أرنى الطريق إليك

يا منزل الآيات والفرقان*** بيني وبينك حرمة القرآن
اشرح به صدري لمعرفة الهدى *** واعصم به قلبي من الشيطان
يسر به أمري واقض مآربي *** وأجر به جسدي من النيران
واحطط به وزري وأخلص نيتي *** واشدد به أزري وأصلح شاني
واكشف به ضري وحقق توبتي*** واربح به بيعي بلا خسراني
طهر به قلبي وصف سريرتي *** أجمل به ذكري واعل مكاني
واقطع به طمعي وشرف همتي *** كثر به ورعي واحي جناني
أسهر به ليلي وأظم جوارحي*** أسبل بفيض دموعها أجفاني
أمزجه يا رب بلحمي مع دمي*** واغسل به قلبي من الأضغاني
أنت الذي صورتني وخلقتني*** وهديتني لشرائع الإيمان
أنت الذي علمتني ورحمتني *** وجعلت صدري واعي القرآن
أنت الذي أطعمتني وسقيتني *** من غير كسب يد ولا دكان
وجبرتني وسترتني ونصرتني *** وغمرتني بالفضل والإحسان
أنت الذي آويتني وحبوتني *** وهديتني من حيرة الخذلان
وزرعت لي بين القلوب مودة *** والعطف منك برحمة وحنان
ونشرت لي في العالمين محاسنا *** وسترت عن أبصارهم عصياني
وجعلت ذكري في البرية شائعا *** حتى جعلت جميعهم إخواني
والله لو علموا قبيح سريرتي *** لأبى السلام علي من يلقاني
ولأعرضوا عني وملوا صحبتي *** ولبؤت بعد كرامة بهوان
لكن سترت معايبي ومثالبي *** وحلمت عن سقطي وعن طغياني
فلك المحامد والمدائح كلها*** بخواطري وجوارحي ولساني
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الإله هو
المعبود المطاع؛ فإن الإله هو المألوه، والمألوه هو الذي يستحق أن يُعبد.
وكونه يستحق أن يعبد هو: بما اتصف به من الصفات التي تستلزم أن يكون هو
المحبوب غاية الحب، المخضوع له غاية الخضوع، قال: فإن الإله هو المحبوب
المعبود الذي تألهه القلوب بحبها، وتسكن إلى حبه، وليس ذلك إلا لله وحده.
ولهذا كانت «لا إله إلا الله» أصدق الكلام،
وكان أهلها أهل الله وحزبه؛ فإذا صحت صح بها كل مسألة وحال وذوق، وإذا لم
يصححها العبد؛ فالفساد لازم له في علومه وأعماله.
وقال ابن القيم: (الإله) هو الذي تألهه القلوب محبة، وإجلالاً، وإنابة، وإكراماً، وتعظيماً، وذلاً، وخضوعاً، وخوفاً، ورجاء، وتوكلاً.
وقال ابن رجب: (الإله) هو الذي يطاع فلا يعصى؛ هيبة له وإجلالاً، ومحبة، وخوفاً، ورجاء، وتوكلاً عليه
. وقال البقاعي: «لا إله إلا الله»: أي انتفاءً عظيماً أن يكون معبودٌ بحق غير الملك الأعظم؛ فإن هذا العلم هو أعظم الذكرى المنجية من أهوال الساعة.
فلـيـتك تحلو والحـياة مريرة *** وليـتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بـيني وبيـنك عامر *** وبـيني وبـين العالمين خراب
إذا صح مـنك الود فالكل هين *** وكل الذي فـوق التراب تراب
أجمل ما قرأت بالعربية اسم (اللهُ)
في جامعة اليرموك الأردنية طرح المحاضر : من منكم يحدثني عن لفظ الجلالة (الله) من الناحية الإعجازية اللغوية ومن الناحية الصوتية؟
لم يرفع يده أحد ... ما عدا فتاة أسبانية تدعى "هيلين" والتي تجيد التحدث
باللغة العربية الفصحى على الرغم من كونها أسبانية مسيحية: قالت إن أجمل
ما قرأت بالعربية هو اسم (اللهُ)
فآلية ذكر اسمه سبحانه وتعالى
على اللسان البشري لها نغمة متفردة فمكونات حروفه دون الأسماء جميعها يأتي
ذكرها من خالص الجوف , لا من الشفتين فـلفظ الجلالة (اللهُ) لا تنطق به الشفاه لخلوه من النقاط اذكروا اسم .. (اللهُ) الآن
وراقبوا كيف نطقتموها هل استخرجتم الحروف من باطن الجوف أم أنكم لفظتموها
ولا حراك في وجوهكم وشفاهكم ... ومن حكم ذلك أنه إذا أراد ذاكر أن يذكر
اسم (اللهُ) فإن أي جليس لن يشعر بذلك ومن إعجاز اسمه انه مهما نقصت حروفه فإن الاسم يبقى كما هو وكما هو معروف أن لفظ الجلالة (اللهُ) يشكل بالضمة في نهاية الحرف الأخير "اللهُ" وإذا ما حذفنا الحرف الأول يصبح اسمه " لله " كما تقول الآية (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
وإذا ما حذفنا الألف واللام الأولى بقيت " له"
ولا يزال مدلولها الإلهي كما يقول سبحانه وتعالى ( له ما في السموات
والأرض) وإن حذفت الألف واللام الأولى والثانية بقيت الهاء بالضمة " هـُ " ورغم ذلك تبقى الإشارة إليه سبحانه وتعالى كما قال في كتابه (هو الذي لا اله إلا هو)
وإذا ما حذفت اللام الأولى بقيت " إله " كما قال تعالي في الآية ( اللهُ لا إله إلا هو) هيلين اسمها الآن "عابدة"
إنها المنزلة
قال الإمام ابن القيم
- رحمه الله - عن المحبة:المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص
العاملون، وإلى عملها شمَّر السابقون، وعليها تفانى المحبون، وبروح نسيمها
تروح العابدون، وهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون وهي الحياة
التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار
الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم
يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام،
تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة، إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب.
في الحديث القدسي عن رب العزة سبحانه وتعالى: من عادى لي ولياً فقد
آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشىء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال
عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به،
وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني
لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه } [البخاري].
بغىُّ فى الجنة
في
الصحيحين عن أبي هريرة قال:" بينما كلب يُطيف برَكيَّة (أي بئر) كاد يقتله
العطش؛ إذ رأته أن النبي بغيٌّ من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها (أي
خفها) واستقت له به، فسقته إياه، فَغُفر لها به " .
يا من ألوذ به فيما أؤمله *** وأستعيذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظمًا أنت كاسره *** ولا يهيضون عظما أنت جابره
انظروا إخواني ، ما الذي قام بقلب هذه المرأة الزانية ، من الرحمة
، مع عدم الآلة التي تسقي بها الماء، وعدم وجود المعين على السقي، وعدم
وجود من ترائيه بعملها ، فغَرَّرَت المرأة الضعيفة بنفسها في نزول البئر،
وملأت الماء في خفها، ولم تعبأ بتعرضه للتلف، ثم حملت الخف بفمها وهو ملآن
، ثم تواضعت لهذا المخلوق الذي جرت عادة الناس بضربه، فأمسكت له الخف
بيدها حتى شرب من غير أن ترجو منه جزاء ولا شكوراً .
قال ابن القيم: فأحرقت أنوار هذا القدر من التوحيد ما تقدم منها من البغاء، فَغُفر لها .
أخرج البخاري عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ
حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ
مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ
وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ
فِي النَّارِ
ولما كان الحبيب المصطفى أشد العباد حباً لله كان أشدهم تلذذاً بطاعة الله كيف لا وهو القائل :
((…وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ " النسائي،كتاب عشرة النساء، ح 3878
نعم هذا هو الحب الحقيقي تلذذاً ومتعة بالوقوف بين يدي من يحب وبمناجاته
وكما أن المريض يذوق حلو الطعام مراً ، وكلما أزداد
مرضه زاد فساد ذوقه ، فإن صاحب القلب الذي خلا من حب الله أو ضعفت فيه تلك
المحبة يرى بأن طاعة الله وعبادته ثقيلة عليه فهو ينتظر بفارغ الصبر متى
ينتهي رمضان لثقل الصيام على قلبه و يحاول الفرار من القيام لثقله على
حسده وقلبه،كم من هذا الصنف يرى أن صلاة الجماعة أثقل عليه من نقل الجبال
والعياذ بالله ،
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}
جاء فى الحديث إنه عند معصية
آدم فى الجنة ناداه الله : يا آدم لا تجزع من قولى لك "أخرج منها" فلك
خلقتها ولكن انزل الى الارض وذل نفسك من أجلى وانكسر فى حبى حتى إذا زاد
شوقك الى واليها تعالى لأدخلك اليها مرة أخرى
يا آدم كنت تتمنى أن أعصمك؟
قال آدم نعم فقال: "يا آدم إذا عصمتك وعصمت بنيك فعلى من أجود برحمتى وعلى
من أتفضل بكرمى، وعلى من أتودد، وعلى من أغفر يا آدم ذنب تذل به الينا أحب
الينا من طاعة تراءى بها علينا
يا آدم أنين المذنبين أحب الينا من تسبيح المرائيين
دوما لك الحمد يا رب و الصلوات *** دوما لك الحمد ما دقت النبضات
فـ لأنت خالقنا تدعو لك الأصوات *** دوما لك الحمد في الجهر و الخلوات
دوما لك النجوى في الدمع في الدعوات *** من يكشف السوء من ينزل الرحمات
و يجيب مضطرا في أحلك الساعات *** فـ لأنت راحمنا يا سميع الدعوات
دوما لنا البشرى برضاك والبركات *** نرجوك فردوسا أعظم لنا الدرجات
إلهي
ما زلت تغمرنا بوابل النعم حتى لا نستطيع إحصاءها .. وما زلت تسبغ علينا آيات الرضى حتى عجزنا عن أداء الشكر عليها ..
وما زلت تستر من سيئاتنا ما لا نملك معه إلا الطمع بغفرانك لها ..وما زلت تمدنا بوسائل العون حتى لا نرى أنفسنا أهلاً لاستحقاقها..
ملأت قلوب المذنبين طمعاً برحمتك، وملأت قلوب العابدين أملاً بجنتك ..
وملأت قلوب العارفين رجاء
بدوام تجلياتك .. وملأت قلوب المحبين رغبة في دوام أعطياتك ..العطاء
عطاؤك، والمنة منتك، والرضى رضاك، والوصال وصالك، والجمال جمالك، والجلال
جلالك، والسعادة جنتك، والشقاء نارك، والفناء لخلقك، والبقاء لذاتك، وكل
ما عداك
فهالك ..
إلهى
كل فضل لغيرك قيد، وكل عطاء من سواك رق، وكل عفو غير عفوك مهانة، وكل حلم
غير حلمك مذلة، وكل التفات لغير وجهك شرك، وكل تقرب من غير ذاتك بعد، وكل
لذة غير عبادتك مرارة، وكل شهوة غير الرضا عنك منك حرمان ..
تباركت يا رب كيف يجحدونك وأنوارك تغشي أبصارهم؟ وكيف لا يعبدونك وجلالك يملأ بصائرهم؟
وكيف يبتعدون عنك ونعمك تجذبهم إليك؟ وكيف لا يهابونك وعظمتك تجبرهم على الترامي عليك؟
وكيف لا يخافونك وآيات عذابك قريبة منهم؟ وكيف لا يحبونك وكل ذرة من ذرات وجودهم من بعض فيضك؟
وكيف يدهشهم جمال من خلقت بيديك، ولا يدهشهم جمالك؟ وأنت الذي صنعت جمالهم على عينيك ..
إلهى
يا مفيض النعم حتى على الجاحدين .. ويا واهب الكرم حتى للمنكرين ..ويا واسع الحلم حتى على المتكبرين ..
ويا عظيم الرحمة حتى
للمعاندين .. تعطف على من عبدوك حتى هجروا فيك الجاحدين، وتحنن على من
أحبوك حتى كرهوا بك المعاندين، ولولاك ما عبدوك، ولا أحبوك، ولا اهتدوا
إليك، ولا تعرفوا عليك، فكيف تتخلى عنهم وقد سلكت بهم الطريق إليك، وكيف
لا ترحمهم ورحمتك هي التي جعلتهم أسارى بين يديك، حاشا لكرمك أن تفعل بهم
ذلك وهم على الوفاء مقيمون، وللجلال خاشعون، وبالعبودية معترفون، وبالهيبة
مأخوذون، وبالجمال مفتونون، وبالحب مدلهون،
دلنى عليك
إنها كرامة حقيقية وقعت في أمريكا لسيدة تنتمي إلى طائفة الإنجيليين المتعصّبة..
كان عمرها ستا وعشرين سنة عندما أظهرت التحليلات الطبية إصابتها بسرطان
المبيض. و هذا معناه – طبقا لما ذكره الأطباء - أنها لن تعيش سوى ثلاث أو
أربع سنوات على الأكثر ، فضلا عما هو معروف – علميا - من استحالة الإنجاب
في مثل هذه الحالة.
صعقت " تونى" عندما واجهها 15
طبيبا متخصّصا بنتائج الفحوص والتحليلات ، وتواترت أراء الجميع على تلك
الحقيقة المرعبة . تمنّت الموت في تلك اللحظات لكنها لم تجده.. انخرطت في
بكاء هستيري متواصل . فقد كانت أعظم أمنية لها في الحياة أن تكون أما
.وظلت عدة أسابيع في حالة انهيار نفسي كامل. . لكن - و كما قيل بحق - فإنه
بعد "المحنة" تأتى المنحة.
راحت تستعرض ما مضى من حياتها ، وأفاقت على الحقيقة التي شاء الله سبحانه وتعالى أن تهتدي إليها.
لقد كانت طوال حياتها ترفض
الإنجيل لأنها اكتشفت بفطرتها- منذ الطفولة- أنه مليء بنصوص لا يقبلها
العقل ، وأنه لا يجيب على أسئلة كثيرة.و تذكّرت كيف صفعتها أمها بشدة ذات
مرة عندما سألت ببراءة الأطفال : لماذا لم يذكر الإنجيل شيئا عن
الديناصورات؟! كما تعرّضت للضرب مرة أخرى لأنها تساءلت: لماذا قتلوا
المسيح وعلّقوه على الصليب وهو بريء ؟!! لماذا يقتل الناس ويسرقون ويفعلون
كل الجرائم ثم يتحمّل خطاياهم شخص أخر لا ذنب له؟!! ولماذا يترك "يسوع"
الآباء و الأمهات – في أمريكا وغيرها - ليضربوا الأطفال - بل ويقتلونهم-
بغير عقاب؟!!
وهكذا انصرفت " تونى" مبكّرا عن الكنيسة ، لكنها انشغلت بشئون الحياة ولم تبحث عن دين أخر إلى أن صارحها الأطباء بالمرض اللعين .
قالت لنفسها :" إن لم يكن أمامي مفر من الموت المؤكد ، فيجب -على الأقل- أن أحاول الوصول إلى هذا الإله الذي خلقني وخلق الأطباء و المرض ، فلا ريب أنه يعلم كيف يشفيني منه " . لقد تملّكها اليأس تماما من أسباب البشر.
فلماذا لا تجرّب الاستعانة بقوة عليا تقدر على مالا يقدر أحد عليه ؟؟
راحت تناجى الخالق باكية :" أيها
الإله العظيم.. إني أعلم أنك هنا.. تراني وتسمع كلامي ، حتى لو كنت لا
أراك ولا أسمعك .. سامحني ، فأنا لا أعلم كيف أصلى لك على الوجه الذي ترضى
به.. أرنى الطريق إليك .. دلني عليك ..أنت وحدك القادر على مالا يقدرون
عليه . أنت تشفيني إن شئت . اعطني طفلا من زوجي ، كما أعطيت مريم طفلا بلا
أب ، وكما خلقت اّدم بلا أب أو أم .. يا من بيده كل شيء وأي شيء أعلمه أو
أجهله.. أنا أحتاج إليك فلا تتخلّى عنى" ..
قررت " تونى " أن تقضى ما تبقّى من حياتها القصيرة في البحث والقراءة..
اتجهت إلى مكتبة عامة قريبة
من بيتها. وراحت تقرأ كل ما عثرت عليه من كتب الأديان والعقائد المختلفة
لكنها لم تقنع بشيء منها ، حتى عثرت على ترجمة لمعاني القراّن الكريم
أعدها عبد الله يوسف علىّ رحمه الله . وفور قراءة معاني بعض السور الكريمة
أدركت أنها قد وجدت ربها الواحد الأحد ، الذي لا شريك له ولا ولد. ذهبت
بعد أيام إلى أحد المساجد حيث تعلّمت المزيد عن الإسلام ونطقت بالشهادة.
غمرتها سكينة عجيبة بعد أن
اعتنقت الإسلام ، ولم تعد تبالي بالمرض . صارت أكثر شجاعة ، فقد تعلّمت
أنه : ( لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) ، وأن صبر المسلم على الشدائد
والابتلاءات من أعظم أنواع العبادات و القربات.. واستمرت في الصلاة وقراءة
القراّن الكريم ، و الابتهال إلى الله تعالى لعله يرزقها بطفل.
بعد بضعة شهور وقعت المعجزة.. استبد الذهول بالأطباء المعالجين لتونى . لقد أثبت أحدث الفحوص أنها حامل
!! طلبوا منها إجراء فحوص و تحليلات أخرى لعل هناك خطأ ما في الاختبار
الأول . لكن التحليل الثاني ثم الثالث فالرابع قطعت جميعها بوجود الجنين
داخل رحمها.. و هكذا منّ الله على" تونى" فولدت طفلا سمّته " يوسف" جعله
الله قرة عين لها كما أرادت .
ثم كانت المفاجأة الثانية خلال أقل من عامين على إسلامها ، وهى اكتشاف ضمور الخلايا السرطانية بجسدها ،
واقترابها من الشفاء الكامل !!.لم يصدّق الأطباء ما ترى أعينهم ..سألوها
عما إذا كانت قد تعاطت بعض الأدوية بدون علمهم .. ابتسمت والسعادة تشرق
علي كل وجهها وكيانها ، وقالت لهم : الدواء من عند الطبيب الأعظم .. إنه
الله تعالى الخالق القادر الرازق . هو الذي أعطاني الطفل ، وهو أيضا الذي
شفاني بعد أن هداني.
وقد مضى الآن ما يزيد على 15
سنة على اعتناق " تونى" للإسلام، ثم شفائها من السرطان ، بعد أن كان أكثر
أطبائها تفاؤلا يعتقد أنها لن تعيش أكثر من 4 سنوات!! !
ورغم أن أبويها من الإنجيليين
الكارهين للإسلام ، إلا أن " تونى" رفضت الانتقال إلى بلد عربي تلقت عروضا
للزواج والإقامة فيه - بعد انفصالها عن والد طفلها - وقالت أنها لن تتوقف
عن رعاية والديها الطاعنين في السن ، لأن إخوتها وأخواتها – غير المسلمين-
تخلوا عنهما ،
وهما بحاجة إليها ، وقد أمرها الإسلام العظيم بالبرّ بالوالدين و إن كانا كافرين.
و تصرّ "تونى" على ارتداء الحجاب ،
مع أنها تعيش بوسط الولايات المتحدة الأمريكية ، في منطقة سكانها من أشد
الطوائف تعصبا وكراهية للإسلام والمسلمين. ورغم صعوبة الحياة بينهم - خاصة
للمسلمات - إلا أنها شديدة الحرص على الالتزام الكامل .
وتقول : لن أترك ديني أو حجابي مهما فعلوا بي ،
فالحجاب حماية وتكريم وشرف للمسلمة في الدنيا والآخرة .. وسوف أواصل
معاملة الجميع بكل رفق وعطف ، واشرح لمن يريد منهم كل ما أعلمه من الدين
الحنيف ، فالله تعالى قادر على أن يهديهم كما هداني إلى الإسلام .
وعندما سألها أحد الصحفيين عن رأيها في تعدد الزوجات بادرت
بالقول : "لا نستطيع أن نأخذ شيئا من القراّن الكريم ونترك أشياء .
الإسلام يجب أن يؤخذ كله ، فهو عدل ورحمة وحكمة كله.ومن يلاحظ الزيادة
الهائلة في أعداد النساء في عصرنا سوف يلمس بوضوح حكمة تشريع التعدد
النبيل ، وفوائده العظيمة للنساء ، مع إلزامه للرجال بالعدل بين الزوجات .
و أنا بصفة شخصية أوافق على
الزواج من مسلم متزوّج بأخرى أو أخريات ، لأنني أخصّص معظم وقتي لرعاية
طفلي وأبي وأمي ، وبالتالي فلن أستطيع أن أعطى زوجي وقتي كله. فمن الأفضل
في مثل حالتي أن تكون لزوجي زوجة أخرى – أو أخريات - مع العدل بيننا طبعا .
و كل الخير والبركة والسعادة في إتباع ما شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم" .


الطاعات مع عظمة الثواب
قارن مثلا فى قانون المرور لو أحسنت هل تكافأ؟ أما لو أخطأت فستجد الكثير من العقوبات فى انتظارك !!
الله الغنى يعطيك بالحسنة عشر
أمثالها بداية وقد يضاعفها إلى سبعمائة ضعف وربما يزيد من فضله عليك أما
السيئة فتكتب سيئة ولو عدت إلى رحابه واستغفرته فإن الحسنات يذهبن السيئات
مكافآت من الله لك لأنه يحبك ففي معنى الأحاديث الصحيحة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه
مامن رجل يصلي عليّ مائة إلا غفر الله له ، ومن علم أن الله يغفر الذنوب
غفر له ما لم يشرك بالله شيئا ، و إسباغ الوضوء يغفر ما تقدم من الذنوب ،
والمشي لصلاة الجماعة كحجة وللتطوع كعمرة ، والجلوس لذكر الله يعقبه نداء
قوموا مغفورا لكم ، وسبحان الله وبحمده مائة مرة في يوم تحط الخطايا وإن
كانت مثل زبد البحر ، وإماطة الأذى عن طريق المسلمين يدخل الجنة ، وغسل
الجمعة والبكور والمشي والدنو من الإمام والإنصات يجعل بكل خطوة للمسجد
عمل سنة أجر صيامها وقيامها
حقا .كم هي مكافآت .!!
مهما كتبنا في علاك قصائداً *** بالدمع خطت أو دم الأجفان
فلأنت أعظم من مديحي كله *** وأجل مما دار في الحسبان
فسبحانه من ودود غفار أظهر الجميل وستر القبيح ، رأك على الذنوب
فلم يفضحك ، حاربته بالمعاصي فلم يهتك سترك . فلو عرف الناس ما أخفى الله
عنهم لكرهوك وما أكرموك" ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها
من دابة "
يا ابن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي
يا ابن آدم ، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي
يا ابن آدم ، لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة
أخي ، ماذا تساوي حتى يتودد إليك العزيز ؟! ، ومع ذلك يغفر ويتودد ويتلطف . بل ويجعل أعظم الذنوب عنده أن تظن أن الله لن يغفر
فيا عجباً كيف يعصى الإله *** أم كيف يجحده الجاحـد
والله في كـل تـحـريكةٍ *** وفي كل تسكينةٍ شاهـد
وفي كل شـيءٍ لـه آية *** تدل على أنـه الـواحـد
نظر الفضيل بن عياض إلى تسبيح الناس وبكائهم عشية عرفة فقال :
أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقا (سدس درهم) أكان يردهم ؟!
قالوا : لا قال : والله للمغفرة عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق .!!
ما زلت أُعرف بالإساءة دائماً *** ويكون منك العفووالغفران
لم تنتقصني إن أسأت وزدتني*** حتى كأن إساءتي إحسان
منك التفضل والتكرم والرضا *** أنت الاله المنعم المنّان
ربى أرحم بى من والدى
عبر عن رحمته رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين قال " لو تعلمون رحمة الله لاتّكلتم عليها "
نعم . من رحمته أنه حيي كريم يستحي إذا رفع العبد إليه يديه أن يردهما صفرا
ومن رحمته أنه سكت عن أشياء رحمة بنا من غير نسيان ومن رحمته أنه يحمي
عبده المؤمن من الدنيا كما نحمي المريض من الطعام والشراب نخاف عليه ، ومن
رحمته أن أحدا لا يستطيع حجب رحمته أو منعها عن أحبابه " ما يفتح الله
للناس من رحمة فلا ممسك لها
نعم ،
وجدها إبراهيم – عليه السلام - وسط ألسنة النار ، ووجدها يوسف – عليه
السلام - في غيابات الجب وغيابات السجن ، ووجدها يونس – عليه السلام - في
بطن الحوت ، وجدها موسى¬– عليه السلام - في اليم وهو طفل وفي قصر فرعون
وهو متربص به ، وجدها أصحاب الكهف حين افتقدوها في القصور ، ووجدها رسول
الله – صلى الله عليه وسلم – وصاحبه في الغار وهو مطارد .
وأنت كم مرة وجدتها . وكم مرة ذقتها ، راجع شريط ذكرياتك لتتذكر
ومع هذا كله فإن كل الرحمات الدنيوية لا تشكل سوى 1% من مجموع رحماته . وأخّر سبحانه 99% منها إلى يوم القيامة
اسمع إلى قول حمّاد بن سلمة " ما يسرني أن أمري يوم القيامة صار إلى والديّ ، إن ربي أرحم بي من والديّ "
خفى اللطف
واللطف : رحمة خفية
تشمل علم الله بمصالح العبد ومنافعه وإيصالها له في رفق ومن لطفه ، لطفه
بالأجنة في بطون أمهاتهم في ظلمات ثلاث يصلهم الغذاء وتصرف عنهم الفضلات ،
لطفه في تييسير العبادات " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر "
ومن لطفه نعمة الموت . أتدري
لو لم يخلق الله الموت لو تكاثرت ذبابتان دون موت . كانت الأرض ستمتلىء
ذبابا حتى تتكون طبقة من الذباب سمكها 5 سم تغلف الكرة الأرضية خلال عامين
فقط .!!
وصرت أسعد أمرأة
ما ت زوجي وأنا في الثلاثين من عمري وعندي منه خمسة
أطفال بنين وبنات ، فأظلمت الدنيا في عيني وبكيت حتى خفت على بصري وندبت
حظي ..ويئست ..وطوقني الهم فأبنائي صغار وليس لنا دخل يكفينا وكنت أصرف
باقتصاد من بقايا مال قليل تركه لنا أبونا وبينما أنا في غرفتي فتحت
المذياع على إذاعة القران الكريم وإذا بشيخ يقول : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم
(( من
أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم مخرجا ومن كل ضيق فرجا )) فأكثرت
بعدها الاستغفار وأمرت أبنائي بذلك وما مر بنا والله ستة اشهر حتى جاء
تخطيط مشروع
على أملاك لنا قديمه فعوضت فيها بملايين وصار أبني الأول على طلاب منطقته وحفظ القران كاملاً
وصار محل عناية الناس ورعايتهم وأمتلأ بيتنا خيراً وصرنا في عيشه هنيئه
وأصلح الله لي كل أبنائي وبناتي وذهب عني الهم والحزن والغم وصرت أسعد
امرأة بالاستغفار .
يا من يرى ما في الضمير ويسمع *** أنت المعد لكل ما يتوقع
يا من يرجى للشدائد كلها *** يا من إليه المشتكى والمفزع
يا من خزائن رزقه في قول كن *** امنن فإن الخير عندك أجمع
مالي سوى فقري إليك وسيلة *** فبالافتقار إليك فقري أدفع
مالي سوى قرعي لبابك حيلة *** فلئن رددت فأي باب أقرع
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه *** إن كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لجودك أن تقنط عاصيا *** الفضل أجزل والمواهب أوسع
الصدقة الخفية تقى مصارع السوء
روى الإمام الشوكاني في كتابه الرائع «البدر الطالع
بمحاسن ما بعد القرن السابع1-93 أن رجلاً من أهل بلدة باليمن تسمى الحمرة
كان يعمل بالزراعة، ومشهورًا بالصلاح والتقوى وكثرة الإنفاق على الفقراء
وخاصة عابري السبيل، وقد قام هذا الرجل ببناء مسجد، وجعل فيه كل ليلة
سراجًا يوقد لهداية المارة وطعام عشاء للمحتاجين، فإن وجد من يتصدق عليه
أعطاه الطعام وإلا أكله هو وقام يصلي لله عز وجل تنفلاً وتطوعًا، وهكذا
دأبه وحاله.
وبعد فترة من الزمن وقع القحط
والجفاف بأرض اليمن، وجفت مياه الأنهار وحتى الآبار، وكان هذا الرجل يعمل
في الزراعة، ولا يستغني عن الماء لحياته وزراعته، وكانت له بئر قد
غار ماؤها، فأخذ يحتفرها هو وأولاده، وأثناء الحفر وكان الرجل في قعر
البئر انهارت جدران البئر عليه، وسقط ما حول البئر من الأرض وانردم البئر
كله على الرجل، فأيس منه أولاده، ولم يحاولوا استخراجه من البئر وقالوا قد
صار هذا قبره وبكوا عليه وصلوا واقتسموا ماله ظنًا منهم وفاته.
لم يعلم الأولاد ما
جرى لأبيهم في قاع البئر المنهار، ذلك أن الرجل الصالح عندما انهدم البئر
كان قد وصل إلى كهف في قاع البئر، فلما انهارت جدران البئر سقطت منه خشبة
كبيرة منعت باقي الهدم من الحجارة وغيرها أن تصيب الرجل، وبقي الرجل في
ظلمة الكهف ووحشته لا يرى أصابعه من شدة الظلمة، وهنا وقعت الكرامة وجاء
الفرج بعد الشدة، وظهر دور الصدقة في أحلك الظروف، إذ
فوجئ الرجل الصالح بسراج يزهر فوق رأسه عند مقدمة الكهف أضاء له ظلمات
قبره الافتراضي، ثم وجد طعامًا هو بعينه الذي كان يحمله للفقراء في كل
ليلة، وكان هذا الطعام يأتيه كل ليلة وبه يفرق ما بين الليل والنهار، ويقض
وقته في الذكر والدعاء والمناجاة والصلاة.
ظل العبد الصالح حبيس قبره ورهين بئره ست سنوات، وهو
على حاله التي ذكرناها، ثم بدا لأولاده أن يعيدوا حفر البئر وإعمارها من
جديد، فحفروها حتى وصلوا إلى قعرها حيث باب الكهف، وكم كانت المفاجأة
مروعة والدهشة هائلة عندما وجدوا أباهم حيًا في عافية وسلامة، فسألوه عن
الخبر فأخبرهم وعرفهم أن الصدقة التي كان يحملها كل ليلة بقيت تحمل له في
كربته وقبره كل ليلة حتى خرج من قبره بعد ست سنوات كاملة. المصدر: البدر
الطالع (1/493).
يا صاحِبَ الهَمِ إن الهَمَ منفرِجٌ *** أبشِر بـِخيرٍ فإنَ الفارِجُ اللهُ .
اليأسُ يقطعُ أحياناً بصاحِبِهِ *** لا تيأَسَنَ فإِن الكافيَ اللهُ .
إذا بُليتَ فَثِق باللهِ وارض بِهِ *** إن الذي يكشِفُ البَلوى هُوَ الله.
اللهُ يُحدِثُ بعدَ العُسرِ ميسَرةَ *** لا تـَجَزَعَنَ فإنَ الصانِعَ الله.
و اللهِ مالـَكَ غَيرُ اللهِ مِن أَحَدٍ *** فَحَسبُكَ اللهُ في كلٍ لَكَ اللهُ .
قلوب رباها القرآن
إنها قصة عجيبة فى الصبر واليقين وحب الله قصّها
الدكتور خالد الجبير استشاري جراحة القلب والشرايين في محاضرته : أسباب ٌٌ
منسية في أحد الأيام أجريت عملية جراحية لطفل عمره سنتان ونصف كان الطفل
في حيوية وعافية يوم الخميس الساعة 11:15ولا أنسى هذا الوقت للصدمة التي
وقعت إذ بأحدى الممرضات تخبرني بأن قلب و تنفس الطفل قد توقفا عن العمل
فقمت بعملية تدليك للقلب استمرت 45 دقيقة دون جدوى وبعدها كتب الله لهذا
القلب أن يعمل
فحمدنا الله تعالى ثم ذهبت لأخبر أهله بحالته وكما تعلمون كم هو صعب أن
تخبر أهل المريض بحالته إذا كانت سيئة وهذا من أصعب ما يتعرض له الطبيب
فسألت عن والد الطفل فلم أجده لكني وجدت أمه فقلت لها إن سبب توقف قلب
ولدك عن العمل هو نتيجة نزيف في الحنجرة ولا
ندري ما هو سببه و أتوقع أن دماغه قد مات فماذا تتوقعون أنها قالت ؟ هل
صرخت ؟ هل صاحت ؟ هل قالت أنت السبب ؟لم تقل شيئا من هذا كله بل قالت الحمد لله ثم تركتني وذهبت
بعد 10 أيام بدأ الطفل في التحرك فحمدنا الله تعالى واستبشرنا خيرا ًبأن حالة الدماغ معقولة
بعد 12يوم يتوقف قلبه مرة أخرى بسبب هذا النزيف فأخذنا في تدليكه لمدة 45 دقيقة ولم يتحرك قلبه قلت لأمه : هذه المرة لا أمل على ما أعتقد
فقالت : الحمد لله اللهم إن كان في شفائه خيرا ً فاشفه يا رب
و بحمد الله عاد القلب للعمل ولكن تكرر توقف قلب هذا الطفل بعد ذلك 6 مرات إلى
أن تمكن أخصائي القصبة الهوائية بأمر الله أن يوقف النزيف و يعود قلبه
للعمل ومر ت الآن 3 أشهر ونصف و الطفل في الإنعاش لا يتحرك ثم ما أن بدأ
بالحركة وإذا به يصاب بخراج ٍ وصديد غريب عظيم في رأسه لم أر مثله
فقلنا للأم : بأن ولدك ميت لا محالة فإن كان قد نجا من توقف قلبه المتكرر
، فلن ينجو من هذا الخراج فقالت الحمد لله ، ثم تركتني و ذهبت بعد ذلك
قمنا بتحويل الحالة فورا إلى جراحي المخ و الأعصاب وتولوا معالجة الصبي ثم
بعد ثلاثة أسابيع بفضل الله شفي الطفل من هذا الخراج ، لكنه لا يتحرك وبعد
أسبوعين يصاب بتسمم عجيب في الدم وتصل حرارته إلى 41,2 درجة مئوية فقلت للأم : إن دماغ ابنك في خطر شديد ، لا أمل في نجاته
فقالت بصبر و يقين الحمد لله ، اللهم إن كان في شفائه خيرا ً فاشفه بعد أن
أخبرت أم هذا الطفل بحالة ولدها الذي كان يرقد على السرير رقم 5 ذهبت
للمريض على السرير رقم 6 لمعاينته
وإذا بأم هذا المريض تبكي
وتصيح وتقول :يا دكتور يا دكتور الحقني يا دكتور حرارة الولد 37,6 درجة
راح يموت فقلت لها متعجبا ً :شوفي أم هذا الطفل الراقد على السرير رقم
5حرارة ولدها 41 درجة وزيادة وهي صابرة و تحمد الله ، فقالت أم المريض
صاحب السرير رقم 6
عن أم هذا الطفل : (هذه
المرأة مو صاحية ولا واعية ) ، فتذكرت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
الجميل العظيم ( طوبى للغرباء ) مجرد كلمتين ، لكنهما كلمتان تهزان أمة لم أر في حياتي طوال عملي لمدة 23 سنة في المستشفيات مثل هذه الأخت الصابرة .
بعد ذلك بفترة توقفت الكلى فقلنا لأم
الطفل : لا أمل هذه المرة ، لن ينجو فقالت بصبر وتوكل على الله تعالى
الحمد لله ، وتركتني ككل مرة وذهبت دخلنا الآن في الأسبوع الأ خير من
الشهر الرابع وقد شفي الولد بحمد الله من التسمم ثم ما أن دخلنا الشهر
الخامس إلا ويصاب الطفل بمرض عجيب لم أره في حياتي التهاب شديد في الغشاء البلوري حول
الصدر وقد شمل عظام الصدر و كل المناطق حولها مما اضطرني إلى أن أفتح صدره
واضطرُ أن أجعل القلب مكشوفا بحيث إذا بدلنا الغيارات ترى القلب ينبض
أمامك عندما وصلت حالة الطفل لهذه المرحلة ، قلت للأم : خلاص هذا لايمكن
علاجه بالمرة لا أمل لقد تفاقم وضعه ، فقالت الحمد لله
مضى الآن علينا ستة أشهر و نصف وخرج الطفل من الإنعاش لا يتكلم لا يرى لا يسمع لا يتحرك لا يضحك و صدره مفتوح ويمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك والأم
هي التي تساعد في تبديل الغيارات صابرة ومحتسبة هل تعلمون ما حدث بعد ذلك
؟ وقبل أن أخبركم ، ما تتوقعون من نجاة طفل مر بكل هذه المخاطر والآلام
والأمراض ؟ وماذا تتوقعون من هذه الأم الصابرة أن تفعل وولدها أمامها عل
شفير القبر و لا تملك من أمرها إلا الدعاء والتضرع لله تعالى هل تعلمون ما
حدث بعد شهرين ونصف للطفل الذي يمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك ؟ لقد شفي
الصبي تماما برحمة الله عزوجل جزاء ً لهذه الأم الصالحة وهو الآن يسابق
أمه على رجليه كأن شيئا ً لم يصبه
وقد عاد كما كان صحيحا معافى ً لم تنته القصة بعد ، ما أبكاني ليس هذا ، ما أبكاني هو القادم :
بعد خروج الطفل من
المستشفى بسنة و نصف يخبرني أحد الإخوة في قسم العمليات بأن رجلا ً وزوجته
ومعهم ولدين يريدون رؤيتك ، فقلت من هم ؟ فقال بأنه لا يعرفهم فذهبت
لرؤيتهم وإذا بهم والد ووالدة الطفل الذي أجريت له العمليات السابقة عمره
الآن 5 سنوات مثل الوردة في صحة وعافية كأن لم يكن به شيء ومعهم أيضا
مولود عمره 4أشهر فرحبت بهم وسألت الأب ممازحا ًعن هذا المولود الجديد
الذي تحمله أمه هل هو رقم 13 أو 14 من الأولاد ؟ فنظر إلي بابتسامة عجيبة
( كأنه يقول لي : والله يا دكتور إنك مسكين ) ثم قال لي بعد هذه الابتسامة
:
إن هذا هو الولد الثاني وأن الولد الأول الذي أجريت له العمليات السابقة هو أول ولد يأتينا بعد 17 عاما من العقم وبعد أن رزقنا به ،
أصيب بهذه الأمراض التي تعرفها لم أتمالك نفسي وامتلأت عيوني بالدموع
وسحبت الرجل لا إراديا ً من يده ثم أدخلته في غرفة عندي وسألته عن زوجته ،
قلت له من هي زوجتك هذه التي تصبر كل هذا الصبر على طفلها الذي أتاها بعد
17 عاما من العقم ؟ لا بد أن قلبها ليس بورا ً بل هو خصبٌُُُ بالإيمان
بالله تعالى قال :
أنا متزوج من هذه المرأة منذ 19 عاما وطوال هذه
المدة لم تترك قيام الليل إلا بعذر شرعي وما شهدت عليها غيبة ولا نميمة
ولا كذب وإذا خرجتُ من المنزل أو رجعتُ إليه تفتح لي الباب وتدعو لي
وتستقبلني وترحب بي وتقوم بأعمالها بكل حب ورعاية وأخلاق وحنان
ويكمل الرجل حديثه ويقول : يا
دكتور لا استطيع بكل هذه الأخلاق و الحنان الذي تعاملني به زوجتي أن أفتح
عيني فيها حياءً منها وخجلا ً فقلت له : ومثلها يستحق ذلك بالفعل منك يقول
الله تعالى:
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ
وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا
أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ
رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة155-157
سعادة القلوب بمحبة علام الغيوب
القلب لا يفلح، ولا يصلح، ولا يتنعم، ولا يبتهج، ولا يتلذ، ولا يطمئن، ولا
يسكن إلا بعباده ربه وحبه، والإنابة إليه، ولو حصل الإنسان جميع ما يلتذ
به أهل الأرض من اللذات الحسية، لم يطمئن قلبه، ولم يسعد، ولم يجد للذه
طمعاً، إلا في سكرة الشهوات المؤقتة، والتي سرعان ما تنقلب إلى شقاوة
وتعاسة بعد انقضاء المعصية.
وها هم الغرب، قد أطلقوا
لأنفسهم عنان الشهوات و مع ذلك تجدهم في شقاء دائم ، وقد ازدادت عندهم
معدلات الانتحار، والأمراض النفسية، والاضطرابات العصبية إلى درجة مهولة،
وما ذاك إلا لإنهم أشبعوا بطونهم وفروجهم، ونسوا غذاء قلوبهم وأرواحهم من
عبادة الله ومحبته، والإنابة إليه، فإن (الله سبحانه جعل كل عضو من أعضاء
الإنسان كمالاً، إن لم يحصل به؛ فهو في قلق واضطراب وانزعاج بسبب فقد كماله الذي جعل له.
لو لم ترد نيل ما أرجو واطلبه من جود كفك ما علمتني الطلبا
سهر العيون لغير وجهك ضائع *** ورضي النفوس بغير حبك باطل
ليس العجيب أن الفقير يحب الغني ..والضعيف يحب القوي .. والهين يحب المهيمن .. والجهول يحب العليم الخبير ..وإنما العجب العجاب من القوي ..
العظيم .. الغني .. الذي له ملك السماوات والأرض .. يحب عبده ! سبحانه ..
لا يُحب أحدٌ لذاته إلا هو .. ولا يُحبُّ أحدٌ من كل وجه إلا هــو ما أسعد
العبد إذا أحبه الله !محبته تعني السعادة .. الإيمان .. التُقى .. الجنة
.. السعادة الحقيقة .. وكل النعيم
إذا أحبك .. أعطاك .. وأغناك .. وأقناك .. ووقاك ..
وحماك .. وهداك .. واجتباك .. وتفضل عليك بما لا يخطر على بالك .. ودفع
عنك الشرور .. ويسر لك الأمور .. يرضى عنك ويرضيك .. " ورضوان من الله أكبر
حب الإله تعلُّق بشرعه .. انقياد لأمره .. امتثال لدينه .. تقرُّب منه
سأريك أيغفر لي
إنها الوثبة الكامنة من همة عاية لم ترض بالدون ولا
تألف ذل المعصية كان رجل من العصاة يغشى حدود الله ، وكان رجل يذكره بالله
دائماً ويقول له : يا أخي اتق الله ، يا أخي خاف الله . وفي يوم من الأيام
ذكّره بالله فرد عليه رداً سيئاً ، فما كان من ذلك الرجل إلا أن استعجل
وقال له : إذن لا يغفر الله لمثلك. فانتبه ذلك العاصي وقال : الله لا يغفر
لي ؟! الله لا يغفر لي ؟! سأريك أيغفر الله لي أم لا يغفر ؟ وبنقل الثقات
يقولون : اعتمر الرجل العاصي من التنعيم وطاف طوافه فمات بين الركن
والمقام .فيا لها من خاتمة، وهانحن يارب توجهنا إليك، أنخنا ركابنا عند
بابك فلا تردنا عن جنابك خائبين
إليك وإلا لا تشد الركائب *** ومنك وإلا فالمؤمل خائب
وعنك وإلا فالمحدث كاذب *** وفيك وإلا فالكلام مضيع
يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون،
ولا يصفه الواصفون، يا من دبر الظهور، وقدر الأمور، وعلم هواجس الصدور، يا
من عز فارتفع وذل كل شيء له فخضع، وجهك أكرم
الوجوه، وجاهك أعظم الجاه، وعطيتك أعظم العطية، تجيب المضطر وتكشف الضر
وتغفر الذنب وتقبل التوب، لا إله إلا أنت، يا من أظهر الجميل، وستر
القبيح، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا عظيم المن، يا كريم الصفح،
يا سامع كل نجوى، يا منتهى كل شكوى، يا رافع كل بلوى، يا من عليه يتوكل
المتوكلون، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، بامن لا يصفه الواصفون ،
ولا تغيره الحوادث ، ولا يخشى الدوائر ، يعلم مثاقيل
الجبال ، ومكاييل البحار ، وعدد الأمطار ، وعدد ورق الأشجار ، وعدد ما
أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار ، ولا تواري منه سماءٌ سماء ً ، ولا
أرض أرضاً ، ولا بحر ما في قعره، ولا جبل ما في وعره... اجعل خير عمرنا آخره ، وخير عملنا خواتمه ، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه.
إعداد الفقير إلى الله /أبو مسلم وليد برجاس
رابط المحاضرة
http://www.4shared.com/mp3/MSrktMHA/___-1.html

المصدر شبكة المنتدي