصرح بلفظ الفقر عن نفسه وأهل بيته ما دام كلامه صحيحًا، ولهذا قال الرجل: "ما بين لابيتها أهل بيت أفقر من أهل بيتي".

75- في الحديث جواز الحلف بغير استحلاف، وأن النهي عن كثرة الحلف تنصرف إلى ما لا فائدة منه، فالرجل حلف "والذي بعثك بالحق" من غير أن يطلب النبي صلى الله عليه وسلم منه اليمين.

76- في الحديث جواز الإلحاح إن كانت الحاجة داعية، فالرجل ألح على النبي صلى الله عليه وسلم في إعطائه الصدقة وذلك لفقره.

78- في الحديث جواز إظهار المعصية لمن يرجو تخليصه منها، فالرجل أظهر معصيته وأمام الناس أيضًا إلا أن ذلك في سبيل التخلص منها.

79- وفي الحديث أيضًا وجوب السؤال عما يفعله الإنسان مخالفًا لأوامر
الشريعة، فلا يجوز للإنسان أن يترك دينه من غير سؤال إذ قد يترتب على فعله
أمور لا يحسن تركها.

80- اختلف أهل العلم في مسألة، وهي:
إن لم يستطع المجامع الخصال الثلاثة فهل تسقط الكفارة؟ أم تبقى دينًا في رقبته؟
على قولين، ومن يقول بأن الكفارة تسقط يستدل بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر للرجل شيئًا بعد أن ذكر الرجل أنه لا يستطيع.
فهذه ثمانون فائدة من هذا الحديث العظيم، أسأل الله أن ينفعني به، وأن يشرح صدري للنور والهدى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
المصدر موقع الألوكة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sayedmobark.yoo7.com
 
فائدة من حديث الرجل الذي جامع في نهار رمضان عقيل بن سالم الشمري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جامع الدروس العربية ..للغلايينى
» كتاب جامع العلوم والحكم/ابن رجب الحنبلي
» القانون وسيلة دكتاتورية /القاضي/ سالم روضان الموسوي
» الرجوع عن البذل في الطلاق الخلعي /القاضي/ سالم روضان الموسوي
» كتاب تفسير الطبري ( جامع البيان عن تأويل آي القرآن )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الكاتب المصري سيد مبارك :: مكتبة المقالات الشرعية والعلمية :: مقالات في الحديث وعلومه-
انتقل الى: